مع كل ما وعد الله سبحانه وتعالى من الأجر على إعالة اليتيم وكفالته تجد أن بعض الناس يستغلون فرصة أن اليتيم لا يقوى على المطالبة بحقه فتراهم يعتدون على أمواله وما أورثه إياه أباه ما يشكل جريمة كبيرة نهى الله عز وجل عن الوقوع فيها فقد قال في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[النساء:10]. فإن الله عز وجل قد هدد الذي يأكل مال اليتيم ظلما بانه يأكل في بطنه نارا ومعناه أنه لن يستفيد من هذا المال وأن مصيره في الآخرة انه سيصلى سعيرا ، وهذا التهديد سببه أن الله سبحانه وتعالى يعلم ان لا رادع عن الاعتداء على مال اليتيم سوى تهديد على هذا المستوى ، إذ إن ترك الأمر من دون ذلك سيسهل الأمر على الشيطان ليغر الإنسان بالاعتداء على المال في حين أن هذا التهديد يشكل رادعا له عن القيام بذلك. وقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله: قال رسول لله (صلى الله عليه واله) يُبعث ناس عن قبورهم يوم القيامة تأجج أفواههم نارا فقيل: يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[النساء: 10] (1).
(وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) قيل: هو العهد. (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) أي: رجعوا مستوجبين للغضب الشديد من الله. وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) أي: لزمتهم الفاقة والخشوع. (ذَلِكَ) الذل والغضب عليهم والمسكنة. (بِـ) أي: بسبب.
كما أن قطاع كبير من الناس يقترضون باستهانة، بلا حاجة ولا ضرورة، لكن رغبةً في التوسع ومواكبة الآخرين، والتسامح في الاقتراض يؤدي إلى تأخير في السداد أو إهدار أموال الآخرين، وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم كثير من عواقب هذا الفعل في الدنيا والآخرة. سؤال الناس بغير حاجة وهم من يتجولون حول التجار ويزعمون أن لهم الحق في الزكاة وهم يكذبون عليهم، أو يسألون الناس في المساجد والشوارع وهو ليسوا صادقين، فهؤلاء يأكلون أموال الناس بالباطل.
[١٤] شهادة الزور تتحقّق شهادة الزّور بأن يشهد الشخص على شيءٍ مع علمه أنّه كاذب فيه، وتكون هذه الشهادة مقابل مالٍ أو منفعةٍ، يُقدّمها لقريبٍ، أو صديقٍ، أو شخصٍ من معارفه، وقد نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن شهادة الزّور. [١٥] فقد ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ). [١٦] حيث حذّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها، وأنبأ عن كثرتها وانتشارها بين النّاس حين أكثر من ترديدها، [١٥] وتدخل شهادة الزّور تحت صور أكل أموال النّاس بغير حق إن كانت شهادةً على مال. [١٧] صور أخرى لأكل أموال الناس بغير حق من الصور الأخرى لأكل أموال النّاس بالباطل ما يأتي: [١٨] مَن أخذ أموالاً على سبيل الدَّيْن من غيره، ثمّ أنكر ما أخذه. مَن حلف يميناً كاذبةً على أموالٍ ما. عقوبة اكل اموال الناس بالباطل في الدنيا حلوة. ثمن بيع الخمر والخنزير وغيرها من الأمور المحرّمة.