واستمر عطاء ووفاء هذا البيت الكريم في الدولة السعودية الثالثة بقيادة ناصر بن عمر بن هادي وإخوانه الذي كان له دور بارز في فتح الأحساء عام 1331هـ ومن بعدهم خليل بن ناصر بن عمر وإخوانه وأبناء عمومته. وأما الفقيد سلطان بن خليل فقد كانت حياته حافلة بالمواقف الكثيرة ومن أشهر مواقفه هو تحرير الحرم أثناء فتنة الحرم عام 1400هـ التي أبرز فيها شجاعة فائقة وفادى بنفسه ودخل القبو هو وكتيبته وتعرض لإطلاق نار أزال الشعار الذي فوق رأسه ولم يزده ذلك إلا إصراراً وشجاعة. وله رحمه الله مكانة كبيرة لدى ولاة الأمر أعزهم الله ولدى المجتمع السعودي والخليجي بشكل عام، وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي قدم تعازيه ومواساته لذوي الفقيد وأمر بسرعة إنجاز إجراءات نقل جثمانه إلى الرياض، وولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان الذي قدم تعازيه ومواساته لذوي الفقيد، وما شاهدناه في فترة العزاء والصلاة والدفن من حشود غفيرة من كافة أطياف المجتمع ومن كافة مناطق المملكة، من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب والفضيلة والسعادة وسفراء الدول العربية ومشايخ القبائل وأعيان وأفراد المجتمع، لهو دليل على محبتهم وتقديرهم له رحمه الله.
كما تحوي المذكرات مجموعة كبيرة ونادرة من الصور الفوتوغرافية ذات العلاقة بالأحداث، والشخصيات، والمواقع المرتبطة بتلك الفترة، ويمكن لتلك المعلومات والصور أن تعين باحثي التاريخ، والمهتمين بدراسة تاريخ التعليم في السلطنة، أو المتتبعين لتاريخ العمل الإداري بعمان أن يستفيدوا منها في إعمالهم البحثية. كما سلّطت المذكرات الضوء على بعض المواقف الشخصية الطريفة أو الإنسانية لصاحب المذكرات، أو لبعض الشخصيات التي ورد ذكرها في المذكرات، مثل موقف السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله خلال زيارته لطهران على سبيل المثال. وتكمن أهميتها كذلك في أنها من المذكرات النادرة أو القليلة لشخصيات عمانية بارزة قامت بكتابة سيرتها الذاتية خلال حياتها. إسماعيل بن خليل الرصاصي ولد إسماعيل بن خليل الرصاصي في 28 فبراير 1902 في القدس بفلسطين، ودرس فيها إلى أن تخرج من معهد المعلمين، ثم عمل في سلك التدريس لمدة أربع سنوات قبل أن يأتي إلى السلطنة في عام 1928 ليعمل ناظرًا للمدرسة السلطانية.
حماده عبدالحفيظ الرخ د. حماده عبدالحفيظ الرخ الوجه اليابس في الدولة الفتية ( 689- 693هـ/1290-1293م) ولدت دولة سلاطين في ظروف قاسية؛ أطماع صليبية، توسعات مغولية، ومطالبات أيوبية بحقوق وراثة عرش مصر. لذا خاض المماليك – منذ اللحظات الأولى – حروباً ومواجهات مباشرة، وحقق المماليك في ذلك انتصارات بالجملة على أصعدة الجبهات الثلاث، وسرعان ما تحققت المفاجأة إذ أصبح هؤلاء المماليك سلاطين البلاد. وسارت الدولة بخطوات متقدمة نحو إيجاد الشرعية السياسية والدينية لاستمرار عملية الحكم، وإقناع الرأي العام بذلك، ولاشك أن ذلك لم يكن دون مجهود حربي كبير، وقد كان. وغدت القاهرة بهذا عاصمة السياسة والحضارة الإسلامية الأولى لاتجد منافساً في سائر الأمصار. وخلال الأربعة عقود الأولى من عمر دولة سلاطين المماليك (648-923هـ /1250- 1517م) تكونت أهم السمات الحضارية للدولة الفتية، لكن يبدو أن هناك أمراً كان مستحدثاً، وقد شكل هذا مشكلة جوهرية بددت نظام وراثة العرش الذي اتبعته كل الأسرات والدول الاسلامية التي حكمت في مختلف أصقاع العالم الاسلامي، مبدأ الحكم لمن غلب. ويعد السلطان الأشرف خليل بن قلاوون أول من انتزع الحكم لنفسه من أبناء السلاطين، في محاولة منه للعودة لنظام وراثة العرش، وفي واقع الأمر كان باستطاعة المنصور قلاوون أن يصعد ولده خليل إلى سدة الحكم بسهولة ويسر، لكن من الواضح أن رغبة قلاوون لم تك تقف عند باب ولده خليل ليرث حكمه وملكه.