أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا مجموعة من المبادرات لتشجيع المشاركة المجتمعية ودعم ريادة الأعمال، ومنها مبادرة «لقاءات حيّة مع حماية»، التي تتضمن لقاءات ينظمها متخصصون ومسؤولون في الهيئة مع فريق برنامج «حماية» من أبناء وبنات العلا. "هيئة العلا" تطلق مبادرات لتشجيع المشاركة المجتمعية ودعم ريادة الأعمال | صحيفة الاقتصادية. يأتي ذلك في إطار جهود الهيئة لتعزيز الوعي وتشجيع المشاركة المجتمعية المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للعلا والطبيعة الاستثنائية للمنطقة. وكانت الهيئة قد أطلقت برنامج «حماية» في ديسمبر 2018 خلال حفل تدشين رؤية العلا، الذي يوفر أكثر من 2500 فرصة مشاركة مجتمعية لشباب وفتيات العلا، ويهدف للتعريف بأهم المواقع التراثية والأثرية بالمحافظة، وكيفية الحفاظ عليها، وتقديمها للعالم بما يسهم في دعم خطط التطوير التي تشهدها محافظة العلا. وتضمنت المبادرة تنظيم لقاء مع مدير التواصل في قطاع التراث بالهيئة أحمد الإمام، الذي تحدث فيه عن التاريخ الأثري والثقافي لمحافظة العلا، وأقدم الآثار الموجودة فيها. كما تطرّق إلى تاريخ الحضارات التي عاصرت العلا، والممالك التي تعاقبت عليها، بدءًا من مملكة دادان، ثم مملكة لحيان، ومملكة معين، وأخيراً مملكة الأنباط التي قامت في شمال غرب الجزيرة العربية وجنوب الشام.
وخلال اللقاء، استمع وزير الثقافة السعودي محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا لعدد من أعضاء "حمّاية" الذين شاركوا تجاربهم وخبراتهم التي اكتسبوها في البرنامج من خلال ورش العمل والحملات التي نظمها البرنامج لإزالة التعديات المشوهة للمواقع الطبيعية والتراثية والعمل الميداني والتوعوي الذي شاركوا به. وأكد أن الهيئة الملكية لمحافظة العلا تعمل يدًا بيد مع مجتمع العلا الذي يمثل الشريك الرئيسي في كل ما تقوم به الهيئة من جهود لتطوير المحافظة، وأعرب عن تقديره لجهود أبناء وبنات العلا في حفظ وصون تراث المنطقة. كما صرح أن هناك فرصا وظيفية دائمة تنتظر المؤهلين من أعضاء فريق حمّاية لينضموا لجوالي محمية شرعان الطبيعية، للمساهمة في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض واستعادة الموائل الطبيعية في العلا.
اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وترى الحربي أن البرنامج "أتاح للمشاركين التدريب على مهارات عديدة في المجالات الصحية والاجتماعية والحياتية"، وأضافت "التدريبات الميدانية لهم فتحت مشاركات ومبادرات مجتمعية مستدامة منها مبادرة العلا واحة أجمل، وأعمال تطوعية عديدة تتمثل في الحفاظ على العلا". وتابعت، "جميع المشاركين يتحدّثون بلغات عديدة، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والصينية ولغات أخري عديدة، تمكنهم من التواصل مع الزوار والسياح الأجانب من مختلف دول العالم". فيما أبدى المشاركون في فريق برنامج "حمّاية" اعتزازهم وانتماءهم للبرنامج. يقول عبد العزيز البلوي أحد أعضاء الفريق، "البرنامج أتاح له معرفة مناطق جديدة بالمحافظة لم يسبق له زيارتها، كما منحه فرصة المشاركة ضمن أعضاء (حمّاية) بزراعة أكثر من 300 شجرة بمنطقة عشار". أما الشابتان مجدولين عطاء الله ونوف الجبيل، فاعتبرتا مشاركتهما في البرنامج مصدر إلهام لهما، إذ منحهما كغيرهن من المشاركات "فرصة التعرف إلى المواقع السياحية والتاريخية في محافظة العلا، والمشاركة في حفظ وصون هذه المواقع، كما بنى فيهما مبادرة العمل التطوعي كقيمة وثقافة اجتماعية ضرورية لكل شاب وشابة، والمساهمة في تنمية المسؤولية المجتمعية، كما عزز من قدرتهما في التنمية الوطنية الشاملة للمجتمع".
ويأتي تطوير العلا في إطار مساع للحفاظ على مواقع تراثية يرجع تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام، بهدف جذب الزوار المحليين والسياح العرب والأجانب وتعزيز الهوية الوطنية، وفتحت العلا منذ أكثر من عام فضاءها وأجواءها للزوار والمرتادين من أنحاء العالم، وأنعشتها فعاليات مهرجان طنطورة.