ابن القيم رحمه الله: تفضيل سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته: على مجرد الذكر بسبحان الله أضعافا مضاعفة ، فإن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقول: ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه) من معرفته وتنزيهه وتعظيمه ، من هذا القدر المذكور من العدد ، أعظم مما يقوم بقلب القائل سبحان الله فقط. وهذا يسمى الذكر المضاعف ، وهو أعظم ثناءً من الذكر المفرد ، فلهذا كان أفضل منه.
الجواب: الحمد لله أولا: يمكن تقسيم الذكر – بحسب موضعه – إلى نوعين: 1- أذكار مقيدة في زمان أو مكان أو حال معين ، كالأذكار المشروعة أدبار الصلوات ، وأذكار الصباح والمساء ونحوها. 2- أذكار مطلقة غير متعلقة بظرف معين ، كالاستغفار الذي يلهج به لسان المسلم في صباحه ومسائه ، والتسبيح المطلق ، ونحو ذلك. فأما الأذكار المقيدة فلا يجوز الزيادة على ألفاظها الواردة في الكتاب والسنة ، ولا النقصان منها. سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملئ ما خلق. وأما الأذكار المطلقة فلا بأس بالزيادة فيها أو النقصان منها ، وإن كان الأولى الاقتصار على الوارد ، ففيه كفاية ومزيد. يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: " ألفاظ الأذكار توقيفية ، ولها خصائص وأسرار ، لا يدخلها القياس ، فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به ، وهذا اختيار المازري ، قال: فيقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه ، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف " انتهى. " فتح الباري " (11/112) قال ذلك في شرح حديث فيه ذكر مقيد وليس ذكرا مطلقا ، وهو الذكر عند النوم: ( اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك... ) وقد سبق تقرير ذلك في جواب رقم: ( 102600) ، ( 100859). ثانيا: وردت هذه الصيغة في العد: عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته ، مع التسبيح: عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ ، فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ؟ قَالَتْ: نَعَمْ.
الثاني: محبته والرضا به. الثالث: فإذا انضاف هذا الحمد إلى التسبيح والتنزيه على أكمل الوجوه ، وأعظمها قدرا ، وأكثرها عددا ، وأجزلها وَصفا ، واستحضر العبد ذلك عند التسبيح ، وقام بقلبه معناه ، كان له من المزية والفضل ما ليس لغيره ، وبالله التوفيق " انتهى باختصار. المنار المنيف " (34-38) والله أعلم.
خطبة الجمعة الخطبة هي فن أدبي نثري قد يُلقى في صلاة الجمعة [١] ، وهي جزء لا يتجزأ من صلاة الجمعة ولا تصلح الصلاة دونها ويكون موضوع الخطبة متعلقًا بأمر ديني أو دنيوي مصاغ صياغةً دينيةً، أي إنّ خطبة الجمعة تكون بمنزلة نصائح ومعلومات تقدم للمصلين في أمر ما من أجل زيادة الوعي والقرب من الله عز وجل، ويُشترط في خطبة الجمعة أن تقع بعد دخول وقت الصلاة، وتكون الصلاة بعد الخُطبة، ويجب في الخطبة وجود النيّة، والجهر في الخطبة ووجود عدد كبير من الناس، وتتنوع مواضيع خُطب الجمعة، ويمكن للخطيب أن يختار العنوان المناسب لخطبته، والذي يتناسب مع الوقت الراهن والأحداث التي تدور خلال فترة إلقاء الخطبة [٢].
إن لدور العبادة دور كبير في تشكيل وعي الشباب والمراهقين، وإدخال المفاهيم المتعلقة بالأخلاق والدين في عقولهم، ولذلك فإن الخطيب يجب أن يتمتع بدرجة عالية من الوعي والفهم، وأن يكون مؤهلًا لأداء تلك المهمة العظيمة التي تساعد في تنشأة جيل واعي لا ينساق وراء أفكار غريبة وشاذة، أو يندفع خلف مفاهيم مغلوطة للدين، ولا يدع لأحد الفرصة لاستغلاله وتشكيل وعيه بما يخدم مصالح فئة من الفئات، وعلى كل شاب أن يفكر بشكل متعقل فيما يسمعه ويقرأه ويراه حوله، لأن الزيف منتشر، وتبين الحقائق أصبح واجب على كل إنسان. خطبة الجمعة مكتوبة pdf قصيرة. خطبة قصيرة مكتوبة خطبة قصيرة مكتوبة الحمد لله الذي خلق الإنسان وميزه على مخلوقات الله كافة بالعقل والفكر والمعارف، وجعله مخيّر في حياته، وأوضح له سبيل الرشد وأوضح له سبيل الغيّ، وحذرّه من مغبة العمل الغير صالح، وزين له الصالحات، وحلل له الطيبات وحرّم عليه الخبائث، لينظر أيشكر أم يكون من الكافرين. قال تعالى: "لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ، يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ. "
الحمـد لله الـذي فاوت بين عبـاده في العقـول والهمم والإرادات، ورفع بعضهم فوق بعض بالإيمان والعلم ولوازمهما درجـات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الذات، ولا سمي له في الأسماء ولا مثيل له في الصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أشرف البريات، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم في كل الحالات. أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فتقوى الله وقاية من الشر والعذاب، وسبب موصل للخير والثواب. عباد الله، قد بيَّن الله لكم مراتب الخير وثوابه، وحضَّكم على ذلك، وسهَّل لكم طرقه وأسبابه، فقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وإلى قوله: ﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 136]، فوصف المتقين بالقيام بحقوقه وحقوق عباده وبالتوبة والاستغفار، ونفى عنهم الإقامة على الذنوب والإصرار.