-مالك بن مغول، قال: قال عيسى ابن مريم u: " تحببوا إلى الله U ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إليه بالتباعد منهم، والتمسوا مرضاتِه بسخطهم، قالوا: يا روح الله من نجالس؟ قال: جالسوا من يذكركم اللهَ رؤيتُه، ومن يزدْ في عملِكم منطقُه، ومن يرغبْكم في الآخرةِ عملُه ". (شعب الإيمان للبيهقي). -لقمان: " يا بني؛ ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخاً صادقاً؛ فإنما مثله كمثل شجرة، إن جلست في ظلها أظلتك؛ وإن أخذت منها أطعمتك؛ وإن لم تنفعك لم تضرك ". -الفاروق: " ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خيراً من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به ". -الشافعي: " إذا كان لك صديق يعينك على الطاعة فشد يديك به؛ فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهلة ". أحب الصالحين ولست منهم - سيدات الجزائر. أحب الصالحين ولست منهم وأرجو أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي وإن كنا سواء في البضاعة تحب الصالحين وأنت منهم رفيق القوم يلحق بالجماعة وتكره من بضاعته المعاصي حماك الله من تلك البضاعة -أبو حاتم: " العاقل يلزم صحبة الأخيار ويفارق صحبة الأشرار؛ لأن مودَّةَ الأخيار سريعٌ اتصالها، بطيء انقطاعها، ومودَّةُ الأشرار سريع انقطاعها، بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار، تورث سوء الظن بالأخيار، ومن خادَن الأشرار، لم يسلم من الدخول في جملتهم.
الخطبة الثانية: خامسا: ثمرات وفوائد الصحبة الصالحة: 1- الفوز بمحبة الله تعالى: أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ r: " أَنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ U ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ". (مسلم). الحديث القدسي: "وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ؛ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ؛ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ؛ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ". (أحمد وابن حبان والحاكم وصححه). احب الصالحين ولست منهم مكتوبه. 2- الانتفاع بدعائهم بظهر الغيب: -أبي الدرداء: قال r: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ ". (مسلم). -" رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيم ".
صعوبة الانتساب للتطرف مع الدعاية الصاخبة له تجعل الإنسان العادي يقع في التناقض. فمن يردد هذه العبارة من الواضح أنه لا يستطيع أن يلتزم بشروط التطرف المعادي للحياة الطبيعية ولا يجد من يوضح له أن ما تراه في هؤلاء ليس الصلاح ولكن أسلوب حياة. لا يوجد فيه أي ميزة أخلاقية. صاغ المتطرفون أسلوب حياتهم كنموذج وجعلوا ما سواه خطأ خارج الصلاح, فأوقعوا الإنسان العادي في فخ التناقض. جعلوه يحب الصالحين وهو ليس منهم بل جعلوا هذه العبارة المتناقضة الفارغة حكمة تردد. أُحِبُّ الصَّالِحِينَ ولَسْتُ مِنْهُم. الحبُّ… إلى أين يقودني؟! - فضة حامد العنزي. أُحِبُّ الصَّالِحِينَ ولَسْتُ مِنْهُم قال الإمام الشّافعي رحمه الله تعالى: أُحِبُّ الصَّـالِحِينَ وَلَسْتُ منهم *** و أَرْجُو أَنْ أَنـَالَ بِهِمْ شَفَاعَة و أَكْـرَهُ مَـنْ تِجَارَتُهُ المَعـَاصِي *** وَإِنْ كُنَّا سَوَاءً في البِضَاعـَة. فقال له إمام أهل السّنة أحمد بن حنبل رحمه الله: تُحِبُّ الصَّـالِحِينَ وأَنْتَ مِنْهُم *** رَفـِيقُ القَوْمِ يَلْحَقُ بِالْجَمَاعَة وَ تَكْـرَهُ مَنْ بِضـَاعَتُه المَعَاصِي *** حَمَاكَ اللهُ مِنْ تِـلْكَ البِضَاعَة. فردّ الشيخ العلاّمة زيد بن محمد بن هادي المدخلي على الإمام أحمد رحمهما الله فقال: وَ مَا قَالَ الإِمَامُ أَرَاهُ حَقًّا *** وَمَنْ كَالشَّافِعِي عِلْمًا وَطَاعَة وَيَالَيْتَ النِّسَاءَ يَلِدْنَ يَوْمًا *** كَمِثْلِ الشَّافِعِي فِي كُلِّ سَاعَة شُجَاعٌ مَـاجِدٌ حِـبْرٌ كَرِيـمٌ *** عَظِـيمُ الزُّهْدِ حِلْيَتُـهُ القَنـَاعـَة وَفِي شَتَّى العُلُومِ لَهُ اطِّلاَعٌ ***كَذَا الأَخْلاَقُ أُسْوَتُهُ الجَمَاعَة وَيَا رَبَّـاهُ فَارْحَمْنَا جَـمِيعًا *** إِلَــهُ الخَلْقِ وَامْنَحْنَا الشَّفَاعَة.
