البيعتان الأولى والثانية إنَّ نصرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كانت من غير بيئته وذلك لحكمةٍ بالغة؛ وهي لئلّا يظنُّ أحدٌ أنّ دعوته قوميَّة، ففي أحد مواسم الحجِّ تعرَّض رسول الله لنفرٍ من أهل يثرب ودعاهم إلى الأسلام فآمنوا به وصدَّقوه ووعدوه بالمقابلة في العام الذي يليه، ومن هنا بدأ انتشار إسلام أهل يثرب حيث بايعه أهلها بيعتان. [٤] بيعة العقبة الأولى حدثت هذه البيعة في العام الثاني عشر من البعثة، [٥] سُميت ببيعة العقبة نسبةً لاسم المكان الذي عُقدت به، وبلغ عدد المسلمين في هذه البيعة 12 مسلمًا، وقد بايعوه على عدم الشرك بالله، وعدم الاقتراب من الزنا والسرقة وعدم قتل أولادهم وعدم الإتيان ببهتانٍ كما أنّهم بايعوه على عدم عصيانه في معروف، ولم يبايعهم على الجهاد؛ لأنَّ الجهاد به تضحية بالنفس ولا يقدر عليه إلا من غُرس الإيمان في قلبه وتمكن بالإضافة إلى أنَّ ظروف يثرب ومكة لم تكن تسمح بالجهاد فضلًا عن أنَّ النبيّ لم يكن متأكدًا من أنَّ هجرته ستكون إلى يثرب. [٦] بيعة العقبة الثانية حدثت هذه البيعة العام الثالث عشر من بعثة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وعُرفت هذه البيعة ببيعة العقبة الكبرى، وبلغ عدد المسلمين 73 رجلًا وامرأتان من الأوس والخزرج ، وقامت بنود هذه البيعة على السمع والطاعة وبذل المال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإضافة إلى نصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان ثمن ذلك بأن وعدهم النبيُّ بالجنة، وأطلق عبادة بن الصامت على هذه البيعة اسم بيعة الحرب لما فيها من معاهدة على النصر والقتال.
وعلى سبيل المثال فإن السيد الشيخ أحمد البدوي (قدس الله سره) كان يقول لخليفته السيد عبد العال: ( اعلم أنني اخترت هذه الراية الحمراء لنفسي في حياتي وبعد مماتي وهي علامة لمن يمشي على طريقتنا من بعدي) فقال له السيد عبد العال: فما شروط من حملها ؟ قال له: ( شروطه أن لا يكذب ولا يأتي بفاحشة وأن يكون غاض البصر عن محارم الله تعالى ، طاهر الذيل ، عفوف النفس ، خائفا من الله تعالى ، ملازم الذكر ، دائم الفكر)(2) المرقعة: مع مرور الزمن أصبح إلباس الثوب أو القميص المرقع هو علامة أو رمز الانتماء إلى الطريقة الصوفية على اعتباره علامة للزهد بالدنيا ولذاتها المشبوهة الفانية الزائلة. الأثر: واتخذت بعض الطرق إعطاء ، أي: أثر من آثار الصالحين أو الشيخ وسيلة وعلامة للتسجيل في المدرسة الصوفية كالمسبحة أو العصا أو الخاتم أو قبضة من تراب حلقة الذكر أو شربة من ماء تليت عليها بعض الآيات والأدعية المباركة ، وكان قبول الطالب لذلك الأثر واحتفاظه به يعني انتماءه لتلك الطريقة. التلقين بالمشافهة: واتخذت بعض الطرق أسلوب التلقين بالمشافهة وسيلة في التسجيل في مدارسها ، وخلاصتها: أن يقوم الشيخ أو وكيله بترديد آية المبايعة وبعض الأدعية الدالة على تعهد المريد بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى ، والمريد يستمع ثم يقوم المريد بإعادة ما قاله الشيخ فيكون تعهده بالطاعة لله والالتزام بمنهج الشيخ بمثابة التسجيل في مدرسته.
