آخر تفسير سورة الجن, ولله الحمد والمنة. 26- "عالم الغيب" قرأ الجمهور بالرفع على أنه بدل من ربي، أو بيان له أو خبر مبتدأ محذوف، والجملة مستأنفة مقررة لما قبلها من عدم الدراية. وقرئ بالنصب على المدح. وقرأ السري علم الغيب بصيغة الفعل ونصب الغيب، والفاء في " فلا يظهر على غيبه أحدا " لترتيب عدم الإظهار على تفرده بعلم الغيب: أي لا يطلع على الغيب الذي يعلمه، وهو ما غاب عن العباد أحداً منهم. 26- "عالم الغيب"، رفع على نعت قوله "ربي"، وقيل: هو عالم الغيب، "فلا يظهر"، لا يطلع، "على غيبه أحداً". 26-" عالم الغيب " هو عالم الغيب. " فلا يظهر " فلا يطلع. " على غيبه أحداً " أي على الغيب المخصوص به علمه. 26. (He is) the knower of the Unseen, and He revealeth unto none His secret, 26 - He (alone) knows the Unseen, nor does He make any one acquainted with his Mysteries,
من إرث الرحمة من علم شيخنا الفقيه الحافظ الشيخ عبد الله الهرري قال رحمه الله في معنى الآية الكريمة: {عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أحَدًا إلاّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [سورة الجن، 26-27]: المعنى أن الله تعالى هو عالم الغيب والشهادة، أي عالمُ ما ظهر لكم وما غابَ عنكم، ما غاب عن الناس. والشهادة ما شاهده العباد، ما اطلع عليه العباد. فالله تعالى عالم كلّ ذلك فلا يُظهر على غيبه أي أن الله تعالى لا يُطلع لا يُظهر على غيبه الذي هو جميعُ الغيب، فلا يُطلع على جميع الغيب أحداً من عباده لا ملكاً (بفتح اللام مفرد الملائكة) ولا رسولاً، لا يُطلعُ على جميع غيبه أحداً {إلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإنَّهُ يَسْلُك مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدا}. "إلا" معناها هُنا "لكن" من ارتضى من رسول، أي الرسول الذي ارتضاه الله تعالى لرسالته فإنّه يسلُك من بين يديه ومن خلفه رصداً أي يجعَل له رصَداً يحفظُه من الشّيطان هذا معناه. ليس معناه أنه يُطلع الرسول على غيبه. الله تعالى لا يُطلع أحداً على غيبه أي جميع الغيب لا ملكاً ولا رسولاً.
توكلوا على الله وثقوا به; فإنه يكفي ممن سواه. فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا يعني ملائكة يحفظونه عن أن يقرب منه شيطان; فيحفظ الوحي من استراق الشياطين والإلقاء إلى الكهنة. قال الضحاك: ما بعث الله نبيا إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين عن أن يتشبهوا بصورة الملك ، فإذا جاءه شيطان في صورة الملك قالوا: هذا شيطان فاحذره. وإن جاءه الملك قالوا: هذا رسول ربك. وقال ابن عباس وابن زيد: رصدا أي حفظة يحفظون النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمامه وورائه من الجن والشياطين. قال قتادة وسعيد بن المسيب: هم أربعة من الملائكة حفظة. وقال الفراء: المراد جبريل كان إذا نزل بالرسالة نزلت معه ملائكة يحفظونه من أن تستمع الجن الوحي ، فيلقوه إلى كهنتهم ، فيسبقوا الرسول. وقال السدي: رصدا أي حفظة يحفظون الوحي ، فما جاء من عند الله قالوا: إنه من عند الله ، وما ألقاه الشيطان قالوا: إنه من الشيطان. و ( رصدا) نصب على المفعول. وفي الصحاح: والرصد القوم يرصدون كالحرس ، يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث وربما قالوا أرصادا. والراصد للشيء الراقب له; يقال: رصده يرصده رصدا ورصدا. والترصد الترقب والمرصد موضع الرصد.
