الرئيسية الأخبار محليات عربي ودولي فلسطين منوعات رياضة مقالات أقسام متفرقة إسلاميات دراسات وتحليلات اقتصاد صحة منوعات تكنولوجيا بورتريه بانوراما إضافة تعليق الاسم البريد الإلكتروني التعليق الأكثر قراءة اخر الأخبار
الحمد لله. تشير روايات السيرة النبوية إلى أن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كانت امرأة حازمة وذكية ، وكانت كذلك غنية ، ولها تجارات متعددة ، وكان رجال قومها يحرصون على الزواج منها ، ولم تكن تعمل في التجارة بنفسها ، وإنما كانت تستأجر رجالا يعملون لها في مالها. أعظم قصة حب.. النبي عن خديجة: "إني رزقت حبها". ووصل إلى خديجة رضي الله عنها خبر الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم وسمعت من أخبار صدقه وأمانته الكثير ، فرغبت في أن تستأجره ليعمل لها في تجارتها ، فأرسلت له من يعرض عليه الأمر ، فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم متاجرا بمال خديجة رضي الله عنها وكان معه غلام لخديجة يدعى: ميسرة ، وقد رأى ميسرة من الآيات التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم في رحلته ما بهره ، وجعله يخبر سيدته خديجة بكل ما رآه. فمن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قدم مدينة بصرى بالشام نزل في ظل شجرة ، فقال أحد الرهبان لميسرة: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ، وكان ميسرة يرى ملكين يظلان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت حرارة الشمس. ورجع النبي صلى الله عليه وسلم من رحلته تلك ، وقد ربحت تجارة خديجة أضعاف ما كانت تربح من قبل ، فأعجبت خديجة رضي الله عنها بشخص النبي صلى الله عليه وسلم ورغبت في الزواج منه ، فأرسلت صديقتها نفيسة بنت منية تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم الأمر ، فوافق صلى الله عليه وسلم على ذلك ، وتولى أمر زواج خديجة رضي الله عنها أبوها خويلد ، في أصح الروايات كما ذكر أصحاب السير.
الموقف الرابع في غزوة بدر بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها، عندما اسر العاص بن الربيع زوج السيدة زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم، ارسل كل أهل مكة في فداء الأسرى، فأرسلت السيدة زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم في فداء زوجها بعقد أهدته لها أمها السيدة خديجة رضي الله عنها يوم زفافها، وعندما رأي النبي صل الله عليه وسلم العقد وسط الفداء بكي صل الله عليه وسلم وقال هذا عقد خديجة، وقال لصحابته مستأذنا إياهم لو شئتم رددتم لها عقدها يقصد السيدة زينب، ففعل الصحابة رضوان ربي عليهم وردوا عقد السيدة خديجة للسيدة زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم وأطلقوا صراح العاص بن الربيع دون فداء.
ثاني موقف جمع بين القلبين ويوضح لنا مدى حبهما لبعضهما البعض هو بعد نزول الوحي على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، فأول من لجأ إليه في هذه الشدة والرهبة مما حدث هو أن لجأ لزوجته ومحبوبته خديجة رضي الله عنها، ذهب إليها مباشرة وارتمي في حضنها وحكى لا ما حدث معه، وكان صلوات ربي وسلامه عليه يرتجف من هول الموقف، فما كان منها رضوان ربي عليها إلا أن قامت بتهدئته وذكرت محاسنه بقولها " كلَّا! والله ما يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". ثم اخذته وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وحكت له ما حدث مع النبي صل الله عليه وسلم، فأخبره انه نبي آخر الزمان وأن ما رآه هو رسول من عند الله سيدنا جبريل عليه السلام، وأخبره أن قومه سيعادونه، ورغم هذا لم تتخلى عنه زوجته الحبيبة بل كانت أول من آمن به وبرسالته، ونصرته بنفسها ومالها وكل ما آتاها الله من قوة. الموقف الثالث موقف وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها بعد انتهاء شعب أبي طالب، حزن النبي صل الله عليه وسلم لوفاتها حزنا شديدا، حتى سمى عام وفاتها بعام الحزن، وكان صل الله عليه وسلم كلما ذكرها حن واشتاق إليها رضوان ربي وسلامه عليها.
[٢٢] مظاهر حب رسول الله لخديجة ظهر حبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لزوجته خديجة -رضي الله عنها- في العديد من المواقف، منها: لم يتزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طيلة حياتها بغيرها من النساء، ولم تُشارِكها مع زوجها أي امرأة غيرها، وهذه الخصيصة كانت لها فقط من بين جميع زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. [٢٣] [٢٤] غَيْرة عائشة -رضي الله عنها- من خديجة -رضي الله عنها- بالرغم من أنّها ميتة [٢٥] ولم ترَها، وقد نَبَعَتْ هذه الغيرة من حبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها بعد مماتها، وذكر فضائلها ومحاسنها، فقد كان يقول: (إنَّهَا كَانَتْ، وكَانَتْ، وكانَ لي منها ولَدٌ) ، [٢٦] [٢٧] وتروي عائشة -رضي الله عنها- فتقول: (ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا). [٢٦] [٢٨] [٢٩] حِرْص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إخراج الصَّدقة لصاحباتها بعد وفاتها، فكان يذبح الشّاة ويقطّعها ثمَّ يقوم بتقسيمها وتوزيعها على صويحبات خديجة -رضي الله عنها-، [٣٠] وكان يبعث بالشيء لصاحباتها ويقول: (اذهَبوا به إلى فلانةَ فإنَّها كانت صديقةَ خديجةَ).
- كتاب "خديجة بنت خويلد سيدة في قلب المصطفى" للدكتور محمد عبده يماني.