نعم لابد من إمرأتين حال الشهادة، والسبب مذكور في كتاب الله (أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰ)، والضلال اختلاط الأمور حتى لا يصعب التمييز بينهما وهو غير النسيان الذي يعني غياب الأمر كلية، (لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى)، يذهب عقلها حال الحدث الجلل وتختلط عليها الأمور فتحتاج من يتحدث معها حتى تُنقي هذا من هذا، وإن كانت بجوارك إحدى "البسايم" فانظر إليها مع من تحب -أو تكره- تجدها مائلة إلى من تحب.. مائلة عن من تكره. أو انظر إليها حين يتملكها الغضب. كالفيل الهائج بين أواني الزجاج، ثم تفيق وتعتذر! وقد ربط الحبيب، صلى الله عليه وسلم، بين نقصان الدين بما يدور عليها كل شهر ونقصان العقل، وهذا ربط بديع. والمعنى فكما أنه يعترضها عارض ينقص دينها يعترضها عارض ينقص عقلها. ويكمل المتأملون في سلوك الإنسان (علماء الاجتماع) بأن أسباب النقصان هذه (اجتياح العاطفة) ضرورة للقيام بمهامها تجاه الأبناء والزوج. وأكملُ أنا بأن جل الخلل سببه زاوية الرؤيا، بمعنى أن من ينظر في الغالب ينظر من زاوية محددة، بمعنى يرى شيئًا ويغيب عنه أشياء، ثم يحاول تعميم نظرته الجزئية، وهذا بعينه ما يحدث في تناول موضوع "ناقصات عقل ودين".
تاريخ النشر: الأحد 15 محرم 1422 هـ - 8-4-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 7520 803603 0 991 السؤال هل صحيح أن حديث الرسول(عليه الصلاة والسلام)(النساء ناقصات عقل ودين) يتعلق بأيام حيضهن فقط؟ أي إنها ناقصات عقل أيام حيضهن حيث تأتيهن حالات نرفزة وعصبية زائدة أو ناقصات دين أي أنه لايجوز لهن الصوم والصلاة في فترة الحيض. أفيدوني أفادكم الله الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث وجه نقصان دين المرأة وعقلها. ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمرَّ على النساء فقال: " يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير. ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل. قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن: بلى. قال:فذلك من نقصان دينها". وقد نبه الله تعالى إلى السبب الذي جعل من أجله شهادة المرأة على الضعف من شهادة الرجل فقال: ( أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى).
س: دائمًا نسمع الحديث الشريف النساء ناقصات عقل ودين ويأتي به بعض الرجال للإساءة للمرأة. نرجو من فضيلتكم توضيح معنى هذا الحديث. ج: معنى حديث رسول الله ﷺ: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن فقيل: يا رسول الله، ما نقصان عقلها؟ قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل؟ قيل: يا رسول الله، ما نقصان دينها؟ قال: أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم. بين -عليه الصلاة والسلام- أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى؛ وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى، فتزيد في الشهادة أو تنقصها، كما قال سبحانه: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى الآية [البقرة:282]. وأما نقصان دينها؛ فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة، فهذا من نقصان الدين، ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله ، هو الذي شرعه رفقا بها وتيسيرا عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك.
