ولكنه سجن الله سجّين.. كتابٌ مرقوم.. موضح للكافرين وكل نفس بما كسبت رهينة في عملها، فيحاسب عليه حساباً عسيراً فيدعوا ثبوراً، أو حساباً يسيراً فينقلب إلى أهله مسروراً. فلا يُحمّل الله نفساً ذنبَ نفسٍ أخرى، ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً، وقد خاب من حمل ظُلماً، وساء يوم القيامة حملاً، ووُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ. الباحث القرآني. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:70] وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.. الإمام ناصر محمد اليماني. ـــــــــــــــــــــــ التنقل بين المواضيع
حدثنا محمد بن بشار ، قال: ثنا مؤمل ، قال: ثنا سفيان ، عن عثمان أبي اليقظان ، عن زاذان أبي عمر عن علي رضي الله عنه في قوله: ( كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين) قال: أطفال المسلمين. نسيم الشام › خطبة الدكتور توفيق: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان ، عن زاذان أبي عمر ، عن علي رضي الله عنه ( إلا أصحاب اليمين) قال: أولاد المسلمين. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي اليقظان ، عن زاذان ، عن علي رضي الله عنه ( إلا أصحاب اليمين) قال: هم الولدان. وقال آخرون: هم الملائكة. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا وكيع ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، [ ص: 37] عن ابن عباس ، قال: هم الملائكة ، وإنما قال من قال: أصحاب اليمين في هذا الموضع: هم الولدان وأطفال المسلمين; ومن قال: هم الملائكة ، لأن هؤلاء لم يكن لهم ذنوب ، وقالوا: لم يكونوا ليسألوا المجرمين ( ما سلككم في سقر) إلا أنهم لم يقترفوا في الدنيا مآثم ، ولو كانوا اقترفوها وعرفوها لم يكونوا ليسألوهم عما سلكهم في سقر ، لأن كل من دخل من بني آدم ممن بلغ حد التكليف ، ولزمه فرض الأمر والنهي ، قد علم أن أحدا لا يعاقب إلا على المعصية.
نحن من المصلين، وممن يطعم المسكين ؟ وسوف أقبل هذا الجواب، وأعتبر أننا من المصلين، رغم أن هذه الصلاة وهذا الإطعام قد تحول إلى عادة. سأقبل الصورة دون أن أفتش عن حقيقتها. ولكن: هل نحن ممن يخوض مع الخائضين ؟ وهل نحن ممن يكذب بيوم الدين ؟ من أجل أن نعرف فيما إذا كنا نخوض مع الخائضين أم لا يجب أن نعرف ما هو الخوض ؟ الخوض له ثلاثة معالم: أ: أن تقعد مع الناس من غير هدف محدد ولا غاية مشروعة. ب: أن تبدأ حديثاً عن موضوع لا تعلم عنه ما يكفي للحديث فيه. ج: أن تتهم بناءً على هذا الموضوع الذي لا تعرف عنه، وأن تصنف الناس بناء على تخمينات ووهم. بناء على ما سبق: هل نحن ممن يخوض مع الخائضين ؟ أظن أن الجواب سيكون: نعم. ما أكثر ما يدعو بعضنا بعضاً دون غاية مشروعة. وما أكثر ما نتداول في مجالسنا مواضيع لا نعرف عنها شيئاً. ومن دخل النهر دون أن يعرف السباحة يسمى خائضاً. تفسير كل نفس بما كسبت رهينة. وما أكثر وَلَعَنا بتصنيف الناس من غير دراية ولا تمحيص ولا معرفة بحقيقة الأسس والمعايير التي ينبغي أن يكون التصنيف على أساسها. ألا نسمع يومياً قائلاً يقول: ما رأيك بفلان أو فلان ؟ فيبادر المسؤول ليجيب فوراً: إنه كذا وكذا ؟ على أي أساسٍ وضعت رأيك هذا يا أخي، وعلى أي أساس تبادر إلى التصنيف ؟ قول الزور وشهادة الزور لا يقتصران على المحكمة فقط، بل يمتد نطاقهما إلى كافة نواحي الحياة.
