وقوله: ( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) يقول: فاصفح عن جرم من تاب من الشرك بك من عبادك, فرجع إلى توحيدك, واتبع أمرك ونهيك. كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتاده ( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا) من الشرك. وقوله: ( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) يقول: وسلكوا الطريق الذي أمرتهم أن يسلكوه, ولزموا المنهاج الذي أمرتهم بلزومه, وذلك الدخول في الإسلام. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ): أي طاعتك وقوله: ( وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) يقول: واصرف عن الذين تابوا من الشرك, واتبعوا سبيلك عذاب النار يوم القيامة. ربنا وسعت كل شيء رحمه وعلما - شبكة الدفاع عن السنة. ------------------------ الهوامش: (5) لم اقف على قائله. واستشهد به المؤلف عند قوله تعالى: " ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما" وقد اختلف أهل العربية في نصب رحمة.... الخ. والشاهد في البيت قوله " مثلك واحد" ؛ فيجوز في " واحد" أن يرد على " مثلك" بطريق البدل منه. ويجوز أيضا أن يكون تفسيرا. أي تمييزا لمثل ، لأنه وإن كان معرفة في لفظه ، فهو نكرة في معناه ، فاحتاج من أجل ذلك إلى التفسير " التمييز" مثل قولك: لك مثله أرضا ، وعندي فدان أرضا ، ورطل زيتا.
عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (قال الله -تبارك وتعالى-: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)]الترمذي[ قد يذنب العبد ولا يزول عنه وصف التقوى: العبد مأمور بالتقوى في سره وعلانيته، لكن أحيانا يقع الإنسان في التقصير بترك شيء مما أمره الله به، أو فعل شيء مما نهاه الله عنه، لذا أمره الله تعالى بفعل ما يمحو هذه السيئة وهو أن يتبع السيئة بالحسنة. عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فأنزل الله -عز وجل-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)، فقال الرجل: يا رسول الله ألي هذا؟ قال: (لجميع أمتي كلهم)]البخاري[ كثرة الاستغفار: وصف الله المتقين بأن من صفاتهم أنهم إذا وقعوا في ذنب يستغفرون الله من هذا الذنب، فلا يصرون على ذنب بل يذكرون الله عقب وقوعهم في الذنب.
قال القرطبي: فائدة هذا الحديث أن العود إلى الذنب وإن كان أقبح من ابتدائه؛ لأنه أضاف إلى ملابسة الذنب نقض التوبة، لكن العود إلى التوبة أحسن من ابتدائها؛ لأنه أضاف إليها ملازمة الطلب من الكريم والإلحاح في سؤاله، والاعتراف بأنه لا غافر للذنب سواه.
من هؤلاء الأولياء في سماء الله حملة العرش الذين لا يفترون عن التسبيح و الدعاء للمؤمنين.
وقال: " الدعاء مخ العبادة ". وقال: " إن الله يحب الملحين بالدعاء ". وقال: " إن الله حييٌ كريم يستحي من عبده أن يبسط إليه يده ثم يردهما خائبتين ". الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور. الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
اللهم ثبتنا على إيماننا حتى نلقاك يا رب العالمين! ووالله لو نقتل أو نصلب أو نقطع عضواً عضواً ما كفرنا بك يا ربنا! ولا بما أمرتنا أن نؤمن به، إنك ولينا، ولا ولي لنا سواك. قال الشيخ في النهر غفر الله له ولنا ولوالدينا أجمعين: [ يكفي كرامة للمؤمن أنه نائم على فراشه والملائكة تستغفر الله له، وتدعو له بالنجاة من النار وبدخول الجنة، كما في قوله: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ [غافر:7]] فهذه كرامة للمؤمن، فهو على فراشه نائم والملائكة يسبحون ويستغفرون ويدعون الله له، وليس هناك فضل أعظم من هذا، فأنت على فراشك نائم إذا صليت العشاء ونمت والملائكة حملة العرش ومن حوله يستغفرون لك، ويدعون الله لك بالجنة. وهذا فضل الإيمان. ولهذا والله لو يوضع مؤمن واحد في كفة ميزان والعالم الكافر بأسره في كفة لرجحت كفة المؤمن بذلك الإيمان. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة غافر - الآية 7. والحمد لله. [ ثالثاً: فضل التسبيح بقول: سبحان الله وبحمده، فقد صح أن من قالها مائة مرة حين يصبح أو حين يمسي غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، أي: في الكثرة] وهذا هو الورد الذي نرده كل يوم صباح مساء؛ حتى ما نظمأ ولا نعطش، فأعط لنفسك خمس دقائق قبل المغرب تسبح فيها هذا الورد كاملاً، مع أنه يجوز أن تسبح وأنت ماشٍ وأنت راكب، وعلى أي حال.