حديث يا غلام سمّ الله للأطفال + أنشودة - YouTube
قال النووي: في هذه الأحاديث استحباب الأكل والشرب باليمين وكراهة ذلك بالشمال ، وكذلك كل أخذ وعطاء كما وقع في بعض طرق حديث ابن عمر ، وهذا إذا لم يكن عذر من مرض أو جراحة فإن كان فلا كراهة كذا قال ، وأجاب عن الإشكال في الدعاء على الرجل الذي فعل ذلك واعتذر فلم يقبل عذره بأن عياضا ادعى أنه كان منافقا ، وتعقبه النووي بأن جماعة ذكروه في الصحابة وسموه بسرا بضم الموحدة وسكون المهملة ، واحتج عياض بما ورد في خبره أن الذي حمله على ذلك الكبر ، ورده النووي بأن الكبر والمخالفة لا يقتضي النفاق لكنه معصية إن كان الأمر أمر إيجاب. قلت: ولم ينفصل عن اختياره أن الأمر أمر ندب ، وقد صرح ابن العربي بإثم من أكل بشماله ، واحتج بأن كل فعل ينسب إلى الشيطان حرام.
حديث: يا غلام سم الله… ومن هذا الباب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح لربيبه عمر بن أبي سلمة: « يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك » (1) فالمراد أن يقول: باسم الله، ليس المراد أن يذكر الاسم مجردا وكذلك قوله في الحديث الصحيح لعدي بن حاتم: « إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فَكُل » (2) وكذلك قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: « إذا دخل الرجل منزله، فذكر اسم الله عند دخوله، وعند خروجه، وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء » (3) وأمثال ذلك كثير. لربيبه عمر بن أبي سلمة، ربيبه: يعني: ابن زوجته أم سلمة، لها ولد اسمه عمر، فيكون ربيب للنبي -صلى الله عليه وسلم- البنت تكون ربيبة لزوج أمها، والولد يكون ربيب لزوج أمه، فعمر بن أبي سلمة ربيب للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- زوج أمه، ربيبه عمر بن أبي سلمة، كانت يده تطيش في الصحفة، قال له: « يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك » (1) قال: « كنت غلاما تطيش يدي في الصحفة » (4) في الأكل، يقول: « يا غلام، سم الله » (5) ليس المراد يعني: كلمة واحدة، إنما هو جملة يعني: سم الله، يعني: قل أكلي باسم الله.
( 2) رواه مسلم كتاب الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، رقم ( 2020). ( 3) رواه البخاري، كتاب الأطعمة، باب من تتبع نحو القصعة مع صاحبه. رقم ( 5379)، ومسلم، كتاب الأشربة، باب جواز أكل المرق. رقـم ( 2041). اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال مواضيع ذات صلة
والتسمية الكاملة هي أن يقول الإنسان: بسم الله الرحمن الرحيم، كما ابتدأ الله بها كتابه، وكما أرسل بها سليمانُ صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]، فإنِ اقتصَرتَ على قول: "بسم الله" فلا حرج، وإن زدتَ "الرحمن الرحيم" فلا حرج، الأمر في هذا واسع. وأما التسمية على الذبيحة، فهي شرط من شروط التذكية، إذا لم تُسَمِّ على الذبيحة فهي حرام مَيْتة، كأنما ماتت بغير ذبح. شرح حديث يا غُلامُ، سمِّ اَلله، وكُلْ بِيَمِينِك، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ. ولكن العلماء يقولون: لا ينبغي أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم؛ لأنه الآن يريد أن يذبحها، فالفعل ينافي القولَ بالنسبة لهذه الذبيحة؛ لأنها ستُذبَح، هكذا علَّل بعض العلماء، ولكن لو قالها أيضًا فلا حرج. الأدب الثاني: قوله: ((وكُلْ بيمينك)): وهذا أمر على سبيل الوجوب، فيجب على الإنسان أن يأكل بيمينه، وأن يشرب بيمينه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يأكل الإنسانُ بشماله، أو أن يشرب بشماله، وقال: ((إذا أكَلَ أحدُكم فلْيأكُلْ بيمينه، وإذا شرب فلْيَشرَبْ بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله))، وقد نُهينا عن اتباع خطوات الشيطان؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21].
وقد أخرجه الحميدي في مسنده وأبو نعيم في " المستخرج " من طريقه عن سفيان قال " حدثنا الوليد بن كثير " وأخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن خلاد عن سفيان عن الوليد بالعنعنة ثم قال آخره " فسألوه عن إسناده فقال: حدثني الوليد بن كثير " ولعل هذا هـو السر في سياق علي بن عبد الله له على هذه الكيفية ، ولسفيان بن عيينة في هذا الحديث سند آخر أخرجه النسائي عن محمد بن منصور وابن ماجه عن محمد بن الصباح كلاهما عن سفيان عن هشام عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة ، وقد اختلف على هشام في سنده فكأن البخاري عرج عن هذه الطريق لذلك. قوله ( عمر بن أبي سلمة) أي ابن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، واسم أبي سلمة [ ص: 432] عبد الله ، وأم عمر المذكور هي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك جاء في آخر الباب الذي يليه وصفه بأنه " ربيب النبي صلى الله عليه وسلم " قوله ( كنت غلاما) أي دون البلوغ ، يقال للصبي من حين يولد إلى أن يبلغ الحلم غلام ، وقد ذكر ابن عبد البر أنه ولد في السنة الثانية من الهجرة إلى المدينة بأرض الحبشة ، وتبعه غير واحد ، وفيه نظر بل الصواب أنه ولد قبل ذلك ، فقد صح في حديث عبد الله بن الزبير أنه قال " كنت أنا وعمر بن أبي سلمة مع النسوة يوم الخندق ، وكان أكبر مني بسنتين " انتهى.