تفسير: (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة) ♦ الآية: ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنعام (54). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا ﴾ يعني: الصَّحابة وهؤلاء الفقراء ﴿ فقل سلام عليكم ﴾ سلّم عليهم بتحيَّة المسلمين ﴿ كتب ربكم على نفسه الرحمة ﴾ أوجب الله لكم الرَّحمة إيجاباً مُؤكَّداً ﴿ أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ﴾ يريد: إن ذنوبكم حهل ليس بكفرٍ ولا جحود لأنَّ العاصي جاهلٌ بمقدار العذاب في معصيته ﴿ ثم تاب من بعده ﴾ رجع عن ذنبه ﴿ وأصلح ﴾ عمله ﴿ فأنَّه غفور رحيم ﴾.
بينما الألم والانتقام والشدة والبأس نسبه الله إلى العذاب وجعله وصفا لعذابه فقال سبحانه: ﴿ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ ﴾ [الحِجر: 50]. وهذا يدل على سعة رحمة الله، وأن عفوه أعجل وأسبق من بطشه وانتقامه. مرحباً بالضيف
والمرتبة الثالثة: عموم الأفراد، هذا من حيث القوة، يعني مراتب الأفراد الداخلة تحت العموم، من حيث قوة الدخول فيه، هذا يفيد في التخصيص، وإخراج بعض الأفراد، يعني مثلاً سبب النزول، صورة السبب، قطعية الدخول في العام، ولا يصح إخراجها منه بالاجتهاد، لكن باقي الأفراد يمكن أن تخرج. كتب على نفسه الرحمة. "قوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام: 54] أي: حتّمها، وفي الصحيح. " إيه يعني أوجبها، في الصحيح، والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة مخرج في الصحيحين. " إن الله كتب كتابا فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي [3]. قوله تعالى: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا [الأنعام: 54] الآية، وعد بالمغفرة، والرحمة لمن تاب، وأصلح، وهو خطاب للقوم المذكورين قبل، وحكمها عام فيهم، وفي غيرهم، والجهالة قد ذكرت في النساء. " الجهالة التي أشار إليها، قال: ذكرت في النساء؛ يعني الجهل فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل، فهذا الذي أقدم على المعصية، لو استحضر نظر الله، وعظمته، عظم من عصى، وعاقبة هذه الجناية؛ لما أقدم عليها، فإقدامه عليها جهل، فكل من عصى الله فهو جاهل بهذا الاعتبار، لا أنه يجهل الحكم بأن هذا حرام، وإنما كل من عصى.
القسم:
تفسير القرآن الكريم
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 18/9/2010 ميلادي - 10/10/1431 هجري الزيارات: 43329 كتب على نفسه الرحمة إن الله عز وجل قد كتب على نفسه الرحمة وأوجبها على نفسه العلية. تلك الرحمة التي شملت من عمل السيئات ثم عاد إلى الله وعمل صالحًا. قال سبحانه: ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعَام: 54]. التفسير الصوتي [الأنعام / 54] - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. ما دام أن العبد قد تاب وعاد، وأصلح العمل، فحينها يتفضل الله على عبده بالرحمة الواسعة التي قد وسعت كل شيء، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة". إلا أن تلك الرحمة قد شملت الخلائق أجمعين؛ من حلمه على عباده ورزقه إياهم، وتوفيقه لهم في أمور معاشهم ودنياهم، وغير ذلك مما يدل على فضله الواسع ورحمته البالغة، إنها رحمة عظيمة أعظم من رحمة الأم بولدها، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغي؛ إذا وجدت صبيًا في السبي؛ أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته.