نظرية «تغريدة» معالي الدكتور نزار مدني (1-2) بتاريخ 29 مارس (26/8/1443هـ) تداولت وسائل التواصل الاجتماعي تغريدة مهمة، لرجل مهم، وخبير في مجال عمله، العلاقات الدولية. فهو حاصل على أعلى الدرجات العلمية في علم السياسة والعلاقات الدولية، وهو دبلوماسي مخضرم، بدأ عمله من أدنى سلم العمل الدبلوماسي، وتدرج فيه، حتى وصل لمرتبة « وزير الدولة للشؤون الخارجية»، ببلادنا العزيزة. إنه الدكتور نزار عبيد مدني، الذي رغم تقاعده مؤخرا، إلا أنه نشط في تأليف كتب قيمة في مجال تخصصه، من ذلك الكتاب القيم الذي أصدره مؤخرا، بعنوان «مدخل لدراسة السياسة الخارجية السعودية ». وستكون لنا مع هذه الكتب لاحقا وقفات. وله مشاركات (علمية سياسية) متميزة في بعض الندوات ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن ذلك: تغريدته المشار إليها في «تويتر». كانت تغريدة معاليه طويلة، نسبيا. لذلك أتت في ثلاث عشرة رسالة، مراعاة لـ«الحد الأعلى» لكل تغريدة، كما هو معروف. إن ما طرحه معاليه يتعلق بغزو روسيا لأوكرانيا، وكون الغرب المتنفذ هو ما دفع إليه، رغبة في إضعاف الصين. فـ«الهدف البعيد هو الصين، التي هي في طريقها لأن تحتل مركز القطب الأوحد في العالم.
وقد واصل عبيد مدني دراسته في المدارس النظامية في حكم الهواشم، فالتحق بالمدرسة الفيصلية وحصل على شهادتها عام 1339هـ، ثم أكمل عبيد دراسته على أيدي مشايخ الحرم المدني، وحصل من بعضهم على شهادرات تقديرية وإجازات علمية. ومن أكثر مشايخه الذين أثّروا في شخصيته العلمية الشيخ الطيب الأنصاري، والشيخ محمد العمري. ثقافته وشاعريته [ عدل] يعتبر عبيد مدني شاعر من الطراز الأول وفق مقاييس عصره، ومنح ميدالية الريادة من بين 34 أديبًا، وذلك بعد مشاركته في المؤتمر الأول للأدباء في مكة المكرمة عام 1394هـ. آمن بالصحافة ومدى تأثير رسالتها في المجتمع، وقد نشر إنتاجه الأدبي في كل من: صحيفة أم القرى ومجلة المنهل، كما نشر في مجلة المنهل بعض آثاره النثرية مابين مقابلة ومقال ودرساة وترجمة في التاريخ واللغة والتراجم والفكر والاجتماع، ولم تقتصر مشاركاته الصحفية على صحيفة أم القرى ومجلة المنهل بل شملت (صوت الحجاز، ثم البلاد وعكاظ، ومجلة العرب، والمدينة التي كان له فيها زاوية تاريخية بعنوان: مجال السائلين) وكان يجيب من خلالها على الأسئلة التاريخية حول تاريخ المدينة المنورة، كما كان له زاوية أخرى بعناون: خواطر الأسبوع. بالإضافة إلى جريدة الرياض المصرية، ومجلة العرفان اللبنانية.
ومن ثم القضاء على مركزها السياسي، وقوتها الاقتصادية... ». إلى أن يقول: «ختاما، يمكن القول إن الطريقة الوحيدة لإثبات هذه النظرية، أو نفيها، تكمن في المنحى الذي سوف يأخذه مسار العمليات العسكرية الميدانية، من جهة، وفي التفاعلات السياسية والاقتصادية الدولية، وخاصة الصينية، والمترتبة على تطورات الأوضاع، من جهة أخرى... وعلى أية حال، فإن الأيام والشهور القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت... (انتهى)». وأستأذن معاليه والقراء الأعزاء لإبداء رأيي في محتوى هذه التغريدة، التي هي بمثابة تحليل سياسي قيم، وجاء في وقته. **** حقاً، لقد كشفت حرب روسيا الحالية ضد أوكرانيا الكثير من الأمور التي كانت مسكوتاً عنها، أو متجاهلة، أو سرية. من ذلك، حقيقة التوجه العام لحكومات الغرب المتنفذ. ولجوء معظم هذه الحكومات إلى الغدر، والتآمر، وخرق كل حقوق الإنسان، وخدمة مصالح خاصة ضيقة، والتضحية بأرواح ومصائر بعض الشعوب، دون مبرر. إضافة إلى النظرة العنصرية والاستعلائية، والاستغلالية للشعوب «الملونة» (غير الشقراء). لقد دفع الغرب المتنفذ روسيا دفعا لغزو أوكرانيا.. ولكن تحليل دوافع روسيا للإقدام على هذه الهجمة، يؤكد، دون أدنى شك، خبث وتآمر الغرب المتنفذ... الذي «اضطر» روسيا للقيام بهذا الهجوم، دفعا لخطر فادح محتمل.
الملاحق قدم الملحق الاول مرئياته حيال رؤية 2030، منطلقاً من اعلان ولي العهد الامير محمد بن سلمان مضامينها التي ترتكز على 3 محاور تشمل المجتمع الحيوي، الاقتصاد المزدهر، الوطن الطموح، متفرعاً منها العديد من البرامج التنفيذية التي ستساهم في تغيرات جذرية في السياسة الخارجية السعودية خلال الاعوام القادمة. واستعرضت بقية ملاحق الكتاب كلمات وزير الخارجية السابق الامير سعود الفيصل، من عام 1990 حتى 2015 في مناسبات عدة تناول خلالها العديد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الابعاد السياسية مبلوراً برؤيته الثاقبة جوهر السياسة الخارجية السعودية في ذلك الحين.
5- لن يتمكن الغرب المتنفذ من تدمير روسيا، دون خوض حرب نووية شاملة، تدمر الغرب أيضا. 6- الهدف المباشر للغرب هو: إضعاف روسيا، واستنزاف جزء، على الأقل، من قوتها، عبر اجتياحها لأوكرانيا، والمعاناة من العقوبات الغربية. وتجاوز روسيا لهذه العقبات سينعكس سلبا على الغرب. ومن ناحية أخرى، قد تضيق روسيا من هذه الضغوط ذرعا، فتشن حربا أخرى، في أوروبا. 7- إن كثيرا من سياسات، و«خطط» الدول العظمى والكبرى غالبا ما يكون لها تداعيات، وانعكاسات، إيجابية وسلبية، على أعدائها، وكذلك أصدقائها. ومن البديهي أن تنطبق هذه النظرية على سياسة أمريكا الراهنة تجاه روسيا. لذلك، لا نبالغ إن قلنا (مثلاً) بأن موقف أمريكا الراهن نحو روسيا، يؤثر، بشكل أو آخر، على سياسة أمريكا تجاه فنزويلا.