• تذكيره ببعض النصوص الدالة على ترْك الجدال؛ كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه))؛ حسنه الألباني رحمه الله تعالى، وبَيِّن له أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضامن لكل مَن يترك المراء - وهو الجدال - ولو كان محقًّا أن يُعطيه الله سبحانه وتعالى بيتًا في ربض الجنة؛ أي: أدناها، أي: ما حولها خارجًا عنها؛ تشبيهًا بالأبنية التي تكون حول المُدن وتحت القلاع. مِن المفيد أن تنشغلوا بالدعوة إلى الله، وخاصة في مثل هذه الظروف، وتُقدِّموا المساعدات للمحتاجين من خلال الجمعيات والمؤسَّسات الخيرية، وسوف تتخلُّون عن الجدال تلقائيًّا؛ فالوقت لا يتَّسع، والأعمال كثيرة، والعبادات متنوِّعة، والحياة قصيرة. وفي الختام ندعو الله لك ولصديقك أن يوفِّقكما لما يحب ويرضى
كاتب الموضوع رسالة كريمالسوفي فــــريــــق الإدارة المشاركات: 465 النشاط: 1273 السٌّمعَة: 4 سجل في: 31/08/2009 أوسمة العضو: موضوع: كيف أترك الجدال ؟ أحمد الشقيري الإثنين أكتوبر 26, 2009 4:09 pm كلنا يعرف الحديث الذي يقول (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ومن تركه وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها) لكن المشكلة هي متى تعرف أن الأمر تحول إلى مراء وجدال وليس مجرد نقاش عادي ؟ كيف تعرف متى تستمر في الحوار ومتى تتوقف.. ؟ هنالك مؤشرات أو علامات تدل على أن الأمر تحول إلى جدال وهي: 1- عندما ترتفع الأصوات فاعلم أن الأمر تحول إلى جدال ومن الأفضل إنهاؤه. 2- عندما يبدأ الكلام في التكرار وتبدأ نفس الحجج تقال مرة واثنتين وثلاثاً فاعلم أنك تدور في حلقة مفرغة ومن الأفضل إنهاء الحديث. 3- عندما يبدأ المتحاورون يقاطعون بعضهم في الكلام فلا ينهي الشخص كلامه فهذه من أكبر علامات الجدال وأن كل شخص فقط يريد أن يقول ما عنده وليس لدى أحد استعداد للاستماع إلى الآخر. 4- عندما يبدأ الكلام وكل طرف يدخل في الحديث لإثبات وجهة نظره وليس لفهم وجهة نظر الآخر فهذا يدل على أن الكلام جدال مكروه وليس حواراً ممدوحاً.
البيت الثاني: في وسط الجنة، لمن ترك الكذب في كل موضع لا يجوز فيه، وإن كان مازحاً، وهذا الأمر مما يخالف فيه كثيرٌ من الناس حيث يسمحون لأنفسهم بالكذب، ويعللون ذلك بأنهم مازحون. البيت الثالث: في أعلى الجنة، لمن حسَّن خُلُقَه، أي سعى في تحسين أخلاقه، وابتعد عن كل ما يدنسها ويفسدها ، وترك جميع ما يخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها. ومكان الشاهد في هذا الحديث ما يتعلق بالمراء ، فقد رغّب النبي -صلى الله عليه وسلم- في تركه ورتب على ذلك الأجر العظيم، كما نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث أخرى، ومنها: ما رواه أحمد(8630) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاح ، ويترك المراء وإن كان صادقا". وما رواه الترمذي(1995) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"لا تمار أخاك ". وفي هذه الأحاديث ونحوها يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من جميع الأمور التي لا تناسب المسلم ولا يصلح أن تكون من أخلاقه، ومن تلك الأخلاق غير المرضية: المراء، والمقصود به في اللغة: استخراج غضب المجادل، من قولهم: مريت الشاة، إذا استخرجت لبنها، وحقيقة المراء المنهي عنه: طعن الإنسان في كلام غيره؛ لإظهار خلله واضطرابه، لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيته عليه.
طيب الآن عندما تكتشف أن الأمر تحول إلى جدال فكيف تخرج من الحوار بأسلوب سلس ومحترم ؟.. عدة اقتراحات: 1- ممكن أن تذكر الحديث النبوي أعلاه وممكن تحول الأمر إلى نكتة فتقول للشخص مثلا: إيش رأيك نتوقف ونتقاسم البيت اللي في الجنة أنا وأنت بالنص؟ بهذه الطريقة تخرج من الموقف بأسلوب هادئ ودون أن يظهر أنك جالس تعظ الشخص الذي أمامك. 2- تقول: ها متى العشاء ؟ ما حتأكلونا اليوم ؟.. في محاولة لتغيير الموضوع بشكل فكاهي خفيف. 3- تقول: خلاص يا سيدي أنا متفق معاك مية في المية.... إلخ (بأسلوب فكاهي) يظهر أنك غير متفق بس حابب تنهي الموضوع... 4- تقول: خليني أستشير المحامي حقي وأرجع لك في هذا الموضوع بكرة... أيضا محاولة خفيفة لإنهاء الحديث في الأمر بأسلوب لطيف.