ومن صنائع المعروف: بر الوالدين وصدقة السر والإحسان للناس وقول الحسن، وصلة الرحم، وإغاثة الملهوف وعمل أعمال الخير بصفة عامة. في هذا المقال؛ تعرفنا على صنائع المعروف وأثرها في حياة الإنسان، لذلك علينا ان نهتم بصنائع المعروف حتى نجهز لحياتنا الآخرة. بواسطة: Asmaa Majeed مقالات ذات صلة
وقد استعاذ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من ميتة الهدم، والتّردي، والغرق، والحرق، وأن يُقتل في أرض المعركة مدبراً مولياً، ثمّ فسّر بعض العلماء مصرع السوء بالموت فجأة، أو الموت على مرأى الناس؛ كمن يموت مصلوباً. [٦] أمثلة على صنائع المعروف ذكرت سيدتنا خديجة -رضيَ الله عنها- لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعض ما يحسن فيه إلى الخلق، فقالت: (أبْشِرْ فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، فَوَاللَّهِ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ).
قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمْرِ" وَصلُ الأقارِبِ الفُقَراءِ، ذُكورًا وإناثًا بالمالِ والنَّفَقةِ، أمَّا الأغنياءُ منهم فصِلتُهُم تكونُ بالهَدايا، والتَّزاوُرِ، وبَشاشةِ الوجهِ، والنُّصحِ للجميعِ، ومَعْنى زيادةِ العُمرِ، هو الزِّيادةُ بِالبَرَكةِ فيه، والتَّوفيقِ لِلطَّاعاتِ، وعِمارةِ أوقاتِهِ بما يَنفَعُهُ في الآخِرةِ، وصيانتِهِ عَنِ الضَّياعِ في غَيرِ ذلِكَ.
وتؤكد خطبة الجمعة علىُ أنْ حسنَ الخاتمةِ ليسَ مِلْكًا لأحدٍ مِن البشرِ، ولا حكمًا يملكُهُ أحد، فالإنسانُ ليسَ وصيًّا على غيرِهِ، يقولُ سیدُنَا عليٌّ بنُ أبيِ طالبٍ (رضي اللهُ عنه): لا تنزلُوا الموحدين المطيعين الجنةَ، ولا الموحدين المذنبين النارَ حتى يقضِي اللهُ تعالى فيهم بأمرِهِ، فالخاتمةُ في علمِ اللهِ تعالى، ولعلَّ اللهَ سبحانَهُ يَمُنُّ على المذنبِ بتوبةٍ صادقةٍ قبلَ الموتِ، أو يوفقُهُ لعملٍ صالحٍ يختمُ بهِ حياتَهُ، ولا يدرِي الإنسانُ بأيِّ عملٍ يُرحَمُ، ولا بأيِّ ذنبٍ يُؤخذُ، كمَا أنَّهُ لا يدرِي متى تبغتُهُ المنيةُ وعلى أيِّ عملِهِ تبغتُهُ؟!
فلا بد للسالك من الفناء فعلاً وصفة وذاتاً حتى يطّلع على الفقر الذي أشار إليه رب العزة بالحديث القدسي: " الفقر سر بيني وبين عبدي لا يطّلع عليه ملك مقرّب ولا نبي مرسل"، ويؤيده قول حبيب رب العزة: "إذا تم الفقر فهو الله". الصدقة تقي مصارع السوء. واعلم أن المقتضي لوجود الأشياء علماً أو عيناً أمهات الأسماء الإلهية، وهي الأول والآخر والظاهر والباطن، وذات الله غنية عن العالمين: البحر بحر على ما كان من قدمٍ إن الحوادث أمواج وأنهارُ فلا تكون الحوادث وغيرها إلا بواسطة هذه الأمهات. مثلاً، الاسم الأول والباطن يقتضيان وجود الأعيان في اللوح العلمي المنسوب إلى الحقيقة الإنسانية، ويقال له: "الفيض الأقدس"، والاسم ولآخر والظاهر يقتضيان وجودها في العين ويقال له: "الفيض المقدس"، فكذلك عالم الأعيان الثابتة صورة الاسم والأول والباطن الأول والباطن، وعالم الأرواح صورة الاسم الآخر والظاهر، وعالم الشهادة صورة الاسم الظاهر المطلق والآخر من وجه، وعالم الآخرة صورة الاسم الآخر المطلق وصورة الاسم الجامع لهذه الأربعة وهي حضرة الإنسان الكامل. أيها المحب، أنظر إليك ولا تنظر إلى غيرك لأنك جامع الحقائق والحضرات، وإذا لم تعرف هذه الحقائق وغيرها لا تعرف الحقائق الكونية أبداً، فلا بد من أن تنظر إليك بعين الفؤاد حتى ترى تلك الحقائق الكونية فيك، وإليه أشار رب العزة بقوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى}.