أ. هـ. وأما قوله تعالى: { وهو معكم أينما كنتم} فإن الإمام أحمد لم يتأولها، وإنما فسرها ببعض لوازمها، وهو العلم رداً على الجهمية، الذين فسروها بخلاف المراد بها، حيث زعموا أنها تقتضي كون الله تعالى في كل مكان بذاته -تعالى الله عن قولهم- فبين رحمه الله تعالى أن المعية هنا بمعنى الإحاطة بالخلق التي من جملتها العلم بهم، وذلك أن المعية لا تقتضي الحلول والاختلاط بل هي في كل موضع بحسبه، ولهذا يقال: "سقاني لبناً معه ماء"، ويقال: "صليت مع الجماعة"، ويقال: "فلان معه زوجته".
وفي ص 44 ج 3 من المجموع المذكور: "صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة الله ولا نفس يمينه، لأنه قال: "يمين الله في الأرض" فقيده في الأرض ولم يطلق فيقل: يمين الله، وحكم اللفظ المقيد يخالف المطلق. وقال: "فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه"، ومعلوم أن المشبه غير المشبه به". الجوزو: أهل السنة في لبنان منقسمون على أنفسهم | LebanonFiles. قلت: وعلى هذا فلا يكون الحديث من صفات الله تعالى التي أولت إلى معنى يخالف الظاهر فلا تأويل فيه أصلاً. وأما قولهم: إن هناك مدرستين: إحداهما مدرسة ابن تيمية فيقال: نسبة هذه المدرسة إلى ابن تيمية توهم أنه لم يُسبق إليها، وهذا خطأ فإن ما ذهب إليه ابن تيمية هو ما كان عليه السلف الصالح وأئمة الأمة، فليس هو الذي أحدث هذه المدرسة كما يوهمه قول القائل الذي يريد أن يقلل من شأنها، والله المستعان. وأما موقفنا من العلماء المؤولين فنقول: من عُرف منهم بحسن النية وكان لهم قدم صدق في الدين، واتباع السنة فهو معذور بتأويله السائغ، ولكن عذره في ذلك لا يمنع من تخطئة طريقته المخالفة لما كان عليه السلف الصالح من إجراء النصوص على ظاهرها، واعتقاد ما دل عليه ذلك الظاهر من غير تكييف، ولا تمثيل، فإنه يجب التفريق بين حكم القول وقائله، والفعل وفاعله، فالقول الخطأ إذا كان صادراً عن اجتهاد وحسن قصد لا يذم عليه قائله، بل يكون له أجر على اجتهاده، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " (متفق عليه).
ولقد كان الطيب واحدًا من أبرز المشاركين في مؤتمر الشيشان، بالإضافة إلى مفتي مصر السابق علي جمعة، والمفتين الحاليين في مصر وسوريا. وتضمّن البيان الختامي لمؤتمر الشيشان إدانة مباشرة للتطرف وللممارسات "التكفيرية" التي تعتبر أن بعض التقاليد الإسلامية خارجة عن الإسلام. إلا أن البيان ذهب إلى أبعد من ذلك إلى حد إعادة تعريف أهل السنة بطريقة تضمنت التقاليد الدينية الماتريدية والأشعرية. وشمل التعريف أيضًا مدارس الفقه الإسلامي الشرعية الأربعة والتقاليد الصوفية الباطنية، لكنه أغفل بشكل فاضح عن ذكر التقليد السلفي الذي يتمثل بقراءة حرفية أكثر للحديث النبوي. كما أطلق البيان دعوة لتفعيل صلاحيات المؤسسات التاريخية للتعليم الإسلامي ودورها، ولاسيما الجامع الأزهر، وإلى زيادة التعاون في ما بينها ومع مؤسسات وشعوب في روسيا وجمهورية الشيشان. المطلب الثاني: معنى أهل السنة - موسوعة الفرق - الدرر السنية. ويعكس المؤتمر، وهكذا اعتبره الكثيرون، تعبيرًا ملموسًا عن المحور الإماراتي المصري الروسي الجديد الذي يهدف إلى تحييد الإسلام السياسي ومواجهة التطرف الإسلامي وإلى دعم التقاليد السنية الأكثر اعتدالًا. ومع ذلك، كان لا بدّ للقرار الجريء الذي قضى بعقد مؤتمر في الجمهورية الروسية يعرّف الإسلام السني بطريقة رافضة للتقاليد السلفية الأكثر حرفية وللمؤسسات السعودية للتعليم الإسلامي، أن يثير ردود فعل.
وقد سبق أن هذا ليس بمتعين في كل حال. هذا بالنسبة لما نقل عن الإمام أحمد في تأويل هذه النصوص الثلاثة. أما بالنظر لها من حيث هي فقد تقدم قريباً أنه لا تأويل في الآية الكريمة إذا فسرها مفسر بالعلم، لأنه تفسير لها ببعض مقتضياتها لا تقل لها عن المعنى الذي تقتضيه. وأما حديث: " إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء " فقد رواه مسلم في صحيحه في كتاب القدر في الباب الثالث منه رقم 17 ص 2045، وليس فيه تأويل عند أهل السنة والجماعة حيث يؤمنون بما دل عليه من إثبات الأصابع لله تعالى على الوجه اللائق به، ولا يلزم من كون قلوبنا بين أصبعين منها أن تماس القلب ، فإن السحاب مسخر بين السماء والأرض ولا يمس السماء ولا الأرض، فكذلك قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ولا يستلزم ذلك المماسة. وأما حديث: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض "، فقد قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ص 397 ج 6 من مجموع ابن قاسم: "قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس، قال: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه".
