وتسمى- أيضا- بسورة (سأل سائل) ، وذكر السيوطي في كتابه (الإتقان) أنها تسمى كذلك بسورة (الواقع). وهذه الأسماء الثلاثة قد وردت ألفاظها في السورة الكريمة. قال- تعالى- سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ. لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ. مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ. وهي من السور المكية الخالصة، وعدد آياتها أربع وأربعون آية في عامة المصاحف، وفي المصحف الشامي ثلاث وأربعون آية. والسورة الكريمة نراها في مطلعها، تحكى لنا جانبا من استهزاء المشركين بما أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم من بعث وثواب وعقاب.. وترد عليهم بما يكبتهم، حيث تؤكد أن يوم القيامة حق، وأنه واقع، وأن أهواله شديدة. تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا. ( سأل سائل بعذاب واقع) المهاراة المذكورة في الاية السابقة هي...... - موقع خطواتي. إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَراهُ قَرِيباً. يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ. وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً. 3- ثم تنتقل السورة بعد ذلك إلى تصوير طبيعة الإنسان، وتمدح المحافظين على صلاتهم، وعلى أداء حقوق الله- تعالى- في أموالهم، كما تمدح الذين يؤمنون بأن البعث حق،ويستعدون لهذا اليوم بالإيمان والعمل الصالح.
وإذا اقتصر على أحدهما جاز أن يتعدى إليه بحرف جر; فيكون التقدير: سأل سائل النبي صلى الله عليه وسلم أو المسلمين بعذاب أو عن عذاب. ومن [ ص: 258] قرأ بغير همز فله وجهان: أحدهما: أنه لغة في السؤال وهي لغة قريش; تقول العرب: سال يسال; مثل نال ينال وخاف يخاف. والثاني: أن يكون من السيلان; ويؤيده قراءة ابن عباس " سال سيل ". قال عبد الرحمن بن زيد: سال واد من أودية جهنم يقال له: سائل; وهو قول زيد بن ثابت. قال الثعلبي: والأول أحسن; كقول الأعشى في تخفيف الهمزة: سالتاني الطلاق إذ رأتاني قل مالي قد جئتماني بنكر وفي الصحاح: قال الأخفش: يقال خرجنا نسأل عن فلان وبفلان. وقد تخفف همزته فيقال: سال يسال. وقال: ومرهق سال إمتاعا بأصدته لم يستعن وحوامي الموت تغشاه المرهق: الذي أدرك ليقتل. سأل سائل بعذاب واقع. والأصدة بالضم: قميص صغير يلبس تحت الثوب. المهدوي: من قرأ " سال " جاز أن يكون خفف الهمزة بإبدالها ألفا ، وهو البدل على غير قياس. وجاز أن تكون الألف منقلبة عن واو على لغة من قال: سلت أسال; كخفت أخاف. النحاس: حكى سيبويه سلت أسال; مثل خفت أخاف; بمعنى سألت. وأنشد: سالت هذيل رسول الله فاحشة ضلت هذيل بما سالت ولم تصب ويقال: هما يتساولان.
جاء في تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي (قدس الله نفسه الزكية) ما يلي: أخبرنا أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الله عن محمد بن علي عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي الحسن عليه السلام في قوله " سأل سائل بعذاب واقع " قال: سأل رجل عن الأوصياء وعن شأن ليلة القدر وما يلهمون فيها، فقال النبي صلى الله عليه وآله سالت عن عذاب واقع ثم كفر بان ذلك لا يكون فإذا وقع فليس له دافع من الله ذي المعارج قال: تعرج الملائكة والروح في صبح ليلة القدر إليه من عند النبي صلى الله عليه وآله والوصي.
↑ الطباطبائي، الميزان، ج 20، ص 11؛ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 7. ↑ الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62؛ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 7؛ الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 11؛ الشريف اللاهيجى، تفسير الشريف اللاهيجى، ج 4، ص 574؛ الكاشاني، منهج الصادقين، ج 10، ص 4؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 529. ↑ الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62. ↑ سورة الأنفال، الآية 32. ↑ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 8، ص 235؛ الكاشاني، منهج الصادقين، ج 10، ص 3؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 278. ↑ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 278؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62. ↑ سورة الشعراء، الآية 187. ↑ الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 63؛ ابن تيمية، منهاج السنة، ج 7، ص 45. ↑ الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 5-6. ↑ ابن تيمية، منهاج السنة، ج 7، ص 45-46. ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 12. موقع هدى القرآن الإلكتروني. ↑ ابن تيمية، منهاج السنة، ج 7، ص 47-46. ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 13. المصادر والمراجع القرآن الكريم.
