[٥] وقد أثنى الله -تعالى- على أهل الصدق، فقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّاِقِينَ)، [٧] كما أنّ الصادق يحصل على الثواب والأجر العظيم في الآخرة، قال -تعالى-: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)، [٨] والصادق ينال الأجر العظيم من الله -تعالى- وإنْ عجز عن العمل، والدليل قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ). [٩] [١٠] الصادق يفوز بثقة الجميع إن الشخص الصادق يكسب ثقة جميع الناس، فيعظُم قدره بينهم، وتعلو منزلته في المجتمع، فالذي يتحلّى بالصدق لا يؤذي النّاس بالكذب أو بالغش والخداع، وهذا يولد ثقةً بينه وبين الناس. فالصدق يؤلف القلوب وينشر الطمأنينة، على عكس الشخص الكاذب الذي لا يثق به أحد، حتى وإن قال الصدق يوماً فقد لا يصدّقه أحد لأنه بنظرهم كان يكذب دوماً. المراجع ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2607، صحيح. نصائح عن الصدق - حياتكَ. ↑ جامعة المدينة العالمية، كتاب التفسير الموضوعي 2 ، صفحة 127. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2518، صحيح.
كُن صادقًا في نُصح الآخرين، وحاول أن تُثبت لهم بأنك تسعى بأن تجلب الخير لهم، وتُبعدهم عن شرور الأعمال، كما عليك كشف الشرور وأي شيء قد يؤثر سلبًا على حياتهم. كُن صادقًا في قولك معهم، ولا تنقل الأكذايب على لسانهم، ولا تنشر الشائعات فيما بينهم، فلا تكن كالبوق تنقل الكلام بِلا تأنٍّ، كما عليك تجنّب الحديث فيما لا ينفعك ولا ينفعهم. كُن صادقًا مع زوجتك، وشاركها في أمور الحياة المُفيدة، كما عليك إطلاعها على بعض همومك وأسرارك، فشعورها بثقتك بها يُقرّبها لك ويزيد من صلتها بك.
كُن صادقاً، وتذكر دائماً أن أول الصدق أن تكون صادقاً مع الله سبحانه. الإيمان أن تؤثر الصدق حين يضرك على الكذب حين ينفعك. الصِدق موجود والكذب اختراع. الصدق الذي يُقال بقصد سيء، أقبح من الكذب. حفظ السِّر من صدق الوفاء. ولا مدح ما لم يمدح المرء نفسه، بأفعال صدق لم تشنها الخسائس. عليك بالصدق يا مخلوق يا إنسان، بالصدق تكسب رِضى الباري وغُفرانه. الصدق منجاة لأربابه من النيران. لا تخف أبداً أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة ومن أجل التعاطف ضد الظلم والكذب والطمع، لو فعل كل الناس ذلك سيتغير العالم. عليك بالصدق في مقالك والرفق في أفعالك. الصدق منجيك وإن خفته، والكذب مرديك وإن أمنته. هل تعلم أن الصدق من صفات الله وصفة أنبيائه والمؤمنين. هل تعلم أن الصدق يهدي إلى البر، وأن البر يهدي إلى الجنة. الصدق سلوك إسلامي عظيم، يدل على إيمان صاحبه بالله، وعلى طهارة نفسه وسمو أخلاقه. من علامات الصدق ان تكون كلمتك واحدة في الرغبة والرهبة، والطمع واليأس. عليك بالصدق ولو قتلك، واحذر صديقك إلّا الأمين. المرء ليس بصادق في قوله حتى يؤيد قوله بفعاله. الصدق أمانة والكذب خيانه. من قل صِدقه قل صديقه. الصدق في أقوالنا أقوى لنا، والكذب في أفعالِنا أفعى لنا.
تنقية الشخص من مظاهر الشرك والرياء وخاصةً في العبادات والطاعات، والخروج من دائرة المنافقين؛ لأن الكذب من صفات المنافقين. الاستمرار على الطاعة، فمن يصدق في طاعته يذق حلاوةً تجعله يشعر بالسعادة باستمرارٍ عند تأديتها. تحقيق محبة الصادقين والمخلصين من الناس، فالصالحون يحبون الشخص الصادق، ويرغبون بالجلوس معه في كل الأحوال والحالات ويلجؤون إليه عند الوقوع في المشاكل ليقينهم بأنه يقدّم النصح بصدق، بينما ينفرون من الشخص الكاذب الذي لا يصدق بكلامه وأفعاله. تحقيق البركة في المال، فعندما يكون الشخص صادقاً فإن الله يبارك له في بيعه وشرائه ومعاملاته.
الصدق بالأفعال: وهو مطابقة الأفعال للواقع الصحيح، فمثلاً الصدق في البيع فلا يغش الشخص، والبر بالقسم، والوفاء بالعهد والوعد.
كُن قدوةً للصّدق ولجميع الأخلاق والفضائل التي تأمر أبناءك بالتحلي بها، إذ إنّ بعض الآباء يكونون قدوةً سيّئة دون أن يشعروا، فكم من أبٍ يأمر طفله أن يقول للشخص الفُلاني أنّه ليس موجودًا وهو أمامه؟ وبالتالي سيتعلّم الطفل من أباه الكّذب. كُن رفيقًا بأولادك خلال تربيتهم، إذ يكون ذلك بالتّغاضي عن بعض الأمور غير الضارة، كما عليك معالجة كل ما تودّ إصلاحه من خلال الحوار والنّقاش الهادئ مع أبنائك، أو التّلميح في بعض الأحيان، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: [إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ] [٢]. أنصف أبناءك، ولا تُقلل من أعمالهم الصّالحة والمُحبّبة، بل اثنِ عليهم وشجّعهم دائمًا. كيف تكون صادقًا في تعاملك مع الآخرين؟ قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [٣] ،إذ يُعدُّ الصّدقُ من أكثر الصّفات الواجب على الإنسان المؤمن بالله أن يتحلى بها؛ لأنّها عنوانُ الفضلِ والصّلاح والخلق الحسن، وبالتأكيد عليك الالتزام بمجموعة من التصرّفات كي تكون صادقًا مع الآخرين، فيما يلي بعضًا منها: [٤] لا تخدع الآخرين بالأكاذيب والتصرّفات الزائفة، بل عاملهم على بساطتك خاصة إذا كانوا مُقرّبين منك، ويكون تعاملك تِبعًا لقدراتك وإمكانياتك.