فأعينوني، وإن أسأت فقوموني وجاهرت به الرعية في وجه عمر في قول أحد المسلمين له: والله لو وجدنا فيك اعوجاج لقومناه بسيوفن أليس الأحرى بمونتسكيو -وهو الباحث المدقق- ألا يقحم الدين في وهم بدا له، أو إن احتجاجه بصنيع الأتراك لا قيمة له، وليس بشيء؛ لأنهم ليسوا حجة على الإسلام -وإن كانوا من مسلمين- لأنهم أخذوا من الإسلام شكل الخلافة، وطرحوا مضمونها جانبًا؛ لأسباب سياسية، وضعية بحتة، لا صلة لها بالدين. نخلص من ذلك إلى أن سياسة الدولة الإسلامية سياسة مقيدة بحكم الشريعة الإسلامية ذلك التقييد الذي لا يؤدي إلى تعطيل نص، أو الخروج عليه أو مجافاة قاعدة من القواعد الإسلامية.
ودليل كون القياس مظهرا للأحكام ما ثبت من السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - « حين أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن قاضيا قال كيف تقضي... قال بكتاب الله.. قال فإن لم تجد.. قال بسنة رسول الله.. قال: فإن لم تجد.. قال أجتهد.. فقال - عليه الصلاة والسلام - الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله.. لما يرضي رسول الله [3] » فقد أقره - عليه الصلاة والسلام - على الاجتهاد برأيه في مالا يظهر له نص بالكتاب والسنة. وما روى النسائي قال رجل «يا نبي الله أن أبي مات ولم يحج أفأحج عنه قال أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيه قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى» [4]. فقياسه - عليه الصلاة والسلام - دين الله على دين العباد في وجوب القضاء دليل على شرعية القياس. وثبت عن الصحابة قبولهم للقياس حيث قاس أبو بكر الزكاة على الصلاة في وجوب قتال من تركها. وقد ذكر الإمام عددا من الاقوال والفتاوى لصحابة الرسول - عليه الصلاة والسلام - والتي اجتهدوا فيها بالقياس مما يؤكد ثبوت حجية القياس [5]. كما يستدل على كون القياس مظهرا للأحكام أن العقل يجعل اشتراك المماثلين في علة موجبا لإجراء ما على أحدهم على الآخر. طرق استنباط وإظهار الأحكام الشرعية. ويلزم من أنكر القياس انكار علل الأحكام كلها وقد قرر علماء الأصول المحققون كابي اسحاق الشاطبي وغيره [6].
وبالتالي فإن مصادر التشريع الأساسية اثنان هما القرآن والسنة ، والمصادر التي اتفق العلماء على حجيتها أربعة بضم القياس والاجماع، وباقي المصادر المختلف في حجيتها فهي كثيرة، وقد تصل إلى نيف وعشرين مصدرًا. ولا بد من التنبيه إلى أن المصدر الحقيقي هو مصدر سماوي لا وضعي، وأن مصدر التشريع الوحيد بإجماع المسلمين هو الله سبحانه وتعالى، ولا مشرع سواه، {إِنِ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ} [الأنعام: 57]، ويتجلى هذا المصدر السماوي بالقرآن الكريم، وبما أشار إليه القرآن الكريم، وإن بقية المصادر متابعة للقرآن الكريم، أو مبينة وكاشفة لحكم الله تعالى، وليست منشئة للحكم، فالمسلم لا يقبل إلا حكم الله تعالى. [2] أهمية الالتزام بالتشريع الاسلامي التشريع مقوم أساسي من مقومات المجتمع، فلا بد لأي مجتمع من قانون يضبط علاقاته، ويعاقب من انحرف عن قواعده، فالضمائر والدوافع الذاتية لا تكفى وحدها لعموم الخلق، والحفاظ على سلامة الجماعة، وصيانة كيانها المادي والمعنوي، وإقامة القسط بين الناس، ولهذا أرسل الله رسله وأنزل كتبه لضبط مسيرة الحياة بالحق كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}.
