[3] دعاء الطعام والشراب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم "رواه أبو عبيد في الغريب عن عمر، إن المقصد من هذا الحديث الشريف إن الإنسان يجب أن يقتصد في مصروفه وفي طعامه وشرابه وحتى لو كان ذو قدرة مادية، فقد يمر على الإنسان أوقات صعبة أو أن يخسر ماله فقد يلجأ المرء لأساليب ملتوية ليحصل على مال بمقدار المال المتعود على صرفه كالجور للمال الحرام وبيع الإنسان لدينه ومبدأه، لذلك يفضل الاقتصاد في الطعام والشراب للمسلم.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54]. راغب السرجاني أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر. 137 1 17, 902
وهنا ذكر اسم الله -تبارك وتعالى- على الطَّعام يحصل به البركة، ويدفع به السّوء ومُشاركة الشيطان، ويحصل بسبب ذلك من النَّفع والتَّغذي؛ الغذاء للبدن -تغذية البدن-، ويحصل بذلك أيضًا لقائله إذا أحضر قلبَه من استحضار نعمة الله -تبارك وتعالى- عليه حال هذا الطَّعام، وعند خروجه من حوله وطوله وقوّته، وما إلى ذلك من المعاني. الإمام النَّووي [11] -رحمه الله- كان يرى أن يُزاد فيُقال: "بسم الله الرحمن" في أول الطَّعام، وأنَّه يكفي أن يقول، يُجزئه أن يقول: "بسم الله"، ويحصل بذلك الامتثال. لكن هذا أيضًا لا دليلَ عليه، إنما يكفي أن يقول: "بسم الله" كما أمر النبيُّ ﷺ، ما قال النبيُّ ﷺ: فليقل: بسم الله الرحمن الرحيم. وإنما يقول: بسم الله: فليقل: بسم الله ، فجاء بالصِّيغة، لكن حينما علَّم الغلامَ قال: "سمِّ الله يا غلام". دعاء بعد الطعام للاطفال. يحتمل هنا أن يذكر الصِّيغة كاملةً، أو أن يذكر بعضَها، لكن هنا قال: فليقل: بسم الله ، فعلَّمه كيف يقول، فيلتزم هذه الصِّيغة، ولا يزيد على ذلك. ووجه بعضُهم؛ يعني: مَن قال بأنَّه يُسمِّ مع كل مرةٍ يرفع فيها، بعضُهم وجّه ذلك قال: لئلا يشغله الأكلُ عن ذكر الله فتحصل له غفلة في هذا الوقت. انظر إلى أي حدٍّ يُفكرون وينظرون؛ لئلا ينشغل عن ذكر الله وقت الأكل، مثلما قلنا في الكلام على الخروج من الخلاء أنَّه يقول: "غفرانك"، وأنَّ بعضَ العُلماء علَّله بأنَّه يستغفر من ترك ذكر الله في هذه المدّة التي بقيها في الخلاء، ولو كانت بضع دقائق: "غفرانك" يستغفر، مع أنَّه لا يُشرع له أن يذكر الله في الخلاء، لكن هو يستشعر النَّقص الذي حصل له، والانقطاع عن ذكر الله ، فيقول: "غفرانك"، فكيف بالسَّاعات الطَّويلة؟!