[7] أثر قراءة سورة الواقعة في تحصيل العلم إنّ لسورة الواقعة أثرٌ عظيم في تحصيل العلم والمعرفة، والتفكّر في أمر الدنيا والآخرة، والدليل ما روي عن أحد فضلاء التابعين، وهو مسروق بن الأجدع رحمه الله أنّه قال: "من سرّه أن يعلم علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة"، وقد علّق الإمام الذهبي على هذه المقولة، أنّ مسروقًا قال هذه المقالة وبالغ في العلم الذي يمكن تحصيله من قراءة سورة الواقعة، لعظمة ما ورد في هذه السورة من أمر الدنيا والآخرة، وأنّه لم يقصد القراءة المجرّدة، بل أراد القراءة بتفكّر وحضور للقلب والذهن. [7] فضائل سورة الواقعة كما وردت بشأن سورة الواقعة أحاديث صحيحة وحسنة، تدلّ على عظم شأن هذه السورة الكريمة وجلالة موقعها، ومن هذه السور ما أورده الترمذي في سننه، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: " قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: يا رسولَ اللهِ ، قد شِبْتَ! قال شَيَّبَتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتِ، وعمَّ يتساءلون، وإذا الشمسُ كُوِّرَتْ"، [8] وقد قال رسول الله هذا عن سورة الواقعة وباقي السورة المذكورة في الحديث؛ لكثرة مافي هذه السور من التخويف من الحساب وذكر لصفات الجنّة.
مقاصد سورة الواقعة يدور موضوع سورة الواقعة حول تقسيم الناس يوم القيامة، لمحاسبة العباد الذين اختُبِروا في الحياة الدنيا، وهم ثلاثة أصناف؛ الصنف الأول المؤمنون وهم أصحاب اليمين وهم أهل الجنة ويوضعون على درجاتهم المتوسطة والمنخفضة، أما الصنف الثاني فهم المشركون وهم أهل النار ويوضعون على درجاتهم المتوسطة والأولى، أما الصنف الثالث فهم السابقون المقربون من الأتقياء وهم أصحاب الدرجات العالية في الجنة، وتتمحور سورة الواقعة حول الأمور الآتية [١]: تنبه سورة الواقعة العقول الواعية للاطلاع على المكانة الزاهية التي يتمتع بها القرآن، الذي يوضح أهوال يوم القيامة وما فيه من الحساب والجزاء. توضح سورة الواقعة ما سيحصل في هذا الكوكب والعالم عند قيام الساعة. تعرض سورة الواقعة صفات أهل النار وما يعيشوه من عذاب، وذلك بسبب تكذيبهم للبعث. ما هو فضل قراءة سورة الواقعة؟ - صحيفة البوابة. تؤكد سورة الواقعة على أن القرآن الكريم من عند الله سبحانه وتعالى، وأنه نعمة أنعم الله عز وجل بها عليهم فلم يُقدروه وأنكروا بما فيه. تستدل سورة الواقعة بنزع الله سبحانه وتعالى الأرواح من أجساد الناس وهم رافضون، فلا يستطيع أحد منعها من الخروج، إلا الله عز وجل الذي قدر على أخذها دون أسباب فهو أيضًا قادر على ردِّها متى شاء.
تُذكّر سورة الواقعة بيوم البعث، وتحقيق وقوعه. تُقدم سورة الواقعة أدلة وبراهين للمشركين والمكذبين بيوم الدين على مصداقية الآيات القرآنية المتعلقة بيوم الآخرة وأنه حق يقين. لماذا عليكِ المواظبة على قراءة القرآن؟ إن الهدف من المواظبة على قراءة القرآن الكريم هي وصولكِ إلى فهم معانيه وتدبر آياته وتطبيق ما فيه من العمل بأوامره واجتناب نواهيه في أمور الحياة حتى تكونينَ من الصالحين والمهتدين إلى طريق الصواب، وقد دلّ الله عز وجل على صفات من هداهم إليه تعالى فقال: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} {الزمر: 18}. وإذا كان مقصدكِ هو اللجوء إلى الله تعالى والتقرب له بتلاوة آياته فلا يتم ذلك إلا بتفكّركِ بمعانيه وتدبر ما تقرئينَ حتى تعرفي مقاصد الآيات، وتتدبّرينَ ما فيها من مواعظ وحكم، وتعرفينَ ما يندرج عليه من عبادات وأحكام وعقائد، وآداب وفضائل وأحكام، وما حرمه الله عز وجل وما حلله من أمور الدنيا. وأنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم لكافة البشرية حتى يوضح الأحكام التشريعية والآيات الكونية وأروع الحقائق العلمية، حتى يحققوا من خلالها دراسات مثالية، لبناء ثروة عظيمة من العلم لتبقى المادة الوحيدة والأولى لقيام حضارة عالمية مثالية تتمتع في ظلها جميع البشرية بكل أفكارها ومستوياتها وأعراقها بحياة آمنة وسعيدة، لذا فإن فهمكِ القرآن الكريم والعمل به من الضروريات الواجبة [٣].