في جنات مكرمين. كما أن السورة الكريمة اهتمت بالرد على الكافرين، وبتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما لحقه منهم، وببيان مظاهر قدرة الله- تعالى- التي لا يعجزها شيء. وقوله- تعالى- سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ قرأه الجمهور بإظهار الهمزة في سَأَلَ. وقرأه نافع وابن عامر سَأَلَ بتخفيف الهمزة. قال الجمل: قرأ نافع وابن عامر بألف محضة، والباقون، بهمزة محققة وهي الأصل. فأما القراءة بالألف ففيها ثلاثة أوجه: أحدها: أنها بمعنى قراءة الهمزة، وإنما خففت بقلبها ألفا. سأل سائل بعذاب واقع من هو هذا السائل ؟. والثاني: أنها من سال يسال، مثل خاف يخاف، والألف منقلبة عن واو، والواو منقلبة عن الهمزة. والثالث: من السيلان، والمعنى: سال واد في جهنم بعذاب، فالألف منقلبة عن ياء. وقد حكى القرآن الكريم عن كفار مكة، أنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم والاستهزاء عن موعد العذاب الذي يتوعدهم به إذا ما استمروا على كفرهم، ويستعجلون وقوعه. قال- تعالى-: وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وقال- سبحانه- وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ. وعلى هذا يكون السؤال على حقيقته، وأن المقصود به الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين.
﴿ يحافظون ﴾ جملة يحافظون خبر. ﴿ أولئك في جنات مُكرمون ﴾ مبتدأ وخبر. ﴿ فمالِ ﴾ اسم استفهام مبتدأ، ﴿ الذين ﴾ جار ومجرور خبر، ﴿ قِبَلَك ﴾ منصوب على الظرفية المكانية، ﴿ مهطعين ﴾ حال، ﴿ عن اليمين ﴾ جارٌّ ومجرور متعلقان بحال محذوف، ﴿ عزين ﴾ حال. ﴿ أن ﴾ حرف مصدري ونصب، ﴿ يدخل ﴾ فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل هو، ﴿ جنة ﴾ مفعول به ثانٍ، ﴿ نعيم ﴾ مضاف إليه، والمصدر المؤول في محل نصب بنزع الخافض في "دخول". ﴿ كلا ﴾ للردع والزجر، وجملة خلقناهم في محل رفع خبر إنا، خلقناهم فعل وفاعل ومفعول به. في حق من نزلت هذه الآية ( سأل سائل بعذاب واقع ) ؟. ﴿ فلا ﴾ الفاء استئنافية، لا: زائدة، ﴿ أقسم ﴾ فعل مضارع مرفوع، والفاعل أنا، ﴿ إنا لقادرون ﴾ إنا: حرف ناسخ، ونا اسمها، اللام المزحلقة، قادرون: خبرها. ﴿ على أن نُبدِّل خيرًا منهم ﴾ المصدر المؤول في محل جر "على تبديل"، نبدل: فعل مضارع منصوب بأن، والفاعل نحن، خيرًا: مفعول به، ﴿ وما ﴾ نافية حجازية، ﴿ نحن ﴾ اسمها، ﴿ بمسبوقين ﴾ الباء حرف جر زائد، مسبوقين: خبرها. ﴿ فذرهم ﴾ الفاء الفصيحة، ذرهم: فعل أمر والفاعل أنت والهاء مفعول به، ﴿ يخوضوا ﴾ فعل مضارع مجزوم بفعل الطلب، والواو فاعل، ﴿ حتى ﴾ حرف غاية وجر، ﴿ يلاقوا ﴾ فعل مضارع منصوب والواو فاعل، ﴿ يومهم ﴾ ظرف زمان والهاء مضاف إليه، ﴿ الذي ﴾ نعت، ﴿ يوعدون ﴾ فعل مضارع، والواو فاعل، والجملة صلة الموصول.