يعد دعاء ختم القرآن من الأدعية المستحبة في العشر الأواخر من شهر رمضان مع ختم القرآن الكريم، حيث يواظب المسلمون على قراءة القرآن خلال الشهر المبارك ويحرصون على ختمه قبل انتهائه مرددين أدعية لتقبل صيامهم وقيامهم ومغفرة ذنوبهم وسيئاتهم وتفريج كروبهم. حكم دعاء ختم القرآن الكريم: وكشفت دار الإفتاء، أن الدعاء عقب ختم القرآن الكريم مستحب، وهو أرجى للقبول والاستجابة؛ فعند ختم القرآن تنزل رحمات الله على عباده، ومن الأمور المستحبة ختم القرآن الكريم، وهو عادةُ العُبَّاد والصالحين طوال العام. حكم دعاء ختم القرآن: وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن الإمام السيوطي قال: «والأفضل الختم أول النهار أو أول الليل؛ لما رواه الدارمي بسند حسن عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن وافق ختمه أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي، ويكون الختم أول النهار في ركعتي الفجر، وأول الليل في ركعتي سنة المغرب».
لا يُشرَعُ الدعاءُ عندَ ختْمِ القرآنِ في الصَّلاةِ، وهذا مذهبُ المالِكيَّة قال ابنُ الحاجِّ: (مِن المستخرجة عن ابن القاسم، قال: سُئِلَ مالك عن الذي يقرأ القرآنَ فيختِمُه ثم يدعو؟ قال: ما سمعتُ أنَّه يدعو عند خَتْمِ القرآن، وما هو من عملِ النَّاسِ). ((المدخل)) (2/299). ويُنظر: ((الذخيرة)) للقرافي (2/408)، ((المختصر الفقهي)) لابن عرفة (1/ 415). وقال مالكٌ: (ليس خَتْمُ القرآن في رمضان بسنَّةٍ للقيامِ). حكم دعاء ختم القرآن الكريم. ((المدونة الكبرى)) لسحنون (1/288). ، وهو قولٌ للحنفيَّة قال ابن مازة البخاريُّ: (يُكرَهُ الدعاء عند ختْم القرآن في شَهرِ رمضانَ، وعند خَتْمِ القرآن بجماعةٍ؛ لأنَّ هذا لم يُنقَل عن النبيِّ عليه السلام وأصحابه؛ قال الفقيه أبو القاسم الصفار: لولا أنَّ أهل هذه البلدة قالوا: إنَّه يمنعنا من الدعاء، وإلَّا لَمَنَعْتهم عنه). ((المحيط البرهاني)) (5/313). ، واختاره الألبانيُّ قال الألبانيُّ: (ما لا شكَّ فيه أنَّ التزامَ دعاءٍ مُعَيَّن بعد ختْمِ القرآن من البِدَع التي لا تجوز) ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) (13/315 رقم 6135). ، وابنُ عُثيمين قال ابن عثيمين: (إنَّ دعاءَ ختْمِ القرآن في الصلاة لا شكَّ أنَّه غير مشروع؛ لأنَّه وإن ورد عن أنس ِبنِ مالك رضي الله عنه أنَّه كان يجمع أهلَه عند خَتْمِ القرآن ويدعو، فهذا خارِجَ الصلاة، وفرْقٌ بين ما يكون خارِجَ الصلاة وداخِلَها؛ فلهذا يمكن أن نقول: إنَّ الدعاءَ عند ختم القرآن في الصَّلاة لا أصلَ له، ولا ينبغي فِعلُه حتى يقومَ دليلٌ من الشَّرْعِ على أنَّ هذا مشروعٌ في الصَّلاة).
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد "أنكر الإِمَام الطرطوشي على أهل القيروان اجْتِمَاعهم لَيْلَة الْخَتْم فِي صَلَاة التَّرَاوِيح فِي شهر رَمَضَان، وَنصب المنابر، وبيَّن أَنه بِدعَة ومنكر، وأن مَالِكًا رَحْمَة الله تَعَالَى كرهه، ثمَّ قَالَ: فَإِن قيل إِنَّه يَأْثَم فَاعل ذَلِك؟ فَالْجَوَاب أَن يُقَال: • إِن كَانَ ذَلِك على وَجه السَّلامَة من اللَّغط، وَلم يكن إِلَّا الرِّجَال وَالنِّسَاء منفردين بَعضهم عَن بعض، يَسْتَمِعُون الذّكر، وَلم تنتهك فِيهِ شَعَائِر الرَّحْمَن، فَهَذِهِ الْبِدْعَة الَّتِي كره مَالك رَحمَه الله تَعَالَى. • وَأما إِن كَانَ على الْوَجْه الَّذِي يجْرِي فِي هَذَا الزَّمَان من اخْتِلَاط الرِّجَال وَالنِّسَاء... وأمثال ذَلِك من الْفسق واللغط فَهَذَا فِسْقٌ، فَيُفَسَّقُ الَّذِي يكون سَببًا لِاجْتِمَاعِهِمْ. حكم دعاء ختم القران مكتوب. فَإِن قيل أَلَيْسَ روى عبد الرَّزَّاق فِي "التَّفْسِير" أَن أنس بن مَالك رضي الله عَنهُ، كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يخْتم الْقُرْآن جمع أَهله؟ قُلْنَا: هَذَا هُوَ الْحجَّة عَلَيْكُم! فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي بَيته، وَيجمع أَهله عِنْد الْخَتْم، فَأَيْنَ هَذَا من نصبكم المنابر، وتلفيق الْخطب على رُؤُوس الأشهاد، فيختلط الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصبيان والغوغاء، وتكثر الزعقات والصياح، ويختلط الْأَمر، وَيذْهب بهاء الْإِسْلَام؟ [1].
السؤال: هل ورد دليل على تعيين دعاء معين لختم القرآن الكريم فيما يعلم سماحتكم؟ الجواب: يجوز للإنسان أن يدعو بما شاء، ويتخير من الأدعية النافعة؛ كطلب مغفرة الذنوب، والفوز بالجنة والنجاة من النار، والاستعاذة من الفتن، وطلب التوفيق لفهم القرآن الكريم على الوجه الذي يرضي الله والعمل به، وحفظه، ونحو ذلك. وقد ثبت عن أنس أنه كان يجمع أهله عند ختم القرآن ويدعو، أما النبي ﷺ فلم يرد عنه شيء في ذلك [1]. نشر في جريدة (البلاد)، العدد: 15532، في 26/9/1419هـ. حكم دعاء ختم القران مكتوب الحرم المكي مباشر. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 24/ 421).