التدوير Recycling التدوير لفظ حديث سمعته بكثرة في الآونة الأخيرة ولكن عم عبده صاحب قهوة السعادة عرف الحكاية في القاهرة منذ عام 1971 أثناء دراستي للطب هناك.
تعريف البدعة البدعة هي أحد الطرق مستحدثة على الدين، والتي يرغب منها التعبد، ولكنها تكون مخالفة لما جاء في كتاب الله، والسنة النبوية وما ورد في إجماع السلف، وقد وضع لها ذلك التعريف الشيخ ابن تيمية رحمه الله حين قال (البدعة هي ما خالف الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات، كأقوال الخوارج والروافض، والقدرية، والجهمية وكالذين يتعبدون بالرقص، والغناء في المساجد و في امثله على البدع من يتعبدون بحلق اللحى، وأكل الحشيشة، وأنواع ذلك من البدع التي يتعبد بها طوائف من المخالفين للكتاب والسنة). [1] إذاً البدعة هي عبارة عن طريقة تم اختراعها بالدين تتشابه مع الشرعية ويكون المقصود منها بالسلوك المبالغ به في التعبد لله جل وعلا، ونشأة البدع يبلغ كبرها وعظمة إثمها ما اقترفه اليهود والخوارج عن الدين، وقد كان ذلك في بداية الأمر على يد الخوارج بقيادة ذي الخويصرة. وفي ذلك ذكر محمد بن الصباح أنبأنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله (كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بالجِعرانةِ وَهوَ يقسِمُ التِّبرَ والغَنائمَ وَهوَ في حِجرِ بلالٍ، فقالَ رجلٌ: اعدِل يا محمَّدُ فإنَّكَ لم تعدِلْ، فقالَ: ويلَكَ ومَن يعدلُ بعدي إذا لم أعدِلْ، فقالَ عمرُ: دعني يا رسولَ اللَّهِ حتَّى أضربَ عنُقَ هذا المُنافقِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ- صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: إنَّ هذا في أصحابٍ أو أُصَيحابٍ لَه يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُم، يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ).
ستبقى هذه الطائفة ظاهرة بالحجة والبيان، واليد والسنان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. إنهم أهل الحديث والأثر: المعظمون لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، المقتفون لآثار الصحابة الكرام. إنهم السلفيون السائرون على طريق السلف في الاعتقاد والعمل، المقتدون بالصحابة والتابعين وتابعيهم؛ المستمسكون بما كان عليه صالحو القرون الثلاثة المفضلة بقوله ﷺ "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ". ليس لهم اسم يُعرفون به إلا الإسلام و السنة والجماعة وما في معناها. ليسوا حزبا سياسيا ولا حركة ثورية، ولا تيارا ولا طريقة؛ ولا جماعةً ذاتَ قيادة وبيعة. بل هي الامتداد للإسلام المحض الخالص عن الشوب. يتبعون ما جاء في كتاب الله عز وجل وما صح من سنة نبيه ﷺ ظاهرا وباطنا، في كل صغيرٍ وكبيرٍ، عملاً بقولِه - سبحانه -: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء: 59]. منهج أهل السنة والجماعة بالفرنسية. ليس لهم إمام معظم ينتسبون إليه؛ يأخذون كلامه كله، ويدعون ما خالفه إلا رسول الله. فالكتاب حجتهم، والسنة عدتهم، والنبي فئتهم، وإليه نسبتهم.
عندئذ قال عمر -رضي الله عنه-: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- رسولًا، قال: فسُري عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم قال: والذي نفسي بيده، لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، إنكم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين)) وفي رواية: ((أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ -والمتهوك: الذي يقع في كل أمر وقيل: هو المتحير، يعني أمتحيرون فيها يا ابن الخطاب؟- والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، والذي نفسي بيده لو أن موسى -صلى الله عليه وآله وسلم- كان حيًّا ما وسعه إلا أن يتبعني)). وقد استفاد عمر -رضي الله عنه- من هذا الموقف، فضرب رجلًا انتسخ أحد الكتب السابقة، وأمره بمحوه وهذا موسى -عليه السلام- لو قُدِّر وجوده بعد بعثة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ما جاز لأحد متابعته، وترك ما عليه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بل إنني أقول: ما جاز لموسى -عليه السلام- أن يترك متابعة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وقد أخذ الله العهد والميثاق عليه أن يؤمن به إن بعثه الله وهو حي، وبناء على ذلك أقول: كيف يتلقى الناس أمور الديانة إذن عن عقل أو ذوق أو وجد أو نحو ذلك، ويتركون ما نزل على نبي الهدى والرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم؟.
من هم أهل البدع من غير الجائز أن يتم الحكم على أحد المسلمين بأنه مبتدع، إلا بالحالة التي يكون بها قد اتبع أحد أنواع البدع التي تنطوي على مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله الكريم، وكذلك فقد ذكر الشيخ ابن تيمية رحمة الله عليه (والبدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة كبدعة الخروج، والروافض، والقدرية، والمرجئة، فإن عبد الله بن المبارك، ويوسف بن أسباط وغيرهما قالوا: أصول اثنتين وسبعين فرقة هي أربع: الخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة، قيل لابن المبارك: فالجهمية؟ قال: ليست الجهمية من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم). والجهمية هم من يقصد بهم (نفاة الصفات) بمعنى أنهم من يدعون أن القرآن مخلوق، وإنه لا تتم رؤية الله سبحانه تعالى في الآخرة، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتم العروج به إلى الخالق سبحانه، وأن الله لا جل وعلا لا قدرة له، ولا علم، ولا حياة، وما إلى نحو ذلك من أمور الضلال والكفر. كما يدعي ذلك المتفلسفة، والمعتزلة واتباعهم، وفي ذلك قد ذكر عبد الرحمن بن مهدي: أن المبتدعة صنفان، فاحذروهما: الرافضة والجهمية، إذ أن هذان الصنفان شرار أهل البدع، و أصول القديم من البدع خمسة وهي: الإرجاء، إنكار القدر، التجهم، الخروج، والرفض)، والبدعة، وللبدع العديد من الصور إذ أنها قد تتم بإحداث زيادة ليست بالدين ومن ثم جعلها من الدين، مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)، أو أن تكون من خلال حذف ما هو من الدين مثل بدعة من يقوم بإنكار السنة، وقولهم أن حسبهم هو كتاب الله فقط والتي تعد أمثلة على البدع المنتشرة في المجتمع.