أما فيما يخص صفات جبريل عليه السلام الجسدية فالجدير بالذكر أنه قد ورد في ذلك العديد من الأحاديث والأقوال، وفي القرآن لم ترد صفات جبريل عليه السلام الجسدية، ولكن تم ذكر دوره ووظيفته وغيرها من المعلومات، وفيما يخص الصفات الجسدية لجبريل عليه السلام فقد جاء على لسان الحبيب المصطفى برواية عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال: " رأيتُ جبريلَ ولهُ ستُّمائةِ جَناحٍ ينتثِرُ مِن ريشِه التَّهاويلُ الدُّرُّ والياقوتُ" في هذا الحديث الشريف الذي جاء في تفسير القرآن لابن كثير واحدة من صفات سيدنا جبريل الجسدية. فيقول الهادي البشير أن عليه السلام له ستمائة جناح يتناثر منه الدر والياقوت ويعني ذلك أن هناك أشياء مختلفة في ألوانها ينثرها ريشه بشكل يبث الهول والغرابة في النفوس لعظمة المظهر والعظمة لله تبارك وتعالى، وفيما يلي من سطور مقالنا هذا سنعرض لكم باقي ما جاء من صفات. اقرأ أيضًا: دعاء جبريل عليه السلام كيف كانت هيئة جبريل عليه السلام؟ مُنذ نعومة أظافرنا نحاول أن نتخيل شكل وصفات جبريل عليه السلام الجسدية بمجرد سماعنا للآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي ورد فيها لفظ جبريل عليه السلام وقصته مع سيدنا محمد ببدايتها مع الوحي في غار حراء ونزول سورة العلق بقول اقرأ باسم ربك الذي خلق.
ذات صلة صفات جبريل عليه السلام كم عدد أجنحة جبريل عليه السلام التعريف بجبريل عليه السلام خلق الله -عزّ وجلّ- الملائكة، وفضّل بعضهم على بعض، فجعل المقرّبون أفضلهم، قال -تعالى-: ( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّـهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ)، [١] ثمّ أفضل هؤلاء المقربين الذين كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يذكر أسماؤهم في دعائه عندما يفتتح صلاته في اللّيل، فيقول: (اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ). [٢] فقد كان جبريل من بينهم لما فيه من اختيار الله له ليكون مبلّغا للوحي، وجعله الله الواسطة بينه وبين رسله، فكرّمه الله وجعل مكانته عالية وشرّفه على غيره من الملائكة، وقال -تعالى- به في القرآن: ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ)، [٣] فقد جاءت الآية بذمّ كلّ من عاداه. [٤] وسمّاه الله بأسماء عديدة، ووصفه بأوصاف تليق بمكانته ورفعته بين الملائكة: وصفه ب روح القدس قال -تعالى-: ( قُل نَزَّلَهُ روحُ القُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذينَ آمَنوا وَهُدًى وَبُشرى لِلمُسلِمينَ).
وقد قدمنا الأحاديث الواردة في الإسراء بطرقها وألفاظها في أول سورة " سبحان " بما أغنى عن إعادته هاهنا ، وتقدم أن ابن عباس رضي الله عنهما ، كان يثبت الرؤية ليلة الإسراء ، ويستشهد بهذه الآية. وتابعه جماعة من السلف والخلف ، وقد خالفه جماعات من الصحابة ، رضي الله عنهم ، والتابعين وغيرهم. وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن ابن مسعود في هذه الآية: ( { ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى}) ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " « رأيت جبريل وله ستمائة جناح ، ينتثر من ريشه التهاويل: الدر والياقوت » ". وهذا إسناد جيد قوي. صفات جبريل عليه السلام المستجاب. وقال أحمد أيضا: حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا شريك ، عن جامع بن أبي راشد ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال: « رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل في صورته وله ستمائة جناح ، كل جناح منها قد سد الأفق: يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم » ". [إسناده حسن أيضا]. وقال أحمد أيضا: حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني حسين ، حدثني عاصم بن بهدلة قال: سمعت شقيق بن سلمة يقول: سمعت ابن مسعود يقول قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " « رأيت جبريل على سدرة المنتهى وله ستمائة جناح " سألت عاصما عن الأجنحة فأبى أن يخبرني.
