، الحادي عشر: ومن أسباب الثبات على الدين والصلاح: كثرة ذكر الله تعالى ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) الاحزاب (41):(43) ، فذكر الله كثيراً وتسبيحه كثيراً سبب لصلاته سبحانه ،وصلاة ملائكته ،التي يخرج بها العبد من الظلمات إلى النور. « فيَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْوبِنا عَلَى دِينِكَ ». الدعاء
إبراهيم 27 ،والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب وينطق به اللسان وتصدقه الجوارح والأركان ، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) النساء 66. فالمثابرة على الطاعة ، والمداوم عليها ، والمبتغى وجه الله بها ،موعود عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها.
فقوله: "فيما يبدو للناس" إشارة إلى أن الباطن بخلاف ذلك؛ فسوءُ النية تدرك صاحبَها فتحرفه عن الهدى إلى الضلال.. ثم صلوا وسلموا...
من كفار ومنافقين وملاحدة وجُهّال وأصحاب أهواء! معشر الكرام: والفتن على نوعين: فتن شهوات وفتن شبهات، و الأكثر فتن الشهوات، والأخطر فتن الشبهات، لأنها تصل أحيانا إلى الإلحاد والكفر ومن فتن الشبهات ما يشكك في ثوابت الوحيين أو يعطلها ومنها تأويلات ضعيفة للنصوص توافق هوى في النفوس، ومن فتن الشبهات ما وقع في الأمة من تكفير بغير حق وتخريب وتفجير واستباحة للدماء المعصومة. عباد الرحمن: والفتن تتفاوت، أخبر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس مجلسًا يتحدث عن الفتنِ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو يعُدُّ الفتنَ "منهن ثلاثٌ لا يكدن يذَرْن شيئًا. ومنهن فتنٌ كرياحِ الصيفِ. خطبة عن دعاء (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. منها صغارٌ ومنها كبارٌ" أخرجه مسلم. إخوة الإسلام: والحكمة من الفتن ابتلاء والاختبار ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت1-3] وقال سبحانه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة 94] والصراع بين الحق والباطل قديم ومستمر!