وذلك بوصاية منه ( عليه السلام) إليهم في ذلك ، وعهد كان عهد به إليهم ، وعمي موضع قبره على الناس. أما الشيعة فمتَّفقون خَلَفاً عن سَلَف ، نقلاً عن أئمتهم أبناء الإمام علي ( عليه وعليهم السلام) ، أنه قد دُفِن في الغري ، في الموضع المعروف الآن في مدينة النجف الأشرف ، ووافَقَهُم المحققون من علماء سائر المسلمين ، والأخبار فيه متواترة. أما قول أبو نعيم الإصبهاني: إن الذي على النجف إنما هو قبر المغيرة بن شعبة ، فغير صحيح ، لأن المغيرة بن شعبة لم يُعرف له قبر ، وقيل أنه مات بالشام. وهكذا لم يزل قبره ( عليه السلام) مخفيّاً ، لا يعرفه غير أبنائه والخُلَّص من شعيته ( عليه السلام). حتى دلَّ عليه الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام) أيام الدولة العباسية ، حينما زاره عند وروده إلى أبي جعفر المنصور وهو في الحيرة ، فعرفته الشيعة ، واستأنفوا إذ ذاك زيارته. قبر وضريح الامام علي كرم الله وجهه | YARAB. وكان قبل ذلك قد جاء أيضاً الإمام علي بن الحسين بن أمير المؤمنين ( عليهم السلام) من الحجاز إلى العراق ، مع خادم له لزيارته ، فزاره ( عليه السلام) ثم رجع. ثم عرَّفه وأظهره الخليفة العباسي هارون الرشيد ، بعد سنة ( ۱۷۰ هـ) ، فعرفه الناس عامَّة. وكان أول من عَمَّر القبر الشريف هو هارون الرشيد ، بعد سنة ( ۱۷۰ هـ) ، لأن الرشيد استخلف سنة ( ۱۷۰ هـ) ، ومات سنة ( ۱۹۳ هـ).
يقول رئيس ديوان اوقاف الشيعة «يتم تذهيب القبة كل 30 عاما ويحتاج ذلك الى 200 كيلوغرام من الذهب الخالص تركيز 24 قيراطا. وأفضل من يجيد عملية التذهيب هم جماعة البهرة في الهند حيث يقومون بعمليات معقدة لإسالة الذهب وفرشه بواسطة جلد الغزال قبل تلميعه، ونحن بصدد صيانة التذهيب بعد استقرار الأوضاع في مدينة النجف». قبر الامام على موقع. وأضافة الى القبة الكبيرة هناك منارتان; احداهما كبيرة والأخرى أقصر من الاولى بقليل مع ساعة نادرة وقديمة. ويفضى الى الصحن الحيدري عبر خمسة أبواب، وهي: بابا القبلة وباب السوق الكبير وباب العمارة وباب الطوسي، وثمة باب صغير يسمى باب «العبايجية» نسبة الى سوق صناع العباءات المقابل لهذا الباب الذي يلاصق مسجد الخضراء، وهو مسجد المرجع الشيعي الراحل ابو القاسم الخوئي. ويذكر الشامي انه عندما تم تغيير باب السوق الكبير وتذهيبه، من غير ان يتذكر التاريخ، اقيم احتفال كبير ألقى فيه الشاعر الشيخ مهدي مطر قصيدة جاء في مطلعها: لعلع بباب علي أيها الذهب واخطف بأبصار من سروا ومن غضبوا وقل للذي كان قد اقصاك عن يديه عذرا اذا جئت منك اليوم أقترب. تتكون الحضرة الحيدرية معماريا من خمسة مداخل تفضي مباشرة الى صحن واسع ومكشوف تحيط به أواوين مزينة بالفسيفساء الملون والمزجج وتتوزع على طابقين.
فإظهار القبر وتعميره كان في خلافته ، إذ أمر ببناء قُبَّة على القبر ، لها أربعة أبواب من طِين أحمر ، وعلى رأسها جرَّة خضراء وهي ـ اليوم ـ في الخزانة ، كما جاء في كتاب أعيان الشيعة ، وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله. وإن العمارة الموجودة اليوم ، والمشهورة بين أهل مدينة النجف الأشرف ، هي للشاه عبّاس الصفوي الأوّل. فجعل القبَّة خضراء بعد أن كانت بيضاء ، ويُحتمل أن تكون هذه العمارة بأمر الشاه صفي الصفوي ، سنة 1047 هـ ، والد الشاه عبّاس الصفوي ، حيث توفّي صفي الصفوي عام 1052 هـ ، فأتمَّها ولده الشاه عبّاس الصفوي سنة 1057 هـ. ثمّ تنافست الملوك والأُمَراء في عمارته والإهداء إليه ، وهو اليوم صرح تأريخي شامخ ، تعلوه قُبَّة كبيرة مذهَّبة ، ومئذنتان كبيرتان ذهبيَّتان ، وله صحن مربع كبير ، له خمسة أبواب من جهاته الأربعة ، يؤمُّه المسلمون من جميع أنحاء العالم ، لتجديد الولاء والزيارة له. قبر الامام عليرضا. فسلامٌ عليك يا أبا الحسن ، وعلى ضجيعيك آدم ونوح ، وعلى جاريك هود وصالح ، ورحمة الله وبركاته. المصدر: شبكة الإمامين الحسنين للتراث والفكر الإسلامي
9ــ موسوعة العتبات المقدسة ــ قسم كربلاء ص (257) 10ــ البحار (ج 10 ص294 ــ 295) ــ تاريخ كربلاء لعبد الجواد الكليدار ص (178) 11ــ صحيفة البديل الإسلامي العدد (62) 12ــ تاريخ كربلاء ص (176)