وهذا الكلامُ يَحمِلُ في طِيَّاتِه تَحذيرًا لهنَّ مِن اللَّعْنِ والشَّتْمِ باللِّسانِ، وتحذيرًا مِن كُفرانِ عِشرةِ الأزواجِ ونِيسانِ فَضْلِهم عليهنَّ. ثمَّ وصَفَهُنَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّهنَّ ناقِصاتُ عَقلٍ ودِينٍ، وأنَّهنَّ أذْهَبُ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ، واللُّبُّ: العَقلُ الخالِصُ مِن الشَّوائِبِ، فهو خالِصُ ما في الإنسانِ مِن قُواهُ، والحازِمُ: الضَّابِطُ لأمْرِه، وهذا على سَبيلِ المُبالَغةِ في وَصْفِهنَّ بذلِك؛ لأنَّه إذا كان الضَّابِطُ لأمْرِه يَنقادُ لهُنَّ فغَيرُه أَوْلى؛ فهُنَّ إذا أردْنَ شَيئًا غالَبْنَ الرِّجالَ عليه حتَّى يَفعَلوه، سواءٌ كان صَوابًا أو خطَأً! وفي رِوايةِ البُخاريِّ جاء تَفسيرُ نُقصانِ العَقْلِ والدِّينِ: «قُلْنَ: وما نُقصانُ دِينِنا وعَقْلِنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: أليس شَهادةُ المرأةِ مِثلَ نِصفِ شَهادةِ الرَّجلِ؟ قُلْنَ: بَلى، قال: فذلك مِن نُقصانِ عَقْلِها، أليس إذا حاضَت لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ؟ قُلْنَ: بلى، قال: فذلك مِن نُقصانِ دِينِها». وليس المرادُ بذِكرِ نقْصِ العقْلِ والدِّينِ في النِّساءِ لَومَهنَّ عليه؛ لأنَّه مِن أصْلِ الخِلقةِ، لكنِ التَّنبيهُ على ذلك تَحذيرًا مِن الافتِتانِ بهنَّ.
وشهد شهر مارس 2022 تحقيق هذا الحلم الذي راود أذهان وأحلام كل المتطلعين إلى الانتصار لحقوق المرأة وانتصار الإرادة الواعية المستنيرة على كل أفكار الظلاميين الذين يتلفحون بعباءة القرون الوسطى؛ ويختبئون خلف مجلداتهم الصفراء ذات الأفكار التي لم تنل حظها في إعمال العقل والتدبير لمسايرة متطلبات العصر وظروفه متسارعة التغيير. رئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر
ونصوص الكتاب والسنة تعلي دوما من شأن التفكير عند كل من المرأة والرجل، بوصف كليهما (إنسانًا) ولا تمييز بينهما من هذه الناحية على الإطلاق، بل إن كثيرًا من النصوص تظهر وتبين القدرات العقلية العالية لدى النساء في كثير من المواضع والحالات. والخطاب الإيماني العام في كثير من النصوص يتحدث عن ذكاء النساء وآرائهن السديدة، في مواضع متعددة في العهد النبوي والخلافة الراشدة، ثم ان العلم لم يثبت أيما اختلاف في قدرات النساء العقلية عن قدرات الرجال، ونصوص القرآن والسنة على اجمالها لم تقرر ذلك، ويعنى ذلك جليا أن نقصان العقل المشار إليه بالأحرى ليس في القدرات العقلية. والتفكير هو عملية معقدة تدخل فيها القدرات العقلية وتدخل فيها عوامل أخرى منها الإدراك الحسي والدوافع والموانع والخبرة. والآية قد عللت الحاجة إلى نصاب الشهادة المذكور ب(الضلال والتذكير)، وهذا أمر متعلق بالإدراك الحسي وبالدوافع والموانع، وهذا ينطبق على كل من الرجل والمرأة، لكن للمرأة خصوصيتها إذ تكتنفها حالات، وتتعرض لتغييرات جسدية ونفسية تؤثر على طريقة تفكيرها، وهذا التأثير ينعكس على القرار المتخذ، زد على ذلك ما يكتنف المرأة من عواطف جياشة تفوق مالدى الرجل، وهذا عنصر لا يمكن إغفاله، إذ يمكن أن يؤثر بشكل واضح على القرار كما لو كان الذي ستشهد له المرأة هو ابنها مثلاً.
- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ خَطبَ النَّاسَ فوعظَهُم ثمَّ قالَ: يا مَعشرَ النِّساءِ تصدَّقنَ فإنَّكنَّ أَكْثرُ أَهْلِ النَّارِ فقالَت امرأةٌ منهنَّ: ولمَ ذاكَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ: لِكَثرةِ لعنِكُنَّ ، يعني وَكُفرِكُنَّ العَشيرَ.