ومع هذه الفضائل والخيرات والأجور فإنه حتى مع نية الصيام والخلو من الموانع " رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ " [رواه ابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع، وصحيح الترغيب والترهيب]؛ لأنه خالط صيامه بما يضاده من لغوٍ ولهوٍ، وضياعِ الأوقاتِ، وفعلِ سوءٍ، وقولٍ باطلٍ، خاب وخسر " وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ " [رواه الترمذي في جامعه والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني في صحيح الجامع، والمشكاة]. أيها الأحبة: إن العبد المؤمن الحريص على نفحات ربه في شهر رمضان، يكثر من دعاء الله تعالى قبل رمضان أن يُبَلِّغَه الشَّهرَ، وهو في صحة وقوة وعافية، وسلامة وسلام، وأمن وأمان، فإنه كان أناس يُأمِّلون أن يصوموا شهرهم، لكن قَعَدَ بهم عُذْرٌ من الأعذار الشرعية فما استطاعوا الصيام، وآخرون قطعت الآجال عليهم أمانيهم. خطبة كاملة عن وداع شهر رمضان مكتوبة - جريدة الساعة. وإخوة لنا من حولنا يصومون في العراء لما أصابهم من البلاء، وآخرون يصومون في خوف وذعرٍ واضطراب الأمن. واحمد الله على امتنانه إذا بلَّغَك الله شهر رمضان، وأكثر من دعائه -سبحانه- أن يُتِمَّ عليك النِّعْمَة بتمامه، وبالتوفيق للإحسان في صيامه قيامه.
[٨] ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، [٩] فاحرصوا عباد الله على إصابة وتحقيق أسباب المغفرة التي أكرمنا الله بها في هذا الشهر الكريم، والمحروم حقاً من حرم هذه الفضائل. ومن فضائل شهر رمضان المبارك قبول الدعاء واستجابته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصَّائمُ حتَّى يُفطِرَ، والإمامُ العَدلُ ودعوةُ المظلومِ)، [١٠] فالصائم تستجاب دعوته ما دام في صومه، وكل هذا الوقت من كريم عطاء الله على عباده أن فتح لهم أبواب السماء. خطبة عن رمضان مكتوبة. ما أروعك يا رمضان وما أجملك! ، إن رمضان محطة إيمانية عظيمة لمن أراد أن يتعرض لنفحات الله، ومن كريم فضائل هذه الشهر المبارك أن لله فيه عتقاء في كل ليلة من لياليه الحسان، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ). [١١] ومن فضائل رمضان أن جعل الله للصائمين في الجنة باباً خاصاً بهم، لا يدخله إلا من كان من أهل الصيام وهو باب الريان، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ).
وأكثِر -أيها الصائم- من سؤالِه العَوْنَ على أداءِ العبادةِ بإتقان مع الإخلاص، فإن العبد ضعيف بغير عَوْنِ الله، والاستعانة به -جل وعلا- في كلِّ شيء عبادة تحتاج إلى إخلاصٍ وإقبالٍ إليه. ثم ادعُ الله إذا مضى الشهر أن يتقَبَلَ ما كان فيه من صيام وقيام وصالح الأعمال، وأن يتجاوز عما كان فيه من الخَلَلٍ أو الخطأ والزلل، وأن لا يجعلنا من الخاسرين. خطبة عن (شهر رمضان نعمة) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. فهذا دأب الصالحين، يقدِّمون الأعمال الصالحة، ويتحرون صِحَّتها وسلامتها من الخلل والنقص، ومع ذلك هم على وَجَلٍ، يخافون أن لا يتقبلها الله منهم، ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: 60]. أيها الصوَّام: على الصائم الحريص على خيرات الله في شهر رمضان أن يستغل أوقات رمضان في مرضاة ربه، فلا يضيع ثانية ولا جزءًا منها لم يستثمره في طاعة ربه، فهو بين صلاةٍ وذكرٍ، وتلاوةِ للقرآنِ وتدبرِهِ، وصدقةٍ وبِرٍّ وإحسان، وصلاةِ القيامِ، فـقد جاء عن الحبيب -عليه الصلاة والسلام-: " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى ينْصَرف حُسِبَ لَهُ قيام اللَّيْلَة " [رواه أصحاب السنن وأحمد وغيرهم]. وإنَّ الصائم الحريص على مغفرة ربِّه في شهر رمضان أن يجتنب اللغو والرفث، والخصام والجدال، كما أوصاه حبيبه -عليه الصلاة والسلام- إذ قال: ".. وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائمٌ ،.. " [متفق عليه].
