اسمه:- وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة بن سفيان بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس، وكنيته أبو سفيان، نسبة إلى ولده سفيان. نسبه:- الرؤاسي ، وهم جماعة ينسبون إلى رؤاس بن كلاب بن ربيعة، واسم رؤاس الحارث، منهم عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. مولده:- اختلف في تاريخ مولده، قيل ولد سنة ثمان وعشرين ومائة، قاله وكيع، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة، قاله أحمد. نشأته: – نشأ وكيع في بيئة ميسورة الحال حيث كان والده ناظراً على بيت المال بالكوفة، وكان صاحب هيبة وجلالة، ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم. مشهد من الكوفة يعود إلى العام 1932 م ولم تذكر المصادر كيفية نشأة الإمام وكيع بن الجراح والمراحل التي مر بها في مقتبل حياته إلا ما ذكره الإمام شمس الدين الذهبي مما قلته، إذ أن معلوماتها تنحصر في اسمه، ونسبه، وشيوخه وتلاميذه، وأقوال النقاد فيه، ووفاته. رحلاته في طلب العلم: – كان للرحلة أثر في شيوع الأحاديث وتكثير طرقها، كما كان لها أثر في معرفة الرجال بصورة دقيقة لأن المحدث يذهب إلى البلدة فيتعرف على علمائها، ويخالطهم ويسألهم، ولولا الرحلة لتنوع علم الأقاليم المختلفة واتسع الخلاف في الأحكام.
وما زاد الطين بلة أن وكيعًا قد زاد على ذلك فعقب على الحديث قائلًا أن عددًا من الصحابة، ومنهم عمر بن الخطاب، رفضوا تصديق أن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) قد مات، فأراد الله تعالى أن يُريهم آية الموت! ما حدث بعدها أن الجموع الغفيرة التي كانت تستمع إلى وكيع هاجت وماجت، معتبرةً أن ما قاله وكيع "كفرًا بيّنًا"، أما والي مكة فقد ألقى القبض على وكيع ابن الجراح وأمر بصلبه أمام أحد أبواب الحرم المكي، وبأعجوبة وافق الوالي على إطلاق سراح وكيع بعد وساطة من سفيان بن عيينة أهم محدثي الحجاز. لم يجرؤ وكيع على الحج بعدها لأكثر من عشر سنوات مخافة أن يؤذيه أحدهم في مكة أو المدينة، وعندما تشجع وحج أخيراً سنة 196 هجرية، مِرض في طريق عودته للعراق، ومات ودفن في بلدة تسمى "فيد"، على مقربة من مدينة حائل السعودية حاليًا، وكانت "فيد" تقع على طريق حج عراقيين الذي كان يعرف بـ"درب زبيدة"، ويصل بين مكة و بغداد. ومن ثمّ فإن وكيع بن الجراح لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون مدفوناً في مصر، وذلك لأننا نعرف يقينًا المكان الذي مات فيه، والملابسات العجيبة التي سبقت وفاته باثنتي عشرة سنة كاملة. إذاً، فما حقيقة دفن وكيع بمصر بجوار الإمام الشافعي؟.. ما يذكره موفق الدين بن عثمان في كتابه "مرشد الزوار إلى قبور الأبرار"، أن هذا القبر في واقع الأمر هو لشخص يدعى "ابن وقيع"، كان شيخًا لمقرأة لتلاوة القرآن تعقد في قبة الإمام الشافعي، ومع الوقت تحوّل اسم "وقيع" لـ"وكيع"، وكأن المصريين أحبوا أن يستئنس الإمام الشافعي بـ"شيخه المزعوم" فأقاموا له مقاماً يجاوره، إجلالاً له، أو ربما تخليداً لذكر بيتين من الشعر!