[3] هل الميت يزور أهله في البيت يروي بعض الناس أنَّ الميت يزور أهل بيته ويتعرف على أحوالهم وهم في المنزل، ولكنَّ لم يرد في الأثر أي دليل على هذا الكلام، والثابت أنَّ كل من مات ينتقل إلى عالم البرزخ في القبر، ولا يعلم المسلمون عن عالم البرزخ إلا القليل حسب ما ورد عن رسول الله صلى الله علي وسلم، وطالما أنَّ الثابت أن الميت يسأل من لحقه من الموتى عن أحوال أهله وما فعلوا فإنه لا يزور أهله ولا يعلم عنهم شيئًا، ولذلك لا يوجد دليل على أن الميت يزور أهله في البيت.
إذا فرغ الغاسل من غسل الميّت: نشَّفه بثوب؛ لئلا يبلَّ أكفانه، ثم يبخر أكفانه بالعود ثلاثاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أَجمرتُم الميتَ فأوترُوا، وفي روايةِ: فأجمروهُ ثلاثًا، وفي روايةٍ: جمِّرُوا كفنَ الميتِ ثلاثًا) ، [٨] والتجمير: هو تبخير الكفن بالعود. النية في تغسيل الميّت: ذهب الحنفية إلى أن النية ليست شرطاً لصحة الطهارة ، فلو غُسّل الميّت بغير نية أجزأ ذلك، وبه قال المالكية والشافعية في الأصح، وهو رواية عند الحنابلة، وذهب الشافعية في رواية أخرى والحنابلة في المعتمد إلى وجوب النية، [١] وذهب الحنابلة كذلك إلى وجوب البسملة عند غسل الميّت. [٧] إذا كان الميّت محرِماً: عندما يكون الميت محرِما بحج أو عمرة فإنه لا يوضع عليه طيب، ولا يؤخذ من شعره أو ظفره، فيُجنّب الميّت المُحرِم ما يُجنب في حياته.
وما ننام ليلتنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك، ما نجد فى ثديى ما يغنيه، ولا فى شارفنا ما يغذيه، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت على أتانى تلك، فلقد أذمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا، فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله ﷺ فتأباه إذا قيل إنه يتيم تركناه، قلنا ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه، إنما نرجو المعروف من أبى الولد، فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا؟ فوالله ما بقى من صواحبى امرأة إلا أخذت رضيعا غيري، فلما لم نجد غيره وأجمعنا الانطلاق، قلت لزوجى الحارث بن عبد العزى: والله إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ليس معى رضيع، لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه. فقال: لا عليك أن تفعلى فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة. فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا أنى لم أجد غيره، فما هو إلا أن أخذته، فجئت به رحلى فأقبل عليه ثدياى بما شاء من لبن، فشرب حتى روي، وشرب أخوه حتى روي، وقام صاحبى إلى شارفنا تلك فإذا إنها لحافل، فحلب ما شرب وشربت حتى روينا، فبتنا بخير ليلة.
الحمد لله.
تقول عائشة -رضى اللَّه عنها-: إنه لما أصاب رسول اللَّه نساء بنى المصطلق، فوقعت جويرية في سهم ثابت بن قيس، الذي عرض عليها أمر افتدائها بمقدار تسع أواق من الذهب، وهو واثق من أنها قادرة على دفعها له؛ لأنها بنت سيد بنى المصطلق ومن أغنياء اليهود. فكاتبتْه بهذا المبلغ؛ حتى يطلق سراحها، ولكنه أبَى إلا أن يتسلم أولا الفداء. ولما كانت جويرية سبية ليس معها ما تفدى به نفسها -توجهت إلى رسول اللَّه ، وهو يومئذٍ عندى تسأله في كتابتها، ولما أذن لها الرسول بالدخول - قالت: يا رسول اللَّه، أنا برة بنت الحارث - سيّد قومه - وقد أصابنى من الأمر ما قد علمتَ، فأعِنِّى في كتابتي. فقال لها: "أولكِ خير من ذلك؟" فقالت: ماهو؟ فقال: "أؤدى عنك كتابك وأتزوجك" قالت: نعم يا رسول اللَّه. فقال: "قد فعلتُ". فخرج الخبر إلى الناس. فقالوا: أأصهار رسول الَّله يُسترقُّون؟ فأعتقوا ما كان في أيديهم من نساء بنى المصطلق، فبلغ عِتْقُهم مائةَ أهل بيت بزواجه إياها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على أهلها منها [ابن إسحاق]. البداية والنهاية/الجزء الرابع/قصة غورث بن الحارث - ويكي مصدر. وكانت السيدة جويرية -رضى الله عنها- في العشرين من عمرها حين تزوجها النبي. وعاشت جويرية في بيت النبي ، وامتّد عمرها حتى عهد معاوية بن أبى سفيان -رضى الله عنه-.
هؤلاء هم إخوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة: 1- حمزة بن عبد المطلب: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في بنت حمزة: (( لا تحل لي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب هي بنت أخي من الرضاعة))[1] قال الحافظ: قال مصعب الزبيري: كانت ثويبة أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم بعدما أرضعت حمزة ثم أرضعت أبا سلمة. [2] ( ثويبة) مولاة لأبي لهب ارتضع منها صلى الله عليه وسلم قبل حليمة السعدية رضي الله عنها. 2- أبو سلمة: عن أم حبيبة قالت قلت: يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان ، قال: وتحبين ؟ قلت: نعم ، لست لك بمخلية ، وأحب من شاركني في خير أختي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن ذلك لا يحل لي ، قلت: يا رسول الله فوالله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة ؟ قال: بنت أم سلمة ؟ فقلت: نعم قال: فوالله لو لم تكن في حجري ما حلت لي ، إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة ، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن))[3] أبو سلمة: اسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وابن عمته برة بنت عبد المطلب.