كل عام وكل رمضان وأنتم بخير. لطيفة اليوم في أمرين اثنين: الأمر الأول: أذكركم أولاً بالقرآن الكريم، أذكركم بواجبنا تجاه القرآن المرة تلو المرة، وقد حددنا هذا الواجب بأنه ثلاثة أمور هي: التلاوة والقراءة والتدبر، وأعيد التأكيد علينا جميعاً، وخاصة الشباب: الذكور منهم والإناث... أقول لهم: اجعلوا لأنفسكم ورداً يومياً من القرآن الكريم، اقرؤوا منه صفحةً كل يوم، أو نصف صفحة. ولا تتركوه أبداً. لقد سمعت منذ أن كنت في السابعة قولاً ينسب إلى الشافعي رحمه الله يقول فيه: "من قرأ القرآن الكريم رقَّ طبعه، ومن قرأ الحديث قويت حجته، ومن قرأ العربية استقام لسانه". ونحن بحاجة إلى تقويم اللسان وتزكية القلب وترقيق الطباع. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٩٦. ألسنا بحاجة إلى ذلك ؟ أليست قلوبنا بحاجة إلى تزكية ؟ أليست طباعنا بحاجة إلى رقة ؟ أليست ألسنتنا بحاجة إلى تقويم ؟ بلى. إنها بحاجة إلى ذلك. إذن ماذا نفعل ؟ علينا أن نقرأ القرآن. سأظل أذكر نفسي وإياكم بالقرآن الكريم تلاوةً وقراءةً وتدبراً، وسأظل أدعو إلى ذلك دائماً. الثاني: وأنا أقرأ اليوم في القرآن الكريم مررت على قوله تعالى في سورة المدثر: ﴿كلُّ نفس بما كسبت رهينة* إلا أصحابَ اليمين* في جناتٍ يتساءلون* عن المجرمين* ما سلككم في سقر* قالوا لم نكُ من المصلين* ولم نكُ نطعم المسكين* وكنا نخوض مع الخائضين* وكنا نكذّب بيوم الدين* حتى أتانا اليقين﴾ المدثر: 38-47.
وقوله: ( في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر) يقول: أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الذين سلكوا في سقر ، أي شيء سلككم في سقر ؟ ( قالوا لم نك من المصلين) يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدنيا من المصلين لله ( ولم نك نطعم المسكين) بخلا بما خولهم الله ، ومنعا له من حقه. ( وكنا نخوض مع الخائضين) يقول: وكنا نخوض في الباطل وفيما يكرهه الله مع من يخوض فيه. كما حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( وكنا نخوض مع الخائضين) قال: كلما غوى غاو غوي معه. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة قوله: ( وكنا نخوض مع الخائضين) قال: يقولون: كلما غوى غاو غوينا معه. 20-10-2018, 03:58 PM المشاركه # 2 تاريخ التسجيل: May 2016 المشاركات: 14, 785 اللهم تب علينا وارحمنا إنك أنت التواب الرحيم // جزاك الله خيراً يا خالد 20-10-2018, 06:47 PM المشاركه # 3 تاريخ التسجيل: Jan 2014 المشاركات: 13, 715 24-10-2018, 09:37 PM المشاركه # 4 تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 17, 127 استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
ج- رواه زيد بن الحباب ثني كثير بن زيد ثني المغيرة بن سعيد بن نوفل عن شداد بنحوه مرفوعاً. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 296) ومن طريقه: الطبراني في ((الكبير)) (7/ رقم: 7189)، وفي ((الدعاء)) (315)، والفريابي في ((الذكر)) كما في ((النكت الظراف)) (4/ 145)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/ 341). قلت: وكثير بن زيد: صدوق فيه لين. انظر: ((التاريخ الكبير)) (7/ 216)، و((الجرح والتعديل)) (7/ 150)، و((الثقات)) (7/ 354)، و((تهذيب التهذيب)) (6/ 551). 2- جارية بن هرم عن إسحاق بن سويد عن العلاء بن زياد عن شداد بن أوس بنحوه، مرفوعاً. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (7/ رقم: 7185)، وفي ((الأوسط)) (4557)، وفي ((الدعاء)) (314). قلت: في إسناده جارية بن هرم ، قال ابن عدي: أحاديثه كلها مما لا يتابعه الثقات عليها. ((الكامل)) (2/ 174)، و((التاريخ الكبير)) (2/ 238)، و((الجرح والتعديل)) (2/ 520)، و((الثقات)) (8/ 165)، و((الضعفاء الكبير)) (1/ 203)، و((الميزان) (1/ 385)، و((اللسان)) (2/ 91). [1] أبوء: أقر وأعترف. شرح معاني دعاء سيد الاستغفار - طريق الإسلام. انظر: ((فتح الباري)) (11/ 103)، و((معالم السنن)) للخطابي (4/ 134، 135)، و((شرح السنة)) للبغوي (5/ 95)، و((الترغيب والترهيب)) للمنذري (1/ 304)، و((النهاية)) (1/ 159).
