قال تعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" صدق الله العظيم. يثبت دخول شهر رمضان بحالتين: إما برؤية هلال شهر رمضان ، أو بإكمال شهر شعبان بثلاثين يوماً، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".
فاتقوا الله -أيها المسلمون-: وتقيَّدُوا بما شَرَعَه الله لكم؛ فإنَّ فيه الكفايةَ والهداية. أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[البقرة:189]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. الخطبة الثانية: الحمدُ لله الذي أنعَمَ علينا بنعمه الباطنة والظاهرة، وأشهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له، شهادةً أدَّخِرُها للدارِ الآخرة. وأشهَدُ أن محمداً عبدهُ ورسوله المؤيَّدُ بالمعجزات الباهرة، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّمَ تسليماً كثيراً. العدد الذي يثبت به شهر رمضان. أما بعدُ: أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا أنَّ خيرَ الحديث كتاب الله -تعالى-، وخيرَ الهَدْيِ هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها. واعلَمُوا: أنه لا يجوزُ صومُ يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان إذ لم يُرَ هلالُ رمضان بسببِ الغيم أو القتر؛ لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أمرَ باعتبارِ هذا اليوم من شعبان، حيثُ قال: "فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدةَ شعبان ثلاثين"(رواه البخاري).
بما بثبت دخول شهر رمضان "بسم الله الرحمن الرحيم " تتشابه الإجابات أحياناً و تتضارب أحياناً أخرى، لكنَّ فصل الخطاب و منبع الصواب تجده في موقع ( سيد الجواب). (سيد الجواب) شمعة تحترق لتنير دروب الآخرين، و منارة تضيء عتمة العقول، و شجرة وارفة الظلال تعطي أشهى الثمار ، يعطي بلا حدود ، و يهب بلا قيود. (سيد الجواب) فيه الضالة المنشودة التي يبحث عنها الطلاب و الطالبات على اختلاف مراحلهم العمرية و الدراسية و الأكاديمية و في شتى المجالات من حلول واجبات و امتحانات و ألغاز و تسلية و ترفيه. زورونا تجدونا. بما بثبت دخول شهر رمضان الاجابة الصحيحة على هذا السؤال هي: يَثْبُتُ دُخُولُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِرُؤْيَةِ الهِلَالِ، بِنَفْسِهِ أَوْ بِشَهَادَةِ غَيْرِهِ عَلَى رُؤْيَتِهِ، أَوْ إِخْبَارِهِ بذَلِكَ، فإِذَا شَهِدَ مُسْلِمٌ عَدْلٌ بِرُؤْيَةِ هِلَالِ رَمَضَانَ ثَبَتَ بِهَذِهِ الشَّهَادَةِ دُخُولُ شَهْرِ رَمَضَانَ. يثبت دخول شهر رمضان من يومك. فَإِنْ لَمْ يُرَ الهِلَالُ، أَوْ لَمْ يَشْهَدْ مُسْلِمٌ عَدْلٌ بِرُؤْيَتِهِ، وَجَبَ إِكْمَالُ عِدَّةِ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا. وَلَا يَثْبُتُ دُخُولُ الشَّهْرِ بِغَيْرِ هَذَيْنِ الأَمْرَيْنِ (رُؤْيَةِ الهِلَالِ، أَوْ إِتْمَامِ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا).
فالهلال إذا رآه عدل في الدخول وجب الصيام به، أما الخروج فلابد من شاهدين عدلين، وهكذا بقية الشهور لا تثبت إلا بشهادة عدلين؛ لأنه ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا [8] وثبت عن الحارث بن حاطب أنه قال: "عهد إلينا رسول الله ﷺ أن ننسك للرؤية فإن لم نره وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما" [9]. والمقصود أن شهادة العدلين لابد منها في الخروج وفي جميع الشهور، أما رمضان في الدخول فيكتفى فيه بشهادة واحد عدل للحديثين السابقين. واختلف العلماء في المرأة هل تقبل شهادتها في الدخول كالرجل؟ على قولين: منهم من قبلها كما تقبل روايتها في الحديث الشريف إذا كانت ثقة. ومنهم من لم يقبلها، والأرجح عدم قبولها في هذا الباب؛ لأن هذا المقام مقام الرجال ومما يختص به الرجال، ويشاهده الرجال، ولأنهم أعلم بهذا الأمر وأعرف به [10]. رواه مسلم في (الصيام) باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في (الصيام) باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له. يثبت دخول شهر رمضان بالعاصمة المقدسة. رواه ابن حبان في صحيحه باب ذكر البيان بأن رؤية هلال شوال إذا غم على الناس كان عليهم إتمام رمضان ثلاثين يومًا. رواه البخاري في (الصوم) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا" برقم 1909.
وقال عمارُ بن ياسر -رضي الله عنه-: " مَنْ صامَ اليوم الذي يُشَكُّ فيه، فقد عَصَى أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- " (رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي، ورواه البخاري تعليقًا). وقد يؤدي العملُ بقول الحاسب إلى التأخُّرِ في الصيام عن أول الشهر. قد يقول بعضُ المتحذلقين: أنَّ العلمَ قد تطوَّرَ، ويعنون بالعلمِ تقدُّمَ الصناعة، والمخترعات الحديثة، والدراسات الفلكية، ويقولون: إنَّ علمَ الحساب قد تطوَّرَ، وصار بإمكان الحاسب أن يعرفَ ما إذا كان الهلالُ يُرى أو لا يرى. ونقول لهؤلاء: أولاً: علمُ الحساب كان موجودًا من قديم، ولم يعوِّلْ عليه الشارعُ؛ لأنه عُرضةٌ للخطأ والاختلاف؛ فأهلُ الحسابِ لا يتفقون أبدًا. ثانيًا: العباداتُ توقيفية مدارُها على الأمرِ والنهي، وقد أمرَ الشارعَ بالصوم لرؤيةِ الهلال، والفطرِ لرؤيته، ونَهَى عن الصوم والإِفطار بدونِ رؤيةِ الهلال، وإكمال ثلاثين، تيسيرًا على العبادِ، وإبعادًا لهم عن الشُّكوكِ والأوهامِ عَلَّقَ الحكمةَ على شيءٍ محسوس ليس فيه مجالٌ للاختلاف. بما يثبت دخول شهر رمضان - موقع مصادر. ولا مانعَ من استعمال الآلاتِ التي تُساعد على الرؤيةِ، كالمراصد والمناظر المكبرة إذا تيسَّرَ ذلك بدون تكلُّفٍ، ولسنا مُلْزَمين بإيجادها واستعمالِها، لكن لو وُجدت فلا مانعَ من الاستعانةِ بها.