لا أكتب هذا الكلام كى ألوم هؤلاء، وعندى تفسيرات كثيرة لهذه الظاهرة؛ منها أن البسطاء يراهنون على رحلة الحج مهما كلفهم الأمر، حتى لو تطلب بيع كل ما يملكون والاقتراض من أجل اتمام هذه الرحلة، كى يضمنوا آخرتهم بعد أن صعبت عليهم حياتهم. الكلام السابق بالطبع هو مجرد تخمين وهو تفسير روحى وليس منطقيا. لِمَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا 5/ 11/ 1441هـ - الموقع الرسمي للشيخ خالد بن محمد القرعاوي. نعرف جميعا أن فريضة الحج هى الركن الخامس فى الإسلام، ونعرف أيضا أنها مشروطة بالاستطاعة والقدرة، والرسول عليه الصلاة والسلام قال بوضوح: «لمن استطاع إليه سبيلا» أى أن غير القادر ليس عليه حرج إذا لم يحج، ومن باب أولى إذا لم يعتمر. وبالتالى فالسؤال مرة أخرى: لماذا يحج بعض المصريين على الرغم من أن الإسلام أعطى لهم رخصة واضحة، ماداموا غير قادرين؟! الأحاديث والأحكام الفقهية واضحة، بل هى تحرم الحج على القادر جدا، مادام أهله وجيرانه، بل وشعبه فى حاجة لهذه الأموال. وهناك اجتهادات وقياسات كثيرة تقول إن الحاكم أو ولى الأمر يحق له تعطيل فريضة الحج بالكامل، إذا كانت أحوال المسلمين فى هذه المنطقة صعبة وعسيرة. المشكلة الأكبر هى أن العديد من المصريين يحجون أكثر من مرة، ويعتمرون عشرات المرات على الرغم من أن أحوال بلدهم «تصعب على الكافر» وليس فقط على المؤمنين!.
بعيداً عن المهاترات الصبيانية الحزبية، والمزايدات السياسية الهزيلة، فإن أي عاقل منصف حتى لو لم يكن مسلماً، يدرك جزماً أن فتح باب الحج على مصراعيه هذا العام 1441هـ 2020م ليفد إلى المشاعر المقدسة ثلاثة ملايين مسلم أو يزيد، يقفون على صعيد واحد وفي وقت محدد في ظل هذا الظرف الصحي العالمي الصعب (جائحة فيروس كورونا) يعد خطأ فادحاً، ومخاطرة حقيقية بأرواح الحجاج مختلفي الظروف الصحية، والخلفيات الثقافية، الفكرية، والأحوال الاقتصادية والنفسية، لما سيترتب على هذا الفعل من نتائج وخيمة لا تخفى على أحد. وفي الوقت ذاته لم ير قادة بلادنا - حفظهم الله ورعاهم وسدد دوماً على الخير خطاهم - أن من المناسب عدم إقامة هذه الشعيرة العظيمة في هذا العام بالكلية، فكان الحل المثالي بحق الذي أخذت به حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية الجمع بين مصلحتين (عدم تعطيل فريضة الحج، وفي ذات الوقت تحقق حفظ النفس وضمان سلامة الأرواح) وذلك بإتاحة الحج لعدد محدود جداً ومن مختلف الجنسيات. هنا ثارت ثائرة المتربصين بنا الدوائر، ظناً منهم أنها فرصة سانحة مواتية للنيل من سيادتنا، وهز الثقة بزعامتنا، وما علموا أنهم لم يحركوا شعرة منا، ولن تنطلي أكاذيبهم وأراجيفهم وأقاويلهم على ذي لب وصاحب عقل متزن واع، فضلاً عن عارف بطبيعة الدين الإسلامي، مدرك المقاصد الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية لحفظها وحمايتها وأولها (النفس)، ثم إن الحج خلاف بقية أركان الإسلام الخمس مربوط بالاستطاعة المالية والبدنية معاً، فالصلاة عبادة بدنية وكذا الصوم، والزكاة مالية صرفة، أما الحج فمتى وجد ما يمنع ويحول دون القيام به أياً كان هذا المانع فلا شيء على المسلم في هذه الحال.
