اللهم ارحم هذا الجمع من المؤمنين والمؤمنات. هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً] (الأحزاب:٥٦). أعاد الله علينا وعليكم من بركات العيد، وتقبل الله منا ومنكم وسائر المسلمين صالح الأعمال، والحمد لله رب العالمين. بتاريخ:1-10-1439هـ
4️⃣ خطبة العيد: خطبة العيد تكون بعد الصلاة، وتفتتح بالحمد ويجوز التكبير فيها، وهي خطبتان قصيرتان يجلس بينهما قياساً على خطبة الجمعة، وهو أولى من خطبة واحدة. 5️⃣ يحرم صيام يوم عيد الفطر بإجماع العلماء. هذا ما تيسر جمعه من متفرقات كتب الفقه، وفتاوى بعض العلماء المعتبرين، وبعض المجامع الفقهية. والله أعلم. تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام إنه جواد كريم. عيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ.. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ. عبادَ اللهِ: العيدُ فرصةٌ لإصلاحِ القلوبِ، وسلامةِ الصدورِ، فإنَّ ذلكَ يرتقي بصاحبِه إلى سماءِ الفضيلةِ وسموِّ الأخلاقِ، ولا يرضى لصاحبِه بغيرِ الجنَّةِ منزلاً. قال ابنُ رجبٍ رحمه اللهُ: "أفضلُ الأعمالِ سَلَامةُ الصَّدرِ من أنواعِ الشَّحْناء كلِّها… إنَّ سَلَامةَ الصَّدرِ، ونقاءُ القلب من أمراضه – والتي منها الغِلُّ- صفةٌ من صفاتِ أهلِ الجنَّة، وميزةٌ من ميزاتِهم، ونعيمٌ يتنعمونَ بهِ يوم القيامة. قال -تبارك وتعالى- ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47]). فكُونوا أحرصَ ما يكونُ على سلامةِ صدوركِم حتى تنالوا جنَّةً عرضُها السماواتُ والأرضُ. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين * قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون} [يونس:57، 58]. الخطبة الثانية: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، الرحمنِ الرحيمِ، مالكِ يومِ الدينِ، والعاقبةُ للمتقينَ، ولا عدوانَ إلا على الظالمين، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ لهُ كفواً أحد، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسُولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلهِ وصحبهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلم تسليما كثيراً.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ.. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد. أيها المسلمونَ والمسلماتَ: هنيئاً لكم فرحةَ عيدِكم، ومكافأةَ ربِّكم، فقد أتى هذا العيدُ بعدَ أداءِ الصيامِ طاعةً لربِّكم، فعليكم أن تفرحوا، وأن تسعدوا بنعمةِ ربِّكم، وأن تُدخلوا السرورَ على أنفسِكم، وأهليِكم وأولادِكم، وأن تستشعروا نعمة اللهِ عليكم بهذه الفرحةِ العظيمةِ. روى الإمامُ أحمدُ عن جبيرِ بن نُفيرٍ قال: كان أصحابُ النبِّي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يومَ العيدِ، يقولُ بعضُهم لبعضٍ: تقبَّلَ اللهُ منا ومنك. (إسناده جيد، وحسَّن الحافظُ إسنادَه في الفتح (2/517). إخوتي في الله: إنَّ مظهرَ العيدِ الحقيقي هو أن يرى اللهُ جلَّ وعلا أثرَ التَّقوى في حياتِنا، وأن نتحلى بمكارمِ الصفاتِ والأخلاقِ، وأن نُصلحَ قلوبَنا من أمراضِها، وأن نجتهدَ في السيرِ على الطريقِ الذي أمرنا الله تعالى به، وأن نتمسكَ بهدي الحبيبِ صلى الله عليه وسلم فلا نحيدُ عنه أبدا. وأن نسموَ بأخلاقِنا إلى أرفعِ ذروةٍ، فتلتحمُ مشاعرُ الإخاءِ بين المسلمينَ إلى أبعدِ مدى، ويظهرُ التعاونُ والتوادُّ والتراحمُ، فترفرفُ عليه نسماتُ المحبةِ والبرِّ والصلةِ والصفاءِ.