أما عن نشأة المبرز فلم نطلع على نص تاريخي أو وثيقة توضح بالتحديد وقت وكيفية نشأة المدينة، لكن نستطيع القول إن المبرز كان اسم لجزء من الهضبة التي قامت عليها المدينة، وبها مواقع صخرية متعددة غير قابلة للزراعة. كان زمان المبرز يحتفون بـ 150. وبعض هذه المواقع كانت مقالع للأحجار، يبني بها أهل المبرز منازلهم. وقد كانت هذه البقعة في الماضي مكاناً لتجمع القوافل قبل انطلاقها ولذلك سميت المبرز لأن الناس كانوا يبرزون إليها قبل الانطلاق. وكان الشيخ محمد العبدالقادر قد ذكر أن تسمية المبرز أتت من بروز أهل الأحساء إليها قبل انطلاقهم للحج، وبالتالي فهذا الأمر شبه متفق عليه بين جميع أهالي المبرز. أما عن بداية التواجد السكني فنعتقد بأن المكونات الأساسية لمدينة المبرز ومدينة الهفوف أيضاً، إنما وجدت مع وجود قبيلة بني عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الذين أطلق عليهم المؤرخون في عصرهم تسمية «عرب البحرين» أي بدوها، حيث كانت لهم السيطرة الواسعة على البادية في عهد الدولة العيونية (466 - 636ه)، حتى تصاهروا معهم لاحقاً وصار منهم أخوال لبعض حكام العيونيين، وبدأوا بامتلاك مزارع وبساتين النخيل وخوض البحر والسيطرة على بعض الجزر، فتحضر أغلبهم شيئاً فشيئاً على أطراف وداخل واحتي المنطقة (الأحساء والقطيف) كما حصل للقبائل التي سبقتهم.
وحينما عرض الفكرة على أساتذته، رحبوا بها، وشجعوه عليها، مع لفت نظره إلى قلة المراجع المتوفرة، ما شكل له تحدياً جديداً، معطوفاً على تحدٍ آخر، تمثل في احتمال عدم موافقة جهة الابتعاث على فكرته، بسبب عدم وجود تطبيقات عملية للبصمة الوراثية في الكويت وقتذاك. لكن الرجل شق طريقه، إلى أن نال درجة الدكتوراه عام 1989، ودخل بالتالي التاريخ، كأول مواطن كويتي يحصل على الدكتوراه في علم البصمة الوراثية. وتشاء الأقدار أن تتزامن عودته إلى وطنه، مع حدوث الغزو العراقي للكويت، الأمر الذي عطل مسيرته وطموحاته الوظيفية، وبدل أولوياته. وهكذا فـُرض عليه أن يبقى داخل الكويت خلال أشهر الاحتلال. وحينما تحررت الكويت، وجد أن الغزو العراقي خدمه على صعيد تحقيق بعض من طموحاته. كان زمان المبرز بنات. إذ تم اختياره مستشاراً في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين، خصوصاً أن دراسة البصمة الوراثية، كانت ذات أهمية قصوى لجهة التعرف إلى من تمّ أسرهم أو فقدوا. وبقدر ما واجه تحديات في مشواره الدراسي، فإنه واجه مثلها في مشواره الوظيفي. فقد واجهته أولاً مشكلة تحديد الجهة الرسمية التي تتبعها البصمة الوراثية، إلى أن تمّ الاتفاق على أن تتبع وزارة الداخلية، وتقدم خدماتها لمختلف الجهات الأخرى.
