حياة الإنسان تنتقل من طورٍ إلى آخر، ومن مرحلةٍ إلى أخرى، فمن الطفولة إلى المراهقة والشباب، ثم إلى الرشد والأشد ثم إلى الشيخوخة والضعف، (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم، 54]، وفي كلٍ من هذه المراحل سماتٌ وملامح، وأحوالٌ ومتطلباتٌ، ينبغي معرفتها، حتى نستطيع التعامل معها، وسد حاجاتها.
إنّ الغربة خَيارٌ لكن الوطن ليس خَيارًا، فالغربة مهما طالت تموت يومًا وتندثر تحت الثرى، ولكن الوطن سيظلّ حاضرًا في قلبك، وسيحتضك ب شوق حال عودتك، وإليه تنتمي وإليه ستعود. الآن، يصبح الرصيف باردًا لطالما شعرتُ يا صديقي أنّك جزء مني، فالصديق الحقيقيّ روح واحدة، فرحيلك لم يكن سهلًا عليّ، خاصّة وأنا أعلم أنّ الغربة يا صديقي وإن احتضنتك يظلّ حضنها جافيًا، وإن أظلّتك يظل ظلّها قاصرًا، وإن افترشت أرضها يظلّ رصيفها باردًا، فليس لك فيها بيت ولا رفيق، وحتى التربة ليس لك منها نصيب وأنت الآن غريب، ولي أن أتخيّل مشاعرك تجاه وطنك الحبيب وشوقك الكبير إليه، ولا يسعني الكلام سوى أن أذكرك أنّ جفاء الغربة سيتبعه حنان الوطن، وخوف الغربة سيتبعه أمن الوطن، وبرد سماء الغربة سيعقبه شمس الوطن يا عزيزي. الآن يُصبح الطّريق مُعتمًا، ويُصبح الرّصيف باردًا، ولكن احرص على أن ُتنير طريقك بأملك، وتُدفئ قلبك بحلمك بالعودة إلى الوطن، فلا تظنّ الطريق طويلًا، لأنّ الإنسان مهما ابتعد عن وطنه فوطنه لن يتركه عبدًا للغربة، وهو يستطيع أن يجعله سيّدًا في أحضانه، ووطنك دائمًا يرفع يديه يدعو لك أن يخلّصك الله من ظلم الغربة، وكلّنا معه ندعو لك بقلوبنا وألسنتنا يا صديقي.
إنّني يا صديقي كُلّما زار ليلي الظلام أشعلتُ حطب ذكرياتنا، فيُنير قلبي وينير أيامي وليلي، وكلّما جاءتني لفحة من الحزن تخيّلتكُ وأنتَ تحتضنني، وتذكّرت مُواساتك لي، وكلّما اقترب الفرح منّي احتفلت معك في ذكرياتي، فلا أنا أنساك ولا أيّامي تنساك، بل إنّك الأمان والرّاحة، إنك الحبّ لي ولقلبي حتى وإن كنت بعيدًا. إنّ ذكرياتي معك ليست فقط مُجرّد ذكريات، بل هي جزء مِن أجمل أيّام حياتي، وكما تكون أجمل اللحظات مع الأصدقاء، فأنا أجمل لحظاتي تكون معك، وأنا أنتظر عودتك بفارغ الصّبر حتّى نُعيد أيّامنا ونبني ذكريات جميلة، وحتى أُطفئ شوق قلبي، وتشتعل فرحتي بعودتك. أخيرًا، هذه أمنياتي إنّني يا صديقي بالرُّغم من كلّ مشاعر الشوق والحزن على بٌعدك ومُفارقتي لك، أتمنّى لك أن تجد الخير في كلّ خطوة من خطواتك، وأن يُحالفك الحظّ فتُحقّق ما رغبْتَ به دائمًا، وأن يعينك الله على كلّ شيء، وأن يبتعد عنك سوء الحظ فلا تبصر عينيك الشرّ، وأن تجد رفاقًا يُعينونك على غربتك ويُخفّفون عنك إن تألّمت، ويسدون إليك نصائح إن كدت تضل أو حِدت عن الطريق. رسالة الى الوطن. إنّني أتمنّى أن تجد في الغربة خيرها وألا يأتيك شرّها، وأن يبعد الله عنك وحشة الطريق، وأن تعود إلى وطنك سالمًا مُعافى في أقرب وقت، وأن تنال شرف احتضان ترابه وتقبيل أرضه والتحاف سمائه وسماع صوت زقزقة عصافيره، وأن تشعر بأمانه ويبتعد عنك خوف الغربة وبردها، وأن تفرغ شوقك باحتضان والدتك ورؤية أصدقائك، وألّا تطول غربتك فتشقى ولا يزيد حنينك فتبلى، وأن تُقبل كلّ دعواتنا، وأن يُصيبك غيث آمالنا، وأن يحميك لنا ولقلوبنا، فالجميع في انتظارك ومُشتاق إليك.