( متفق عليه). المثال الثاني: عن ابن عباس قال: "كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أهل مكة كلهم، وكان يكثر مجالسة النبي r ويعجبه حديثه، وغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاماً ثم دعا رسول الله r إلى طعامه فقال: ما أنا بالذي آكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله. فقال: أطعم يا ابن أخي. قال: ما أنا بالذي أفعل حتى تقول، فشهد بذلك وطعم من طعامه. فبلغ ذلك أُبي بن خلف فأتاه فقال: أصبوت يا عقبة؟ -وكان خليله- فقال: لا والله ما صبوت. ولكن دخل عليَّ رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل أن يطعم، فشهدت له، فطعم. فقال: ما أنا بالذي أرضى عنك حتى تأتيه فتبصق في وجهه. ففعل عقبة، فقال له رسول الله r: لا ألقاك خارجاً من مكة إلا علوت رأسك بالسيف، فأسر عقبة يوم بدر فقتل صبراً ولم يقتل من الأسرى يومئذ غيره". (الدر المنثور، للسيوطي). وفي ذلك نزل قوله تعالى: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا*يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلا*لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا}.
جليس للتحدث والفتوى وصار مرجعا للناس في ذلك، وجلس للدرس لما بلغ الأربعين سنة وفاة الشافعي، عندما لم يجد أحدا يملؤه. لا يسمح لأحد بالكتابة عنه سوى الحديث، وينهى عن كتابة فتاويه ونقلها، لأنه يرى أن علم الدين هو الكتاب والسنة فهو الذي يكتب، إلا أن تلامذته رووا عنه مجلدات ضخمة قد يهمك: مذهب الحنيفة مشايخ الإمام أحمد بن حنبل مشايخ الإمام أحمد بن حنبل كثر، تجاوز عددهم المائة، جمعهم ابن الجوزي في كتاب " مناقب الإمام أحمد"، منهم: الإمام الشافعي والإمام هشيم بن بشير، ووكيع بن الجراح، ويعقوب ابن إبراهيم ويحيى بن سعيد القطان، وأبو إسحاق الزهري، والمعتمر بن سليمان والوليد بن مسلم وسفيان بن عيينة وابن راهوية وعبد الرزاق بن همام، وابن علية، وابن مهدي وغيرهم كثير. · للإمام أحمد بن حنبل شيخان لم يرهما وكان يسمع مناقبهما ويحاول أن يتأسى بهما بدقة أحدهما سفيان الثوري والثاني عبد الله بن مبارك رضي الله عنهم، يقول الإمام أحمد عن سفيان الثوري: لا يتقدمه في قلبي أحد، وكان يصفه وحده بالإمام دون غيره من العلماء. تلامذة الإمام أحمد بن حنبل نورد لكم هنا أشهر تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل كما يلي: تتلمذ على الإمام أحمد خلق كثير، جلسوا إليه وارتحلوا من مختلف البلدان، ومن أبرز تلامذته: أبو بكر المروذي، وأبو بكر بن الأثرم، والوراق أحمد بن هانئ، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، ومن علماء الحديث روى عنه أبو داوود السجستاني، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وصالح وعبد الله ابنا الإمام أحمد.