[٢] حديث نار اليمن من علامات يوم القيامة الكبرى خروج النار من اليمن، فتطرد الناس من اليمن والجزيرة إلى الشام، فعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: (اطّلع النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر. فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وسلم- ويأجوج ومأجوج. وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم). [٣] وفي هذا الحديث دلالة على أن اليمن هي الحاشرة، ومعنى تحشر الناس أي تجمعهم، فتكون اليمن هي الحاشرة، والشام هي بلاد المحشر؛ أي إن النار التي تخرج من اليمن تطرد الناس إلى بلاد الشام، وهذا الأمر سوف يكون في آخر الزمان. احاديث اخر الزمان ووصايا الرسول الكريم | المرسال. [٤] حديث الريح اللينة من اليمن من علامات الساعة الكبرى قدوم ريحٍ من جهة اليمن، فتقبض أرواح المؤمنين، وصفة هذه الريح أنها ألين من الحرير، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنْ الْيَمَنِ، أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ، فَلَا تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنَ إِيمَانٍ إلا قبضته).
خصائص فتن آخر الزمان لقد نبأتنا الأحاديث النبوية الشريفة بعدد من الخصائص التي تختص بها فتن آخر الزمان، تعرف فيما يلي على أبرز تلك الخصائص: [٥] أنها فتن كثيرة: ففتن آخر لزمان كثيرة ومتتابعة، وتنال هذه الفتن من كل عنصر من عناصر الحياة، إذ يُفتن العقل بالجهل، والطبيعة بكثرة الزلازل، والعمر بنقصانه، والأمن بفقدانه، وتنزع البركة من الرزق والولد. حديث الرسول محمد عن اخر الزمان وكثرة الوقيات. أنها فتن عظيمة متتابعة: فهذه الفتن تمتاز بأنها متتابعة لبعضها لا تكاد تنتهي فتنة حتى تظهر فتنة أخرى، بالإضافة لعظم هذه الفتن التي قد تصيب دينك وعقلك وعقيدتك ورزقك، فالثاني منها أعظم من الأول. أنها مُلْتَبِسة: فهذه الفتن تلتبس على المؤمن حتى لا يكاد يعرف فيها الحق من الباطل، فقد شبهها الرسول صلى الله عليه وسلم بالليل لشدة سواده، فالمؤمن يجب أن يحترز لنفسه في الظلام حتى لا يقع ويتأذى، وكذلك فتن آخر الزمان. أنها سبب في إهلاك دين العبد: فهذه الفتن تهلك دين المرء حتى يصبح كافرًا بين يوم وليلة، فهي تعم بالأذى، وتفرق الجماعة فيظهر الخوف والاضطراب، وتُفقد كل معاني الحياة الكريمة، ولكنها لن تؤثر على مسلم كتب الله له النجاة منها. أنها تميز الخبيث من الطيّب: فالمسلم الحق يخرج من الفتنة بأن يصبح أقوى وأصلب، ينما يخرج منها الشاك والضعيف أكثر شكًا وضعفًا.
[1] قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ". [2] قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "سيكونُ في آخرِ الزمانِ خَسْفُ وقذفٌ ومَسْخٌ ، إذا ظَهَرَتِ المعازِفُ والقَيْناتُ ، واسْتُحِلَّتِ الخمْرُ". [3] أحاديث عن الشام في آخر الزمان سنذكر لكم فيما يأتي الأحاديث النّبويّة المباركة الّتي تحدّثت عمّا سيكون في الشّام في آخر الزمان، وهي: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "بَيْنا أنا في مَنامي، أتَتْني الملائكةُ، فحمَلَتْ عَمودَ الكتابِ من تحتِ وِسادَتي، فعمَدَتْ به إلى الشامِ، ألَا فالإيمانُ حيث تقَعُ الفِتَنُ بالشامِ". [4] قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ستخرج نارٌ في آخر الزمانِ من حَضْرَمَوْتَ تحشر الناسَ قلنا فماذا تأمرُنا يا رسولَ اللهِ قال عليكم بالشامِ". [5] قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "فُسطاطُ المسلمين بأرضٍ يُقالُ لها الغُوطةُ فيها مدينةٌ يُقالُ لها دمشقُ خيرُ منازلِ المسلمين يومئذٍ".