إن شباب اليوم هم رجال الغد، وهم أمل الأمم والحضارات، ولذلك ينبغي أن نسلك في تربية المراهقين مسالك بناءةً، تقربهم إلى القيم النبيلة، والأخلاق الفاضلة، والسلوك الإيجابي، والتفكير الصحيح والإبداع في الحياة، والابتكار وحب العمل، واحترام الآخرين، وتبعدهم عن الكسل، وفضول الأعمال والأقوال، وإضاعة الأوقات والتقليد الأعمى للشكليات. وهذا إنما يكون بالعمل على محاور عدةٍ: أولها في تبني لغة الحوار مع الشباب، والتواصل معهم والتودد نحوهم، لفهم متطلباتهم، والاستماع إلى آرائهم، والفهم الدقيق لكل أفكارهم، وعدم التجاهل والتجهم لمشكلاتهم. وثانيها في التركيز في إيجابيات الشباب وما لديهم من مواهب وقدراتٍ، وما يستطيعون إنجازه من مهام وابتكاراتٍ ومخترعاتٍ. وثالثها في العناية النفسية بهم ورفع معنوياتهم، ولا سيما عندما يقعون في أخطاء، أو يقع عليهم اعتداء، فإن تجاهل ذلك وإهماله سيورث جروحاً عميقة في النفوس، وربما تتغلغل فيها حتى تورث الأحقاد وسوء الطباع. إن تربية المراهقين تستوجب تعريفهم مسؤولياتهم في أنفسهم وأوطانهم، وما عليهم فعله تجاه أمتهم وأهلهم، فهم جزءٌ من كيان الأمة، وطرف له تأثيره في كل مجتمع. رسالة الى الوطنية. أخي القارئ الكريم: من خلال هذه الصحيفة الرائدة أوجه رسالة إلى أبنائي وإخواني الشباب فأقول لهم: أنتم أهل العزم والقوة، وفيكم النشاط والفتوة، وعليكم آمال المستقبل، فكونوا على تطلعٍ دائمٍ نحو الخير، ونظرٍ إيجابيٍ إلى الحياة، فلا مكان للمتشائمين، ولا مستقبل لليائسين.
وأكد قاسم أن الحركة موقفها كان واضح أن الاحتلال هو من تسبب في كل هذه التوترات بفعل طريقته الإجرامية والإرهابية ضد المصلين في المسجد الأقصى وحرمانهم من حقهم في العبادة. وكشف قاسم لـ "دنيا الوطن" عن رسالة (حماس) للوسطاء، قائلاً: "إن الاتصالات متواصلة مع مختلف الأطراف، وخاصة الأشقاء في مصر، وقلنا لكل الأطراف التي تبحث عن الهدوء في المنطقة إن عليهم التحرك ضد الطرف الذي فجر الأوضاع وهو الاحتلال الصهيوني، وان شعبنا من حقه أن يدافع عن مقدساته بكل الطرق". وبين الناطق باسم حركة (حماس)، أن "نجاح هذه الجهود مرتبط بسلوك الاحتلال الذي يواصل عدوانه على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس". توتر في القدس.. رسالة الى الوطن | فيديو يمني مؤثر جدا-(Message to home (Yemen - YouTube. وتصعيد بغزة وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة اعتداءات على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى، الأسبوع الماضي، أسفرت عن إصابة المئات من الفلسطينيين، فيما اعتقلت ما يزيد عن 400 مصلٍ من داخل باحات المسجد الأقصى. وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية، الثلاثاء الماضي، صواريخ من داخل قطاع غزة، رداً على اعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى، فيما ردت قوات الاحتلال بقصف مواقع عسكرية داخل القطاع، الأمر الذي دفع فصائل المقاومة لاستهداف طائرات الاحتلال بصواريخ أرض- جو من طراز "ستريلا 2" سوفيتية الصنع.