2021-10-14, 09:48 AM #1 فوائـد من وصـايا لقمـان الحكيـم الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر هذه وقفة مع هذه الوصايا العظيمة جليلة القدر، وصايا لقمان الحكيم، ويكفي شاهدًا ودليلًا على عظم شأنها ورفيع مكانتها أن الله -سبحانه وتعالى- خلَّد ذِكرها في القرآن في آياتٍ تُتلى في كتاب الله -سبحانه وتعالى-، ويكفي فضلًا لقائل هذه الوصايا أن الله -عز وجل- أخبر في هذه الآيات أنه -جل وعلا- آتاه الحكمة، وأيضا يكفيه فضلًا أن اسمه خُلِّد في سورة من كتاب الله -سبحانه وتعالى- عُرفت باسم هذا الحكيم (سورة لقمان). وهذه الوصايا جديرٌ بالمربين -آباء وأمهات ومعلمين- أن يُعنوا بها عناية عظيمة؛ لأن فيها بيانا لما يربى عليه النشء، وفيها بيان لأسلوب التربية القويم الذي ينبغي أن يُسلك في تهذيبهم وتنشئتهم، وأشير في هذا المقام إلى بعض الأمور المستفادة من هذه الوصايا. صحة المعتقد وحُسن العبادة فمن ذلكم: أن مما ينبغي بل يجب أن يُنشَّأ عليه الناشئة صحة المعتقد، وحُسن العبادة والتقرب إلى الله -عز وجل-، وسلامة السلوك، وهذه الثلاث مجتمعة في هذه الوصية العظيمة وصية لقمان لابنه؛ فقال له: لا تشرك بالله، وأمره بالصلاة التي هي أعظم الفرائض، وحذره من بعض الآداب السيئة، وتحذيره له من تلك الآداب هو في الوقت نفسه دعوة إلى التحلي بجميل الخصال وطيب الآداب.
ب- أن يؤديها بشروطها وأركانها وواجباتها وتكمل إقامتها بالإتيان بما يُستحب فيها، قال صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» [12]. ج- المداومة على أدائها حتى الممات؛ قال تعالى: ﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 22، 23]، وكان من آخر ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلفظ أنفاسه أن قال: «الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» [13]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] جامع البيان عن تأويل آي القرآن (8/ 6559). وصايا لقمان الحكيم كاملة. [2] سنن النسائي برقم (3939) من حديث أنس رضي الله عنه، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن النسائي برقم (3680). [3] سنن أبي داود برقم (4986) من حديث صهر محمد بن الحنفية، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود برقم (4171). [4] صحيح البخاري (528)، وصحيح مسلم برقم (667) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [5] صحيح مسلم برقم (223) من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه. [6] سنن ابن ماجه برقم (781) من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (1/130) برقم (633).
وقد جاء ذلك في الآية رقم "23" من سورة الجاثية، ومن هنا يتضح لنا أن؛ على الوالدين واجب تجاه الأبناء، وهذا الواجب يتمثل في غرس العقيدة والتوحيد بالله، ودائمًا القيام بتوجيههم إلى ضرورة محبة خالقهم عز وجل ونبيه الكريم، وضرورة غرس حب الله في قلوبهم حتى يكون أكبر حب في حياتهم، وأن يؤمنوا بكل الرُسُل والملائكة، فالإيمان بالله هو أكبر دافع لعمل الخير والبعد عن الشر. ونجد أن؛ مؤخرًا هناك أدعاءات كثيرة تنكر وجود الله والعياذ بالله، ولكن إذا تم تربية الأبناء على توحيد الله منذ الصغر لن يتعثروا في مثل هذه الأمور، ولابد من لجوئهم إلى الله وحده لتحقيق كل ما يتمنون.
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع ضوابط المشاركة لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك قوانين المنتدى