وفي مقدمة هؤلاء العلماء كل من ؛ محمد الشيرازي ، و الإمام الخميني ، المرعشي النجفي ، عبد الأعلى السبزواري. ونظرا لنشاطه المكثف وثقة العلماء به، ورغبة في أن يكون ممثلا عنهم، بادروا بإرسال وكالاتهم له من دون طلب السيد هادي المدرسي، كالإمام الخميني. جانب من عطائه الفكري والعلمي [ عدل] يعتبر السيد هادي المدرسي من الشخصيات البارزة في الساحة الشيعية، وهو أحد العلماء الشيعة والذي أخذ على عاتقه الرسالة الشيعية، مفكراً وخطيباً ومحدثاً ومؤلفاً وعالماً. فقد بدأ كتاباته في سن مبكرة، وأعطى في مراحل حياته من الفكر الإسلامي الأصيل ما يناسب المرحلة التي كان يعيشها المسلمون آنذاك.. فبينما كان الإلحاد يحاول سرقة أبناء الأمة الإسلامية، نقض أفكار الملحدين بكتاباته، وبيّن قدرة الإسلام على حل مشكلات العالم. السيد هادي المدرسي | مركز الإشعاع الإسلامي. وعندها نمت احالته لدى المسلمين ، ركز على إعطاء الأمل بانتصار الإسلام وكونه كبديل له. وعندما ترسّخت القناعة لدى أبناء الأمة بالإسلام، شرع في طرح الرؤى التفصيلية للإسلام حول مختلف القضايا، حيث ناهزت مؤلفاتة المائتي كتاب وكراسة وكان طوال هذه المدة يبذل كل الجهد لإصلاح المجتمع الإسلامي وفك قيود الظلم والجرد التي كانت ولا زالت تشد على رقاب الأمة.
قد يظن بعض الناس أنّ معنى انتظار الفرج، هو أنْ نجلس بين جدران بيوتنا أو في زوايا المساجد ونضع رؤوسنا بين أيدينا، ولا نعمل شيئاً، ولا نتحمل مسؤولية، ولا نقاوم باطلاً، ولا ننصر حقاً، لان أفضل الأعمال هو انتظار الفرج _ حسب ما يفهمونه من معنى سلبي للانتظار_. ولتبيان معنى الانتظار الحقيقي نسجل النقاط الآتية: لا يمكن أن تنتصر قضية ليس أصحابها مستعدين للتضحية من أجلها. غير أن هنالك فرقاً بين من يبحث عن المجد الشخصي ، وإحراز الانتصار على أعدائه في حياته ، وبين من يمتلك قضية ، ويسعى من أجل انتصارها ، حتى وإن أدى ذلك إلى التضحية بنفسه... فالأول: إذا خسر ، ستكون في خسارته نهايته. والثاني: إذا خسر ، فقد تكون في خسارته نجاحه. فالأهداف العليا ، كالمثل والقيم والدّين ، ستجد من ينتصر لها يوماً ، ولذلك فمن يموت دون قضية ، يزيدها قوة ومناعة... فالتضحية بالنفس للقضايا... تقوّيها وتحييها. بينما التضحية للنفس بالقضايا... تنهيها وتقضي عليها. وعلى أيّة حال فإن المغامرة من أجل الأهداف ، وخوض الغمرات في الدفاع عنها ، ضروة من ضرورات العمل للحق ، وواجب من واجبات الإيمان بالقيم. السيد هادي المدرسي. وأساساً كيف نعرف صدق المدّعين إلاّ حينما يُدعون إلى التضحية والفداء ؟ 1 ـ امرأة استثنائية بالقطع واليقين فإن فاطمة الزهراء ( عليها السلام) ليست امرأة عادية ، بل هي استثنائية في جوهر تكوينها كما هي استثنائية في موقفها ، وجهادها ، وعبادتها ، وإيمانها ، وطاعتها أيضاً.
كما كان الإمام عليّ معجزة رسول الله، فقد كان العبّاس معجزة عليّ.. و كما تكرّر النبيّ في عليّ و في سبطيه، فقد تكرّر عليٌ في العبّاس. كان رجل المهمات الأصعب ، في معسكرٍ كلّ مهماته كانت صعبة. لقد مزّق تحت قيادة الحسين، كلّ خيوط العنكبوت التي نسجتها أيادي الجناة حول عقول الناس وضمائرهم. للعبّاس حضور يومّي في حياة الملايين من الناس، وهو وسيلتهم في الحصول على الحوائج، وقدوتهم في البحث عن الغايات. كانت المعركة بين منطقين: منطق الذي ينظر الى الدنيا بعين الاخرة.. ومنطق الذي لا يؤمن بالآخرة اصلاً، وهي المعركة الممتّدة منذ ولادة هابيل، و التي ستستمر حتّى قيام المهدي (عجل الله فرَجه) كانت عمليّة السقي هوايته.. ثم اصبحت رسالته.. وفي سبيلها تمّت شهادته.. لا السيف الذي قطع يده.. ولا السهم الذي مزّق عينه.. ولا العمود الذي فلق هامته.. ولا كلّ محاولات التشويه التي طالت قضيته، استطاعت ان تؤثّر على روحه الهائجة بالمثل، وان تؤثّر على فحولته العارمة ضد الطغيان. مع حضوره في التاريخ.. أصبح للملحمة حجم اوسع مما كان لها.. و مقاسات جديدة اكثر علوّا، وسمواً، وارتفاعاً. كان من علماء الزّهاد.. و من زهّاد العلماء.. و تلك واحدة اخرى من فضائله.. كما كان سيف الحسين اطول سيوف الحق في التاريخ.. فإن راية العبّاس كانت ارفع رايات العدالة فيه.