نعم، هناك حظر لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، ولكن من سيفكر في الحظر في اللحظة التي يتولى الغضب والنزعات الإنسانية المتأزمة دفة توجيه القرارات؟ عدا عن ذلك، هناك أسلحة أخرى كثيرة جرى تطويرها على نار هادئة لم يتم استخدامها أو تجريبها بعد، إضافة إلى هذا وذاك، فإن بعض الدول المتحفزة التي تنتظر الحرب العالمية الثالثة بفارغ الصبر، لتصفية حساباتها مع دول أخرى، أو كيانات أخرى، سوف يكون أول من يتحرك، وبدون سابق إنذار، وستتضاعف إمكانيات التأزم، في غضون دقائق وليس ساعات، وستشتعل البيئة الأمنية العالمية، في ليلة واحدة. أعتقد أن التصعيد السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الهائل الذي يحدث الآن، سيصعب لجمه، إذا لم يقرر أحد الطرفين التراجع خطوة، أو لم تفض المفاوضات الروسية الأوكرانية إلى نتيجة حاسمة قريباً، ويبدو أن الولايات المتحدة، وكما يحدث منذ تولي الرئيس بايدن مهامه، لديها رؤية غير مفهومة تجاه قضايا وملفات كانت استراتيجية للولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، كالعلاقة مع إسرائيل وإيران والشرق الأوسط عموماً، وكذلك بالنسبة لدول وأقاليم عدة أخرى في أنحاء العالم، والتي ستكون، بشكل أو بآخر، طرفاً رئيسياً، بعد سماع صوت الطلقة الأولى للحرب العالمية الثالثة.
وقال: "ستبقى المرارة في القلوب لجيلين على الأقل. وهنا يتحقق حلم الأنغلو ساكسون في إجبار هذين الشعبين من أصل واحد على القتال فيما بينهما. ذلك حقا هو "انتصار 100 عام" بالنسبة للأنغلو ساكسون". ولكنه لفت إلى أن بوتين يدرك ذلك كله، وهو الأكثر حذرا في روسيا بشأن تلك التداعيات، موضحا: "فعندما فُرضت العقوبات على روسيا في السنوات الأخيرة، كان كل الروس يغلون طلبا للانتقام، لكنه كان صامتا، وانتظر في هدوء. الآن، في ظل حرب الإبادة ضد روسيا، لا زالت موسكو، في أثناء كتابة هذه السطور، تستمر في إمداد أوروبا وحتى أوكرانيا بالغاز!!! ". وقال: "هل رأيتم مثل ذلك في العالم العربي أو في أي مكان في العالم؟! بل إن روسيا، حتى هذه اللحظة، لم تعلن عن رفضها لسداد القروض، ما يمكن أن يلغي تأثير تجميد الاحتياطات الروسية لدى الغرب!!! غليل قلبي لا يشفيه إلا دم العدو!!! الحرب العالمية الثالثة مشاهدة. لكن عقلي يتفق مع بوتين"، وفق تعبيره. وأضاف: "أقول ذلك لتوضيح حقيقة أن بوتين إذا ما فعل شيئا، فإنه يفعله فقط في اللحظة المناسبة أكثر من أي لحظة أخرى، وفقط عندما يكون متأكدا تماما من النجاح". وأوضح: "وحده "انتصار 1000 عام" يمكن أن يعوض "هزيمة 100 عام" لروسيا.
وتابع بأن "هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو تحييد روسيا من خلال جرّها إلى صراع في أوكرانيا، وما يتبعه ذلك من حرب لاحقة بين روسيا وأوروبا، أو على الأقل مع القطع الكامل للعلاقات الاقتصادية الروسية الأوروبية. فلطالما كان منع التحالف الروسي الألماني هو المهمة الرئيسية على مدى قرنين من الزمان". وكان لافتا ما اعتبر نازاروف في مقاله، أن أمريكا تمكنت من فرض صراع عسكري على روسيا، معتبرا أنها "فازت بهذه الجولة، ونجحت في تنفيذ انقلاب بأوكرانيا في العام 2014، والآن، من خلال دميتها في كييف، تمكنت من فرض الحرب". وأشار إلى أن تبعات ذلك على روسيا كارثية حقا. الحرب العالمية الثالثة - آخر أخبار اليوم وأهم الأحداث المرتبطة بالموضوع - سبوتنيك عربي. علاوة على ذلك، فإن الكارثة هي كارثة استراتيجية، وستبقى المعاناة من تداعياتها لـ 100 عام على الأقل. وأوضح: "لا أعني هنا العقوبات، التي أنا على يقين من أن روسيا، وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة، ستتحملها، بل إن الكارثة الحقيقية بالنسبة لروسيا هي حرب الشعبين الشقيقين، الأوكراني والروسي، اللذين يمثلان، بشكل عام، شعبا واحدا في كلا الطرفين المتنازعين". وتابع: "فوزير خارجية أوكرانيا السابق، كليمكين، من أصل روسي، وثلث الحكومة الروسية من أصول أوكرانية. وروسيا وأوكرانيا جزء من شعب واحد، وليس ما نراه اليوم على مسمع ومرأى من العالم كله سوى حرب أهلية في واقع الأمر".
يحدث ذلك بينما الإدارات الأمريكية، ومن بينها إدارة جو بايدن الحالية تتمسك بشعار ضرورة أن تكون أمريكا القائدة للعالم، بمعنى الهيمنة عليه حسب التعبير الدارج في المصطلحات السياسية في الولايات المتحدة.