ا لخطبة الأولى ( شهر رمضان نعمة) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. خطبة جمعة عن فضل رمضان - موضوع. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) البقرة 185.
فمن ختم له بصيام ـ أي: مات وهو صائم ـ أدخله الله الجنة بشرط أن يكون هذا الصيام لله تعالى مريدًا به وجهه عز وجل، وفي الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِى ، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ). وفي تأويل هذا الكلام للعلماء فيه أقوال، مع أن الأعمال كلها لله وهو الذي يجزي بها، ولعل أقواها أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره عمومًا، قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه: "قد علمنا أن أعمال البر كلها لله، وهو الذي يجزي بها، فنرى أنه إنما خص الصيام لأنه ليس يظهر من ابن آدم بفعله، وإنما هو شيء في القلب". خطبة عن رمضان. وهذا يظهر من خلال قوله: (( يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِى)). قال الحافظ: "قد يفهم من هذا الحصر التنبيه على الجهة التي بها يستحق الصائم ذلك، وهو الإخلاص الخاص به، حتى لو كان ترك المذكورات لعرض آخر كالتخمة لا يحصل للصائم الفضل المذكور"، ثم قال: "وقد يدخل الرياء بالقول كمن يصوم ثم يخبر بأنه صائم، فدخول الرياء يكون بالقول، أما بقية الأعمال فإن الرياء قد يدخلها بمجرد الفعل".
إذا دخل رمضان أقبلت القلوب على ربها، وعملت الجوارح بطاعته، واشتغل الناس بعبادته، وعرفت الفرحة طريقها إلى أفئدة جميع المؤمنين بلا استثناء... خطبة جمعة عن رمضان. نعم؛ الجميع يحتفي بشهر رمضان، لكنك لن تجد أبدًا أجيالًا احتفت ولا اهتمت ولا أحسنت استغلال شهر الخير كجيل الصحابة الأطهار وجيل التابعين الأبرار ومن تبعهم بإحسان من الفاضلين الأخيار. فما عاش أحد شهر رمضان كما عاشه سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم-، لقد كان رمضان لهم جنة قبل الجنة، وكوثرًا في الدنيا قبل كوثر الآخرة، ينهلون منه نهلًا، ويغتنمون منه الغنائم، ويتفرغون فيه من جميع شواغلهم لعبادة الله -عز وجل- وطلب قربه... لقد كان شهر رمضان لهم موسمًا لليقظة والحزم والعزم، يجدِّون فيه السير إلى الآخرة، ويكثرون فيه من التزود بزاد ينفعهم إذا ما لقوا ربهم، يجددون فيه العهد والقلب، ويشحذون فيه العزائم... ولا أدري حين أتكلم عن حالهم مع ربهم في رمضان بأي شيء أبدأ؟ وإن بدأت فبأي كلمات أصف حالهم؟ وإن وصفت، فما عسى أن تبلغ كلماتي من عجيب وعظيم شأنهم؟!... لكنها ألفاظ قليلة، وجولة سريعة، وتطوافة قصيرة، هي جهد المقل، فعساها أن تنقل إلينا ولو طرف لمحة من حالهم، فيبعثنا ذلك على الاقتداء بهم.
( التفسير الميسر) بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
مختارات مختارة 'يآ أيها الذين آمنوا توبوا إلي الله توبةً نصوحا' - ناصر القطامي تراويح 1439 - YouTube
كم من عبد كان من إخوان الشياطين فمن الله عليه بتوبة محت عنه ما سلف فصار صواماً قواماً قانتاً لله ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه. أيها المؤمنون من تدنس بشيء من قذر المعاصي فليبادر بغسله بماء التوبة والاستغفار؛ فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. جاء في الصحيحين أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا – وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا – فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ – وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ – فَاغْفِرْ لِى فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِى. ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ – أَوْ أَصَبْتُ – آخَرَ فَاغْفِرْهُ. مختارات مختارة 'يآ أيها الذين آمنوا توبوا إلي الله توبةً نصوحا' - ناصر القطامي تراويح 1439 - YouTube. فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِى ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا – وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا – قَالَ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ – أَوْ أَذْنَبْتُ – آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِى. فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِى – ثَلاَثًا – فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ ») ، يعني مادام على هذه الحال كلما أذنب ذنباً استغفر منه غير مُصر.