4- في "القاموس المحيط" ؛ للفيروزابادي (ت 817 هـ)، نجد تأكيدًا لفعل برَّز المتعدي بمعنى أظهر: "برَّزه تبريزًا: أظهره وبيَّنه"، ولفعل برَّز اللازم بمعنى فاق وسبق: "برَّز [فلانٌ] تبريزًا: فاق أصحابه فضلًا أو شجاعة، والفرسُ على الخيل: سبقها"، مضيفًا معنى آخر، هو نجَّى: "برَّز الفرسُ راكبَه: نجاه"؛ (تحقيق مكتب تحقيق التراث، بإشراف محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1987). 5- وفي "لسان العرب"؛ لابن منظور (ت 711 هـ): "برَّز الفرسُ على الخيل: سبقها، وقيل: كل سابق مبرِّز، وإذا قيل: برَز - بالتخفيف - فمعناه ظهر بعد الخفاء"، ويضيف كذلك: "وبرَز: إذا ظهر بعد خمول"؛ (دار صادر، بيروت، دون طبعة وتاريخ، مج 5). وذكر أيضًا في باب [ع و ل] أن ثعلبًا أنشد لعُبيدالله بن عبدالله بن عُتبة (الطويل): زَعَمْتَ فَإِنْ تَلْحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ ♦♦♦ جَوَادٌ، وإنْ تُسْبَقْ فَنَفْسَكَ أَعْوِلِ (أراد: فعلى نفسكَ أعْوِلْ). وظائف إدارية براتب 4000 بدوام جزئي في مطعم كان زمان لتقديم الوجبات. 6- أما مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ) في " تاج العروس من جواهر القاموس "، فيزيد على ما ذكره صاحبَا " القاموس " و" اللسان " قولَه: "برَّز تبريزًا: فاق على أصحابه فضلًا أو شجاعة، يقال: ميِّز الخبيث من الإبريز [وهو الذهب الخالص الذي لا يخالطه تراب]، والناكصين [الراجعين على أعقابهم] من أولي التبريز"؛ (تح: علي شيري، دار الفكر، 1994).
ومن ألأسماء التي تقلدت عضوية مجلس ناحية مدينة المبرز خلال فترة الحكم العثماني الثاني للأحساء محمد الصالح، عبد الرحمن الكرود، عبد العزيز بن عكلي، محمد الموسى و غيرهم. وقد ترأس فهد بن محمد السعدون دائرة الأملاك. يتكون الحي (الفريج) من المنازل و المساجد و السوق و غيرها. المدخل إلى البيت يسمى دهريز(دهليز)، حيث يستمتع بالجلوس فيه النسوة في الصباح لتداول أحاديث الساعة و تلقيط الأوساخ من الرز و الهريس. من ناحية أخرى، فان البيت يضم مجلس للرجال فيه مكان لأعداد القهوة حيث تصف الدلال، كما يظم مكان لإشعال النار(الوجار) لأعداد القهوة و التدفئة. ويوجد بالمجلس دواشق (مفردها: دوشق و هو فراش مصنوع من القطن يجلس عليه الضيوف) و مساند للضيوف. كان زمان المبرز أنشطة خلال شهر. و يحتوي بيت الحارة أيضا على غرف للنوم و مجلس للنساء وهي مفروشة ب مداد (مصنوعة من نبات الأسل) و بسط (مخططة بلون احمر و أزرق). كما يحتوي البيت على مطبخ (الموقد) ويضم موقد كيروسين يسمى (الجوله) وبقربه رفوف لوضع الصحون والجدور (قدور) و الملاس (ملعقة كبيرة). كما يضم المنزل صالة مفتوحة تسمى "حوي" حيث تجلس الأسرة عصرا ومساءا لتناول الشاي و العشاء فيه. كما يلعب الأطفال فيه و تتجول داخله القطط.
المدينة يحيطها سور كبير كأنه حزام لكنه من الطين والاحجار، مدعم بعدد لا بأس به من القلاع التي تتيح من خلال نوافذ فيها من اعلى لمشاهدة القادمين او المغادرين، اضافة الى فتحات خاصة باطلاق القذائف من خلالها، كانت كما قال له جده يوما، انها استعملت خلال فترات بعيدة في عهد العثمانيين، وتوجد بالسور ثماني بوابات تسمح بالعبور الى داخل المدينة، هي: بوابة الحزم، وبوابة عين نجم، وبوابات المقصب، والمقابل، والقديمات، والشعبة، والحارة، والعتبان، كانت هذه البوابات تقلق بعد صلاة العشاء وتفتح مع صلاة الفجر. يعد السوق ملتقى الجميع فلابد من المرور به لشراء احتياجات البيت اليومية خاصة في وقت لم تكن الكهرباء موجودة في مدينته، مما يضطر الاهالي الى شراء احتياجاتهم الغذائية طازجة من السوق، وهذا المرور اليومي على السوق جعل الجميع على اطلاع كبير وواسع بما يجري في المدينة من أخبار وحوادث، فالجميع يعلمون من توفي اليوم في حارة العتبان، ومن قدم من خارج المدينة من بوابة نجم، ومن هو الذي باع أو اشترى تمرا من سوق القلعة. وفي هذا السوق الشهير يقوم بعض العمال المتخصصين برش الماء في طرقات السوق، حيث يقومون بهذا العمل كل صباح ومساء، خاصة بعد صلاة العصر، يرشون الماء من قربهم التي يحملونها على ظهورهم.