وقد رَوَى ابن جبير عن ابن عباس في قوله: ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، قال: مَن ملك ثلاثمائة درهم فقد استطاع إليه سبيلًا. وعن عكرمة مولاه أنه قال: السبيل الصحة. وروى وكيع بن الجراح، بسنده عن ابن عباس قال: ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) قال: الزاد والراحلة. ( قلتُ: قول ابن عباس المنقول: مَن مَلَك ثلاثمائة درهم فقد استطاع إليه سبيلًا؛ فهذا محمول على زمنه ومكانه، وإلا فقد لا يستطيع مَن مَلَك هذا المبلغ في زماننا الحج إلى بيت الله الحرام. وأما قول عكرمة مولاه أن السبيل هو: الصحة؛ فهو يدل على أنه لا تلزم الراحلة لمَن قَدَر على المشي). صدى العرب: من استطاع إليه سبيلا. وقوله: ( وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) قال ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد: أي: ومَن جحد فريضة الحج؛ فقد كفر، والله غني عنه. وقال سعيد بن منصور، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عكرمة قال: لما نزلت: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) (آل عمران: 85) ، قالت اليهود: فنحن مسلمون. قال الله عز وجل فأخْصَمْهُم فحجهم؛ يعني فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض على المسلمين حج البيت مَن استطاع إليه سبيلًا"، فقالوا: لم يكتب علينا، وأبوا أن يحجوا، قال الله تعالى: ( وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
إلا بِإذْنِ الوَاحِدِ الأَحَدِ. (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). فاللهم تقبل منا إنكَ أنت السميع العليم وتب علينا إنكَ أنت التوابُ الرحيمُ, اللهم أعنا على أداءِ الأمانَةِ, وحقِّ الرعاية, اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ, ودَمِّرْ أعداء الدينِ, (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ). 0 406 11-03-1441 12:48 مساءً
والله أعلى وأعلم). وللحديث بقية -إن شاء الله-.
وتقول:" هذه الأعداد الغفيرة تتوافد للصلاة لإثبات الوجود العربي والاسلامي على الرغم من المعيقات التي يضعها الاحتلال". وتضيف:" نصل إلى هنا، على الرغم من حواجز الاحتلال الصعبة، ونعتبر أن قدرتنا على الوصول إلى القدس هي نعمة من الله". وأردفت:" لا تسعفني الأحرف لأصف مشاعري، فأنا أنتظر رمضان كي يُسمح لي الصلاة فيه (المسجد الأقصى)، وفي كل مرة أزوره يأخذ من قلبي حُجرة، ألا ليت الذي يحول بيني وبينه يفنى". أما سكان مدينة القدس، فيعتبرون أن صلاة التراويح في المسجد الأقصى، في شهر رمضان، بمثابة "واجب وطني ديني عليهم"، حيث يتدفقون إليه كل ليلة. ويقول المقدسي "محمد شكري":" حضورنا واجب قبل أن يكون رغبة، الروحانيات هنا مقدسية بحتة علينا أن نحييها". وبيّن أن سكان القدس، يرحبون بضيوف المدينة، الذي يقدمون من كل حدب وصوب، لأداء الصلاة. وقال:" نرحب بضيوفنا ونساعدهم، حيث ينتشر شباب القدس خاصة أهل البلدة القديمة من أجل تقديم العون لهم ومساعدتهم في معرفة الطريق والمحلات المجاورة، بل وتخفيف حر النهار عليهم برشقهم بقطرات الماء الباردة". ومن جانبها، تعبّر المقدسية "نهلة صيام"، عن سعادتها الكبير لتمكنها هذا العام من أداء صلاة التراويح.