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد: فأهل السنة هم الذين يقتدون برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، الذين يصدق عليهم قول الله عز وجل: " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا" [ الأحزاب: 36]. ويمتثلون قوله عز وجل: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ " [ الممتحنة: 6]. وقوله: " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " [ النساء: 65]. أما أئمة أهل السنة فهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، والتابعون كسعيد بن المسيب ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن مسلم الزهري ، وتابع التابعين كسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، ومالك ابن أنس ، وأتباع التابعين كالإمام الشافعي ، والإمام أحمد ، وهكذا الإمام البخاري رحمه الله تعالى ، فهؤلاء يعتبرون أئمتنا وقدوتنا رحمهم الله تعالى.
قال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح: "جميع الذين يهتمون بالشأن اللبناني داخليا وخارجيا، ليس لديهم إلا سؤال واحد، لماذا تخلف أهل السنة في لبنان عن دورهم الحضاري والتاريخي والوطني الى درجة جعلت الناس من حولهم يتساءلون لماذا أصبح السنة ضعافا لا يكاد يعبأ بهم أحد، لا من العرب ولا من العجم؟". أضاف: "العلماء وهم أكثر الناس مسؤولية أمام الله وأمام الجميع، يتخاصمون ويتنافسون"، وقال: "باختصار شديد، نحن متفرقون ومنقسمون ومختلفون، ويحقد بعضنا على بعض، فكيف نقود الأمة ونحن على هذه الصورة، ولقد ضجت السفارات من الشائعات والأقوال التي تمس جميع المسؤولين منا دون استثناء". وتابع: "على وجه الإجمال، أهل السنة في لبنان، منقسمون على أنفسهم، سياسيا ودينيا واجتماعيا واخلاقيا، هذا بيروتي وذاك طرابلسي وآخر صيداوي، وثالث إقليمي، أي من إقليم الخروب، الى آخر السلسلة، ولا يلتقون أبدا". وختم: "أمراضنا كثيرة ويصعب علاجها، وقد تركت بصماتها على الحالة العامة، فكان التخلف وكان الضياع والضعف والانهيار".
وبالتالي، تناولت "الصحوة"، وهي عبارة عن شبكات سياسية إسلامية مرتبطة بالنهج السلفي المنبثق عن تيار الإخوان المسلمون، مؤتمر الشيشان باهتمام كبير خوفًا من أن تفقد نفوذها. ولكن وفيما كانت ردود الفعل السعودية بمعظمها معادية بالفعل لمؤتمر الشيشان، أفسح النقاش المجال أمام بعض الإصلاحيين ليتبنوا توصيات مؤتمر الشيشان، وللتشكيك في حصيلة عقود من تعزيز التعصب السلفي في المملكة. وفي مقال نُشر على نطاق واسع ، أيّد الليبرالي السعودي البارز أحمد عدنان توصيات المؤتمر ووافق على الفرضية التي تعتبر أن على السنة النأي بأنفسهم عن التيار السلفي. وحتى أن إدانة هيئة كبار العلماء السعودية لمؤتمر الشيشان كانت ملفتة للإنتباه. ففيما انتقدت استبعاد البيان الختامي للمؤتمر وإجراءاته للفكر السلفي وعلمائه، دعت إلى القضاء على الانقسامات وإلى قبول الآخرين: وهي سمة مخالفة للمعتقدات والممارسات السلفية، ومفارقة لم تغب عن الليبراليين السعوديين. وفي الوقت عينه، دفع الضغط الذي مارسه المسؤولون الدينيون السعوديون ولربما الناشطون السلفيون المصريون أيضًا المسؤولين في الجامع الأزهر إلى النأي بأنفسهم عن المؤتمر. وفي المقابلات، شدّدوا على أن مشاركة الأزهر في غروزني اقتصرت على الخطاب الافتتاحي الذي ألقاه الطيب.