هذا الحديث شرحه ابن تيمية رحمه الله ضمن مجموعة من رسائله، فقال: في قوله عليه السلام: « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ». قد اشتمل هذا الحديث من المعارف الجليلة ما استحق لأجلها أن يكون سيد الاستغفار، فإنه صدَّرَه باعترافِ العبدِ بربوبية الله، ثم ثنَّاها بتوحيد الإلهية بقوله: « لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ »، ثمَّ ذكر اعترافَه بأن الله هو الذي خلقَه وأوجدَه ولم يكن شيئًا، فهو حقيقٌ بأن يتولَّى تمامَ الإحسان إليه بمغفرةِ ذنوبه، كما ابتدأ الإحسانَ إليه بخلقه. ثمَّ قال: « وَأَنَا عَبْدُكَ »، اعترفَ له بالعبودية، فإن الله تعالى خلقَ ابنَ آدم لنفسه ولعبادتِه؛ كما جاء في بعض الآثار: « يقول اللَّهُ تعالى: ابنَ آدم! خلَقتك لنفسي، وخلقتُ كل شيء لأجلِك، فبحقي عليك لا تشتغلْ بما خَلقتُه لك عما خلقتك له ». وفي أثرٍ آخر: « ابنَ آدمَ! شرح حديث سيد الاستغفار. خلقتك لعبادتي فلا تلعبْ، وتكفَّلتُ لك برزقِك فلا تَتْعَبْ. ابنَ آدم! اطلُبني تجدْني، فإن وَجدتَني وَجدتَ كل شيء، وإن فُتُّكَ فَاتَكَ كل شيء، وأنا أحبُّ إليك من كل شيء » [2]. فالعبد إذا خَرَج عما خلقه الله له من طاعتِه ومعرفتِه ومحبتِه والإنابةِ إليه والتوكُلِ عليه، فقد أبقَ من سيِّدِه، فإذا تاب إليه ورَجَع إليه فقد راجعَ ما يُحِبه الله منه، فيفرح الله بهذه المراجعة.
2-وردت صيغ متعددة وألفاظ نبوية شريفة للاستغفار، وهذا الحديث الذي معنا هو سيدها، فينبغي الحرص عليه والإكثار منه. 3- ينبغي للعبد أن يعترف بذنوبه وتقصيره بينه وبين ربه، فذلك من أسباب رحمة الله وتوبته عليه. 4- فضل الاستغفار والمداومة عليه لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ». والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..... [1] برقم 6306. [2] هذا الأثر ليس له أصل في كتب السنة النبوية، قال عنه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هذا الحديث غير صحيح، فتاوى الشيخ الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة (3/63)، والذي يظهر أن هذا الحديث من الإسرائيليات. [3] أخرجه البخاري (6308)، ومسلم (2744) عن ابن مسعود. [4] صحيح البخاري (38)، وصحيح مسلم (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [5] برقم (771) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [6] جامع المسائل لابن تيمية رحمه الله المجموعة الأولى ص 159-162.
_____________________________________________________ الكاتب: د. أمين بن عبدالله الشقاوي... طريق الاسلام