»، وكانت هذه البيعة وفق بيعة النساء التي نزلت بعد ذلك عند فتح مكة أكتوبر 8، 2019 ياسمين على الشرايدى ( 36. 0ألف نقاط)
ويتضح أن هذه البيعة يكون لها ضجتها في الأرض حتى يحرك لأجلها جيش من الشام يتضمن ثلاثة أصناف، الصنف الأول المستبصرون، وهم علية القوم ممن يحادون الله ورسوله، ويجتهدون لبكيت أهل الله في الأرض أينما كانوا. والصنف الثاني، وهم المُجبرون على السير مع الجيش حسب أنظمة هذا الزمان، وهؤلاء هم الكارهون لغزو بيت الله الحرام، والصنف الثالث عابروا السبيل ممن يقدر الله سبحانه وتعالى أن يكونوا قريبين من هذا الجيش ساعة الخسف. وكذلك يعتبر هذا الخسف هو العلامة الأقوى في الدلالة على أن العائذين بالبيت هم المهدي وأنصاره كما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام، لذا يتحرك أهل الله خاصة من الشام ومن العراق نحو مكةَ لبيعة المهدي، وبذلك تتم البيعة، تكتمل البذرة الأولى لجيش العالمية الثانية للإسلام في آخر الزمان، ولا ننسى أنه يكون للمهدي أيضاً أنصار من جهة المشرق يتحركون صوب إيلياء ويُمهدون له الإمامة في نفس الوقت. ما هي الطبيعة الصامتة. غنيمة كلب: إن الملاحظ من حديث أم سلمة أنه أشار إلى وقعة المهدي وأنصاره من جهة وبين رجل قرشي أخواله من قبيلة كلب، وهذه الوقعة تعتبر أولى الملاحم التي يخوضها المهدي، ويتضح من سياق الحديث أنّ المعركة عظيمة ومفصلية، ولعله يترتب عليها انتقال ملك المهدي للشام أو تكون ممهدة لذلك، ويتضح أيضاً أنه يترتب عليها بعد انتصار المهدي غنائم كثيرةً تنالها الطائفة المنصورة من المعركة؛ لذا جاء الترغيب في خوض هذه المعركة والمشاركة فيها بقول النبي عليه الصلاة والسلام الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب.
ويؤكد الله عز وجل أن المبايعة تكون في العلن وتكون بين الناس، ويحذر من نكث البيعة فسيجد عذاب أليم بل يجب علية أن يتبع التعاليم الإسلامية، وأن يؤكد ثقة الناس فيه لأنهم أقبلوا على مبايعته لأنة وجدوا فيه الإمام العادل الحكيم. ما حكم البيعة لولي ا لأمر في الإسلام قال الله تعالى في كتابة الكريم عن المبايعة لولي الأمر منهم ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[سورة الممتحنة الأية(13). وهذا يدل على أن الله أوصى بمبايعة ولي الأمر منهم وهي على أن لا يرتكبوا الشرك وما ينافي التعاليم الإسلامية ومن يفعل غير ذلك يعتبر نكث البيعة وله عذاب يوم القيامة عسير. حيث يفسر في الأية الكريمة أن النساء جاءت إلى رسول الله علية أفضل الصلاة والسلام على مبايعته، بأن يتركوا كل ما يحرمه الإسلام من زنا وشرك والسرقة والكذب وكان رسول الله يبايع النساء بالكلام فقط دون أن يصافحهم، لأن يد رسول الله لم تلمسه يد امرأة قط.
ولقد اقترن الدخول في أي طريقة صوفية باتباع سنة البيعة المحمدية ، فاتخذ المشايخ من أسلوب البيعات الإسلامية في العصر الأول سنداً لهم في قبول المريدين بين طلاب طرقهم أو مدارسهم الصوفية. إن البيعة في الطريقة الصوفية تعني المعاهدة بين طرفين: المريد والشيخ ، وتنص بنود هذه المبايعة أو المعاهدة – اختصاراً – على أن يلتزم المريد بمنهج الشيخ المرشد في تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة ، في مقابل أن ينور الشيخ للمريد الطريق ويعينه بقاله وحاله على الوصول إلى مبتغاه. فالبيعة بهذه الصور تمثل – في لغة العصر- مستمسكات التسجيل في المدرسة الصوفية ، وكما أن كل مؤسسة أو دائرة تتميز بطريقة خاصة للتسجيل فيها ، فتطلب كل واحدة ، مستمسكات خاصة بها لتضمن الحقوق للطرفين ، فكذلك المدارس الصوفية ، فإن كل مدرسة أو طريقة صوفية قد تتميز بأسلوب أو طريقة خاصة للتسجيل فيها والدخول بين صفوف طلابها الذين يسمون بالمريدين.