المقطع الثالث فقالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق إني أحبك حباً لا نفاد له ما دام في مهجتي شيء من الرمق تعود تلك الحسناء (المرض) لترد على الشاعر بقسم عزيز على النفس، إذ تُقسم فيه بعينيها واللؤلؤ الذي ينحدر على جبهتها، أنّ المحبة التي تُكنها للشاعر لا تنتهي ما بقيت الحياة فيها فهي تُحبه إلى آخر العمر وحتى آخر نفس تتنفسه، فالمرض يُبين للشاعر أنّه على حبٍّ شديد له لا يستطيع معه الفراق فهو سيبقى معه ليلاً ونهاراً. المقطع الرابع فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها زحتُ اللثام، رأيتُ البدر معتنقِ قبلتها، قبلتني، وهي قائلة قبلت فاي، فلا تبخل على عنقي قلت العناق حرامٌ في شريعتنا قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي يقول الشاعر قمت مع توجعي الشديد أراقب الفتاة الحسناء مع ما يعتريني من الحبّ والشوق لها، فقمت لها أقترب منها حتى أزحت اللثام عنها عن وجهها، وإذا أنا في صورة البدر الذي تجسد في وجهها، فقبلت ثغرها، وهي تقول لا تتوقف عن تقبلي، وزد في القُبَل على عنقي، ثم أرادت تلك الحسناء (المرض) أن يزيد في حبه فيضمها حتى وإن كان الدين يُحرم ذلك. في نهاية قصيدته يصف الشاعر ملازمة المرض له ملازمةً دائمةً، كملازمة الحبيب لحبيبته، ليقول له أنّ القرب منه حرام لأنّه سيُؤدي للهلاك، فهو في شدّة من الوجع، بينما المرض يُريد أن يقترب أكثر من الشاعر ليبقى في قربه.
كلمات الأخوين الرحباني ألحان غير ملحّن جاءت معذّبتي في غيهب الغسق كأنّها الكوكب الدُرّي في الأفقِ فقلت نوّرتِنِي يا خير زائرةٍ أما خشيت من الحراس في الطرقِ فجاوبتني ودمع العين يسبقها من يركب البحر لا يخشى من الغرق
وطال المشروع الرحباني عمالقة التلحين خارج لبنان وسورية أيضاً، وفي المقدمة محمد عبد الوهاب. في إعداد برنامجها البهي، المترف بالمتعة والمعرفة، اعتمدت هيام أرشيفاً ثرياً من النصوص المنشورة، والمذكرات الشخصية، واللقاءات الإذاعية، والتسجيلات الغزيرة الشهيرة، والمغمورة، والنادرة، مما لا تستطيع توفيره إلا إعلامية قديرة ومثقفة ومثابرة، وعاشقة للكلمة واللحن، وعارفة – إلى حد أن تكون مرجعاً – بالتجربة الرحبانية وعاشقة لها. وقد استطاعت بفضل ما سبق، وبفضل خبرتها وكفاءتها وحُسن انتقائها أن تصوغ حلقات متكاملة وغير متماثلة، تعطي صورة وافية عن أكثر التجارب الفنية العربية ثراءً إبداعياً وثقافياً شعرياً، يتداخل فيها الشعر واللحن والأداء بسحر يصعب وصفه. وقد خصصت حلقات بأكملها لأسماء مبدعة من الشعر الجاهلي والأموي والأندلسي والعباسي والمهجري، ممن صادقهم الرحبانيان وفيروز حين تعرفوا بعمق على روائعهم فانتقوا بحسهم الشعري الرفيع بعضها وأعادوا إحياءها في زمننا. وفي زمننا ربطتهم صداقة واقعية مع كبار الشعراء في سورية ولبنان فلحنوا أشعار بدوي الجبل وعمر أبو ريشة ونزار قباني وسعيد عقل.. وما انتهى الكلام.. بهذه العبارة تختم هيام حموي كل حلقة من برنامجها الرائع.. وهي عبارة تصح عند الحديث عنه.. /saad_elkasem/176326-2019-05-20-23-16-05 تعليقات الفيسبوك