وإن كان أضر بواحد من المسلمين وذلك الواحد لا يشعر به أو لا يدري من أين أتي ، فإنه يزيل ذلك الضرر عنه ، ثم يسأله أن يعفو عنه ويستغفر له ، فإذا عفا عنه فقد سقط الذنب عنه. وإن أرسل من يسأل ذلك له ، فعفا ذلك المظلوم عن ظالمه - عرفه بعينه أو لم يعرفه - فذلك صحيح. وإن أساء رجل إلى رجل بأن فزعه بغير حق ، أو غمه أو لطمه ، أو صفعه بغير حق ، أو ضربه بسوط فآلمه ، ثم جاءه مستعفيا نادما على ما كان منه ، عازما على ألا يعود ، فلم يزل يتذلل له حتى طابت نفسه فعفا عنه ، سقط عنه ذلك الذنب. وهكذا إن كان شانه بشتم لا حد فيه. قوله تعالى: عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم عسى من الله واجبة. توبوا إلى الله توبة نصوحا. وهو معنى قوله عليه السلام: " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ". و " أن " في موضع رفع اسم عسى. قوله تعالى: " ويدخلكم " معطوف على " يكفر ". وقرأ ابن أبي عبلة " ويدخلكم " مجزوما عطفا على محل عسى أن يكفر. كأنه قيل: توبوا يوجب تكفير سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار. يوم لا يخزي الله النبي العامل في " يوم ": يدخلكم أو فعل مضمر. ومعنى " يخزي " هنا يعذب ، أي لا يعذبه ولا يعذب الذين آمنوا معه. نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم تقدم في سورة " الحديد ".
وقراءة العامة نصوحا بفتح النون ، على نعت التوبة ، مثل امرأة صبور ، أي توبة بالغة في النصح. وقرأ الحسن وخارجة وأبو بكر عن عاصم بالضم; وتأويله على هذه القراءة: توبة نصح لأنفسكم. وقيل: يجوز أن يكون نصوحا ، جمع نصح ، وأن يكون مصدرا ، يقال: نصح نصاحة ونصوحا. وقد يتفق فعالة وفعول في المصادر ، نحو الذهاب والذهوب. وقال المبرد: أراد توبة ذات نصح ، يقال: نصحت نصحا ونصاحة ونصوحا. الثانية: في الأشياء التي يتاب منها وكيف التوبة منها. قال العلماء: الذنب الذي تكون منه التوبة لا يخلو ، إما أن يكون حقا لله أو للآدميين. فإن كان حقا لله كترك صلاة فإن التوبة لا تصح منه حتى ينضم إلى الندم قضاء ما فات منها. وهكذا إن كان ترك صوم أو تفريطا في الزكاة. وإن كان ذلك قتل نفس بغير حق فأن يمكن من القصاص إن كان عليه وكان مطلوبا به. « يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا » من روائع الشيخ عبد الباسط رحمه الله - YouTube. وإن كان قذفا يوجب الحد فيبذل ظهره للجلد إن كان مطلوبا به. فإن عفي عنه كفاه الندم والعزم على ترك العود بالإخلاص. وكذلك إن عفي عنه في القتل بمال فعليه أن يؤديه إن كان واجدا له ، قال الله تعالى: فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان. وإن كان ذلك حدا من حدود الله كائنا ما كان فإنه إذا تاب إلى الله تعالى بالندم الصحيح سقط عنه.
ولقد كان رسول الله وهو من هو مكانة ومنزلة عند ربه وطاعة وتقربا إلى مولاه سبحانه كان يتوب في اليوم ويستغفر الله أكثر من سبعين مرة إذ يروي البخاري ( قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « وَاللَّهِ إِنِّى لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِى الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً » ، فما بالنا اليوم ونحن في زمن الفتن لا نتوب ولا تخبت قلوبنا لخالقها وتهتدي. قال بلال بن سعد: (لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة من عصيت ، وقد أوجب الله التوبة على أنواع هذه الأمة: السابقِ منها إلى الخيرات، والمقتصِد في الطاعات، والظالمِ لنفسه بالمحرمات، فقال تعالى: (وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وقال تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ [هود:3]، وروى مسلم من حديث الأعز المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّى أَتُوبُ فِى الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ». والتوبة من مقتضيات النقص البشري، ومن لوازم التقصير الإنساني، فالمكلَّف لا ينفك من تقصير في طاعة، أو سهو وغفلة، أو خطأ ونسيان، أو ذنب وخطيئة، ولذلك جاء: ((عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ». ))