الحمد لله. أولا: المرأة المتزوجة إذا زنت ، فقد ارتكبت إثما عظيما، وفاحشة منكرة ، واستحقت عقوبة بالغة ، وهي الرجم بالحجارة حتى تموت ، إذا ثبت زناها بالبينة أو الاعتراف ، كما في حديث الغامدية. فإذا لم يثبت زناها بالبينة (الشهود) فالأولى لها أن تستر نفسها، وتتوب فيما بينها وبين ربها. عقاب الزنا في الدنيا والآخرة - سطور. وهذا ليس خاصا بها، بل الرجل الزاني كذلك يندب إلى ستر نفسه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عز وجل عنها، فمن ألمّ فليستتر بستر الله عز وجل والحديث رواه البيهقي وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" برقم (663). وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رواه مسلم (2590). ولا يضيع حق زوجها بذلك؛ فإنّ زنى المتزوجة يتعلق به جرمان، أحدهما في حق الله تعالى، والثاني في حق الزوج وتلويث فراشه. فإن تابت من الأول ، بقي حق الزوج ، فيرجى لها بتوبتها وصلاحها أن يرضي الله عنها زوجها يوم القيامة ، أو إذا حصلت المقاصة والمحاسبة أن تزيد حسناتها على سيئاتها. وهذا كالقاتل إذا تاب ، فإن حق المقتول لا يضيع ، وسواء اقتص أولياء الدم من القاتل ، أو عفوا عنه-فهذا حقهم- ، ولا يسقط بذلك حق المقتول ، ويرجى أن يرضيه الله يوم القيامة ، إذا تاب القاتل توبة نصوحا.
رواه البخاري ( 18) ومسلم ( 1709). وفي صحيح مسلم ( 1695) عندما جاء "ماعز" إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقر بالزنى وقال: "طهِّرني" (يعني بإقامة الحد) ، قال له: ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه. قال النووي: وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى سُقُوط إِثْم الْمَعَاصِي الْكَبَائِر بِالتَّوْبَةِ, وَهُوَ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ اهـ. وقال الحافظ ابن حجر: ويؤخذ من قضيته – أي: ماعز عندما أقرَّ بالزنى - أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر نفسه ولا يذكر ذلك لأحدٍ... عقوبة الزانية المتزوجة في الدنيا حلوة. وبهذا جزم الشافعي رضي الله عنه فقال: أُحبُّ لمن أصاب ذنباً فستره الله عليه أن يستره على نفسه ويتوب اهـ. " فتح الباري " ( 12 / 124 ، 125). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن ألَمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يُبد لنا صفحته نُقم عليه كتاب الله تعالى عز وجل ". والقاذورات: يعني المعاصي. رواه الحاكم في " المستدرك على الصحيحين " ( 4 / 425) والبيهقي ( 8 / 330). وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 149) وللاستزادة يرجى النظر في أجوبة الأسئلة: ( 624) و ( 23485) و ( 20983) و ( 728).
تاريخ النشر: الأحد 9 ربيع الأول 1429 هـ - 16-3-2008 م التقييم: رقم الفتوى: 105840 201303 0 450 السؤال أنا مغترب في أمريكا وهناك فتاة أحبها وهي تحبني فتقدمت إلى طلبها من أبيها فرفض وقد أصرت الفتاة على أن لا تتزوج أحدا غيري فكلما تقدم لها شخص ترفضه وفي يوم من الأيام سيطر علينا الشيطان وارتكبنا الفاحشة فتقدمت مرة أخرى إلى أبيها للزواج بها فرفض وقال لي إن هذه بلاد حرية وهو لا يهمه أمر الفاحشة التي ارتكبنا أفيدونا ماذا يجب أن أعمل وما الحل؟ الإجابــة خلاصة الفتوى يجب على من وقع في الزنا المبادرة بالتوبة إلى الله، ومن تمام توبته وتحقيقها البعد مطلقا عن من زنى بها. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله من الجرم العظيم الذي اقترفته، ولتعلم أن الزنا من أكبر الكبائر، وقد قرن الله جل وعلا الوعيد عليه بالوعيد على الشرك وقتل النفس، فقال سبحانه في صفات عباد الرحمن: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً.
اشتراط حضور جماعةً من المسلمين وقت تنفيذ العقاب بالزُّناة، وذلك ليرتدع ويتأدَّب كلُّ من تسوِّل له نفسه أن يمارس هذه الرَّذيلة. ملخّص المقال: فرض الله -تعالى- عقوباتٍ رادعةٍ لكلِّ من يمارس كبيرة الزِّنا، سواء كان ذكراً أو أنثى، وتختلف عقوبته باختلاف حاله؛ فمن سبق له الزَّواج يعاقب بالرَّجم، وإن كان غير متزوِّجٍ فيعاقب بالجلد مئة جلدةٍ، مع التّغريب من وطنه، ويُقام هذا الحدُّ على من توفَّرت فيه شروطٌ معيَّنةٌ وردت في المقال. المراجع ↑ كمال سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة ، صفحة 21-23. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته ، صفحة 5345. بتصرّف. ↑ سورة النور، آية:2 ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة ، صفحة 366. بتصرّف. ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر ، صفحة 125. بتصرّف. ^ أ ب ت أحمد حسن الزيات باشا، مجلة الرسالة ، صفحة 21-22، جزء 254. عقوبة الزاني ف الدنيا والاخرة - YouTube. بتصرّف. ↑ سورة النور، آية: 13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6815، صحيح. ↑ إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الاسلامي ، صفحة 119-120. بتصرّف.
بتصرّف. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 376. بتصرّف. ↑ سورة الفرقان، آية:70