الجدير بالذكر أن الولد الذي قتل أبوه، سواء أكان من أجل الورث أم لا، فإنه يحرم من نصيبه في الميراث، ويتم توزيعه على باقي الورثة، وذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عمر بن الخطاب: " ليسَ للقاتلِ ميراثٌ ". 3- حق الزوجة إن كان للمتوفى زوجات أخريات في إطار التعرف على حق الزوجة في مال زوجها المتوفى نجد أنه في حالة إن كان له أكثر من زوجة، فإن ما يسري على واحدة منهن يسر على الجميع، فإن لم يكن له ولد من أي منهن فكل واحدة منهن ربع التركة، أما إن كان له أولاد، فلكل منهن ثمنها، ذلك بعد أن يتم إخراج كافة حقوق الورثة الآخرين.
فالواجب أن تعاشرها بالكلام الطيب، والوجه المنبسط، والسيرة الحميدة، والإنفاق المناسب.. في الفراش وفي غير ذلك، تكون جيدًا في الفراش وفي غيره، بالخلق الحسن، بالكلام الطيب، وانبساط الوجه، وكف الأذى والضرب الذي بغير حق، هكذا يجب على الزوج. حق الزوجة في مال زوجها pdf. وعليها هي أيضًا أن تفعل مثل ذلك الخلق الطيب، والأسلوب الحسن، والكلام الطيب، والسيرة الحميدة، والسمع والطاعة لك في المعروف، هذا هو الواجب عليكما جميعًا، ومالها لها، ومالك لك، إلا إذا طبت نفسًا لها بشيء، أو طابت نفسها بشيء لك؛ فالأمر واسع والحمد لله، وإذا كانت لم تشرط عليك أنها تعمل فأنت بالخيار، إما أن تسمح لها، وراتبها لها، وإما أن تمنعها من العمل، وتبقى في البيت والحمد لله، أما إذا كان مشروطًا عليك أنها تعمل فالمسلمون على شروطهم، ويجب عليك أن تمكنها من شرطها لقول النبي ﷺ: إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج متفق على صحته. فالواجب عليك تمكينها من أداء وظيفتها من تدريس وغيره كما شرط عليك ومالها لها إلا أن تسمح لك بشيء منه أو بكله وهي رشيدة فلا بأس عليك، والحمد لله لكن من دون إكراه، من دون ظلم لها وإيذاء لها إذا سمحت من دون إكراه ومن دون أذى فلا بأس والحمد لله.
[١٠] الاستمتاع بالزوجة ماذا يترتب على المرأة في حال تركها فراش الزوج؟ جعل الله تعالى الاستمتاع بالزوجة من حقوق الزوج التي استحقها في العقد عليها، وذلك لأن الزوج استحق ذلك مقابل المهر الذي يقدمه لها وهو العوض للمرأة عن تسليمها نفسها لزوجها وتمكينه منها، ويجب على المرأة طاعة زوجها ومسايرته عند رغبته بها؛ إلا إذا كان عند الزوجة أحد الموانع الشرعية لذلك كالحيض والنفاس ، أو في حال وجود موانع نفسية لديها كمرضها أو عدم قدرتها على ذلك. [١١] وبطاعة الزوجة لزوجها بالمعروف تنال الأجر والثواب من الله تعالى، ولها كذلك من الإثم أيضًا في مخالفتها له ورفضها فراشه، حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ" ، [١٢] ولا شك أن هناك قيودًا ومحرمات وضعها الشارع لتقييد هذه الطاعة فينبغي عدم تجاوزهذه القيود ومن ذلك تحريم وطء الزوجة في أوقات مخصوصة ومحل مخصوص. [١١] كما يجب على الزوجة أن لا تُخرج أسرار بيتها ولا تفشيها وخاصةً أسرار الفراش، فيجب عليها كتمانها وعدم التهاون بذلك؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد نهى عن ذلك حيث روت أسماءَ بنتِ يزيدَ رضي الله عنها: "أنَّها كانَت عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، والرِّجالُ والنِّساءُ قُعودٌ، فقالَ: لعلَّ رجُلًا يقولُ ما يفعَلُ بأَهْلِهِ، ولعلَّ امرأةً تخبِرُ بما فعلَت معَ زَوجِها؟!