يشترط في الزواج أيضًا إيجاب الزوج وقبول الزوجة. يجب الإشهاد على الزواج من قِبل شاهدين عاقلين بالغين راشدين مع موافقة الولي حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الأيم أحق بنفسها من وليها". وفي النهاية نكون قد عرفنا معنى هن لباس لكم وأنتم لباس لهن حيث قال الله عز وجل في سورة البقرة: "هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ" فلقد شبه الله عز وجل العلاقة الزوجية بين الزوجين بشمولها بالستر، وذلك لأن كلًا من الزوجين يستر الآخر ويعفه ويمنعه عن الوقوع في الفجور كارتكاب الزنا والعلاقات المحرمة.
وإذا كان كِلاهما للآخر لِباسٌ، فلا بُدَّ في اللباسِ من تناسُبِ المقاسِ.. ولا بُدَّ أن يكونَ تبادُلَ المسؤوليةِ هو الأساسُ.. ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ لِباس. ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾.. عبارةٌ مُوجزةٌ مُركزةٌ.. لكنها قالت كلَّ شيءٍ بصورةٍ مُذهِلةٍ مُعجزةٍ.. صدقت يا ربّ.. ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾. اللهم فقِهنا في الدِّين، واجعلنا هُداةً مُهتدِين.
قال الله عز وجل في سورة الروم: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" فلقد جعل الله عز وجل السكنة بين الزوجين لكي يكون بينهم وبين بعضهم البعض مودة ورحمة، كما ذكر الله عز وجل اللباس بين الزوجين مرة ثانية في سورة البقرة حيث قال الله تعالى: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ". شاهد أيضًا: ما هي الخنس الجوار الكنس تفسير الزواج في الإسلام نهانا إسلامنا الحنيف عن التبتل، والتبتل هو الزهد والبعد عن الزواج غرضًا في العبادة، ويعد الزواج من ضمن سنن الرسل والأنبياء عليهم السلام حيث قال الله عز وجل في سورة الرعد: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ".