وبحسب الديانات الثلاث، وقعت زُليخة في حبّ النبيّ يوسف، لكنّه تعفّف عن الاستجابة لها. هل اكتُشفت منحوتات أو صور لها؟ لكنّ الخبراء والمؤرخين ينفون اكتشاف أي منحوتة أو صورة تعود لهذه الشخصيّة في مصر لغاية اليوم. وفي حديث الى وكالة فرانس برس، قال المؤرخ وعضو الجمعيّة المصريّة للدراسات التاريخيّة بسام الشماع إن مصر لم تعلن في أي وقت سابق اكتشاف منحوتة من أي عصر مصريّ لشخصيّة زُليخة. وأضاف: "لم يُعثر على أية نصوص مصرية قديمة تتحدث عن زليخة أو قصّتها مع النبيّ يوسف أو حتى عن زوجها عزيز مصر الذي لم يُعرف من هو حتى اليوم". وتابع الشمّاع أن "الفترة الزمنية التي ظهرت فيها زليخة في مصر غير معروفة لغاية اليوم". تحقق رؤيا السيدة صفية بيت حيي.. وسر زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها؟ (2-2) - بوابة الأهرام. من جهة أخرى، نفى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى وزيري أن يكون هناك أي اكتشاف خاص بالعثور على صورة أو معلومات لشخصية زليخة، مضيفاً أن مصر "تعلن كل اكتشافاتها الأثرية بشكل رسمي في مؤتمرات صحافية". وذكر وزيري عدداً من العناصر التي من شأنها أن تشكّك بالأساس بصحّة هذا المنشور، منها "عدم ذكر اسم المعبد الذي قيل إن المنحوتة وُجدت فيه، أو عرض النصوص المصريّة القديمة التي ينبغي أن يُستند إليها في مثل هذه الاكتشافات".
لاحظت صفية هذا الأثر في نفوس بعض ضرائرها، فقدمت لهن بعض الحلي من الذهب، كرمز لمودتها لهن، كما قدمت ذلك لفاطمة بنت سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" وهذا أسلوب ذكي جدًا، الإنسان أحيانًا يحقق بعض أهدافه بكلمة طيبة، أو بهدية مخلصة، من أجل أن يسير المركب. ** ما هو تصرف النبي "صلى الله عليه وسلم" حينما سمع من السيدة صفية الكلام المؤذي الذي وصلها؟ السيدة صفة كان لها من رسول الله "صلى الله عليه وسلم" رعاية خاصة، حيث يشعر بغربة صفية، يعني أن بقية نسائه قرشيات بين قومهن، أما هي فغريبة؛ ولأنها غريبة، فلها معاملة خاصة، ولها عطف خاص، ولها رعاية خاصة، وهذا أيضًا من حسن السياسة، ومن الحكمة في التعامل. خيبر .. مدينة اليهود التي وقعت فيها محاولة اغتيال النبي | مصراوى. أحيانا يكون الشخص مقيمًا في مدينة أقربائه، وأخوانه، وأعمامه، وأخواله، أما الشخص الغريب الوحيد؛ فليس له أحد، وهذا يحتاج إلى معاملة طيبة جدًا، وإلى رعاية خاصة، كي ينسى أنه غريب. روى أبونعيم عن أنس، قال: (بلغ صفية أن حفصة قالت لها: بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي "صلى الله عليه وسلم"، وهي تبكي، فقال: ما شأنك؟ قالت: قالت لي حفصة: إنك بنت يهودي، فقال لها النبي "صلى الله عليه وسلم": إنك لبنت نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحتَ نبي، فبم تفخر عليك؟ ثم قال: اتق الله يا حفصة، وكانت صفية؛ عاقلة، فاضلة، حليمة، لا تأبه بكل تلك المضايقات) ماهي المواقف والتصرفات النبيلة للسيدة صفية؟ كان للسيدة صفية رضي الله عنها مواقف جليلة، وتصرفات نبيلة، تنبئ عن كبر عقلها، وعظيم إخلاصها.
** وماذا حدث في طريق العودة إلى المدينة؟ وفي طريق العودة إلى المدينة، تهيأ الركب لملاقاة الأهل والإخوة، فاستقبل القوم رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وأصحابه بالترحاب والإكرام، وكانت بشائر الانتصارات تزف إليهم حينًا بعد حين. وقد ذكر ابن سعد من طريق عطاء بن يسار، قال: (لما قدمت صفية من خيبر، أنزلت في بيت الحارث بن نعمان، فسمع نساء الأنصار، فجئن ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة منتقبة، فلما خرجت، خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أثرها، فقال لها: كيف رأيت يا عائشة؟ قالت: رأيت يهودية، فقال "صلى الله عليه وسلم": لا تقولي ذلك، فإنها أسلمت، وحسن إسلامها)، نعم فالإسلام يجب ما كان قبله، ومن هنا نبّه رسول الله السيدة عائشة بقوله: (فإنها أسلمت، وحسن إسلامها)، وقد قال الحافظ أبونعيم في كتابه حلية الأولياء عقب ذكره لصفية: (ومنهن التقية الذاكرة، ذات العين الباكية، صفية الصافية زوجة النبي "صلى الله عليه وسلم").
^ "ص132 - كتاب إمتاع الأسماع - ريحانة - المكتبة الشاملة الحديثة" ، ، مؤرشف من الأصل في 25 أكتوبر 2021 ، اطلع عليه بتاريخ 25 أكتوبر 2021.