خلال عقد السبعينات، انغمست المملكة العربية السعودية، على نحو لا سابق له، في سلسلة من القضايا الدولية: التنافس بين القوى العظمى، وتصاعد أسعار النفط، والحروب والمفاوضات العربية-الإسرائيلية، والنزاعات الداخلية العربية، وعدم الاستقرار في أسواق النقد الدولية، وعواقب الثورة الإيرانية، ومساعدة العديد من بلدان العالم الثالث. وهكذا يتقاطر رؤساء ورؤساء حكومات الدول على الرياض، بأرقام قياسية، كما هو الحال بالنسبة لأصحاب المصارف ورجال الأعمال. وفاة الشاعر والأديب السعودي علي الدميني إثر معاناة مع المرض. لقد كان النفط العامل الرئيسي وراء انغماس السعودية في القضايا لدولية، فامتلاكها لأكبر احتياطي معروف من النفط في العالم، وقدرتها على إنتاجه بأقل كلفة ممكنة، مكنها من الحصول على دخل ناهز الـ 225 مليار دولار خلال عقد السبعينات، وارتفع دخل الفرد إلى أكثر من 60 ألف دولار، فيما بلغ العائد النفطي للبلاد عام 1980 لوحده ما يقارب من 95 مليار دولار. إن إحدى نتائج الفورة النفطية كانت الشروع في برنامج انفاقي ضخم في مواكبة ثورة اقتصادية واجتماعية في معظم المجالات. وبالرغم من استمرار عائلة سعود في حكم الكيان السياسي للمملكة، فإن سلطة الملك خالد قد تأثرت بأحداث داخلية وخارجية، أفقدت النظام السياسي السعودي القدرة على المرونة.
ما زلت أتعافى من رؤية فيلم رعب فرنسي. كانت هناك كمية كبيرة من زيت المحرك وكدمات مروعة للغاية، ولم أستطع إكمال المشاهدة بعد 20 دقيقة فقط، لكن كشخص يبحث عن الانبهار فمن المؤكد أن الفيلم حقق هدفه. بالمثل، بصفتي ناقدة للأزياء في مجلة ما، كنت أرى أحيانا الأزياء المعروضة على منصة العرض وأجدها، في البداية، مثيرة للاشمئزاز. لكنني أفضل بكثير رؤية شيء بغيض واستفزازي قد يبرز في العرض الطويل الممل. ليس كل فنان يريد أن يثير رد فعل قويا. قد يشعر بعض الفنانين بالرعب إذا اكتشفوا أن نياتهم تعد "شيئا للمناقشة". في مقابلة أخرى مع مجلة نيو يوركر الأسبوع الماضي، وجدت أن رايان تيسدال وهستر تشامبرز من فرقة ويت ليج يرحب بهما على أنهما أكثر نجوم البوب المستقلين شهرة لهذا العام، لكن الشابتين من جزيرة وايت في العشرينات من عمريهما تجنبتا كل المناقشات حول "جلسة تدريبهما" بسخرية شديدة وضحكات. قالت تيسدال عن الاسم الغريب للفرقة، "لا يعني ذلك أي شيء حقا. زراعة القمح في السعودية. إنه مجرد تذكير بألا تأخذ نفسك على محمل الجد، لأنه في نهاية اليوم، أنت تسمع لهذه الفرقة". ربما نأخذ الفن على محمل الجد. أو نتوقع كثيرا منه. قالت تيسدال عن الفكرة وراء تأليف الأغاني في ألبوم الفرقة الأول، الذي وصفته صحيفة نيويوركر بأنه "خفيف بشكل مذهل"، "استمددنا الإلهام من حفلات النوم التي تقضيها الفتيات في عمر 13 عاما".
غيب الموت اليوم الاثنين، الشاعر والأديب السعودي علي الدميني، عن عمر ناهز 74 عاماً، إثر معاناة مع المرض. وبفقده فقدت الساحة الثقافية السعودية والعربية والإنسانية شخصية أبدعت طوال 50 عاما. فالشاعر علي الدميني، من مواليد قرية محضرة بمنطقة الباحة (1948م)، ومن أبرز الشعراء المجددين، وأديب وناشط. وساهم بفاعلية في تأسيس الحركة الشعرية الحديثة في السعودية، وأصبح عنواناً بارزاً لمشروع الحداثة. كما تعتبر تجربة الدميني في الشعر الحداثي من أهم التجارب في فترة الثمانينات الثرية، لجرأتها ووقوعها مبكرة في تلك الحقبة. علي الدميني أهم أعماله ويعرف الدميني بجودة شعره وعمق مضامينه الوجودية والتطلعية، ومن أعماله: (رياح المواقع)، و(بياض الأزمنة)، و(خرز الوقت) و(بأجنحتها تدق أجراس النافذة)، وقصيدته (الخبت) من أشهر القصائد على المستوى العربي. كذلك، أشرف الدميني على ملحق (المربد) الثقافي الشهير في الثمانينات في صحيفة اليوم، ومن ثم أسس مجلة (النص الجديد) الشهيرة وهي مجلة ثقافية طليعية من الدمام صدرت في مطلع الثمانينات واحتوت على تجارب ونصوص حداثية. للدميني إنتاجات عديدة في الصحافة والمناشط الثقافية في المقال والنثر والقصيدة، وله في حقل الرواية، رواية (الغيمة الرصاصية) و(أيام في القاهرة وليال أخرى).
على النقيض من ذلك، لويز بورجوا ثقيلة بالتأكيد، وجدية جدا حتى النخاع. لكنني أحب أن أفكر أنها، حتى في التسعينات من عمرها، كانت تقوم بفكر المراهقين نفسه، أيضا. في حين كان تأملها غريب الأطوار بشكل خاص أمرا مزعجا، كانت لديها روح دعابة ملتوية يمكن أن تتواصل معها – وتنبهر بها – في أي عمر.