على إنه من الحق أيضًا، أن الاستحسان ليس مصدرًا تشريعيًا مستقًلا، لأنه فى الواقع طريقة للاستخلاص والاستدلال من المصادر التشريعية الموجودة. وتقترب المصالح المرسلة من تكييف الاستحسان، فى أنها من مصادر الاجتهاد للتعرف على الأحكام الشرعية فى الإسلام، وليس مصدرًا قائمًا بذاته من مصادر التشريع. على أن الأمر يختلف بالنسبة للعرف، والمقصود به ما تعارف عليه الناس وأقروه، وفى الحديث النبوى: «ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن». والعرف معدود بذاته من الأدلة الشرعية عند الفقهاء، وإليه الاحتكام فى كثير من أحكام الفقه الفرعية، من ذلك اعتياد الناس بالعرف على بيع المعاطاة من غير صيغة لفظية، أو قسمة الصداق إلى مقدم ومؤخر، وهو على أية حال يجب أن يكون عرفًا صحيحًا لا فاسدًا، وألاَّ يخالف دليلا شرعيًا، فلا يحل حرامًا، ولا يبطل حلالا. أما الذرائع فلا مراء أنها من وسائل استنباط الأحكام الشرعية، ومعناها فى لغة الشرعيين أن ما يكون طريقًا لمحرم أو محلل، فإنه يأخذ حكمة، فالطريق إلى المباح مباح، وما لا يؤدَى الواجب إلاَّ به فهو واجب. ومن مصادر الفقه، وأحكام الشرع، ما يعرف عند الأصوليين «بالاستصحاب».. ومعناها لغة استمرار المصاحبة، أما فى اصطلاح الأصوليين فمعناه الحكم على الشىء بالحال التى كان عليها من قبل، حتى يقوم دليل على تغيرها، أو جعل الحكم الذى كان ثابتًا فى الماضى باقيًا فى الحال التى عليها حتى يقوم دليل على تغيره.
[3] ابن الاثير ، جامع الأصول ، الجزء العاشر ، مرجع سابق ، ص 551. [4] ابن الاثير ، جامع الأصول ، الجزء الرابع ، مرجع سابق ، ص 197. [5] الامام الرازي ، المحصول في علم الأصول ، الجزء الثاني ، مرجع سابق ، ص 75 - 81. [6] الشاطبي ، الموافقات ، الجزء الثاني ، مرجع سابق ، ص 6 - 7. [7] سورة الانبياء آية 107. [8] محمد الخضر حسين ، رسائل الاصلاح ، الجزء الثاني ، مرجع سابق ، ص 127. [9] المرجع السابق ، الجزء الثاني ، ص 128. [10] د. محمد فاروق النبهان ، نظام الحكم في الاسلام ، مرجع سابق ، ص 286. [11] ابن الاثير ، جامع الأصول ، الجزء العاشر ، مرجع سابق ، ص 548. [12] ابن الاثير ، جامع الأصول ، الجزء التاسع ، مرجع سابق ، ص 202. [13] الكاندهلوي ، حياة الصحابة ، الجزء الثاني ، مرجع سابق ، ص 215. [14] سورة الحشر آية 10. [15] مجموع فتاوى ابن تيمية ، الجزء التاسع عشر ، مرجع سابق ، ص 122 - 123.
#1 بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا تنسى ذكر الله (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) رأيت جاءني ثلاثة رجال لبسهم ابيض (الجلبية). ولكن لم ار وجوههم وقالوا سوف نأخذك بجولة. فقمت معهم كنا نمشي في منطقة تراب لا يوجد فيها شيء. ووصلنا لمنطقة عالية قليلا وتحتنا زرع وحيوانات جالسة قرب بعضها. لا احد يقتل احد مثل الاسد والغزال جالسين قرب بعضهم بامان. فاستغربت من مشاهدتي وسالت كيف لا ياكل الاسد الغزال. فقالوا هذه الارض ممنوع القتل فيها. قلت كيف يأكل الاسد قالوا يموت الغزال لوحده ثم يأكله الاسد. فنظرت امامي فشاهدت ارضا سوداء وفيها عمود اسود يصل السماء. فدققت النظر فرأيت الغربان مفترشة الارض والعامود الاسود من الغربان. وسألت ماذا يوجد هناك. فقالوا انه قبر الرسولﷺ. فاستغربت وقلت لهم مستحيل ذلك. قالوا لي خلصت الجولة وسوف نعود. قلت لهم اني قريب اريد ان اذهب الى قبر الرسولﷺ واسلم عليه انه قريب فرفضوا. فرفعت يدي وقلت السلام عليك يا رسول الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. يناير2022 #2 اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته واهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم انك حميد مجيد #3 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حديث نفس
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيبي، يا نبي الله. نشيد أُردِّده بصوتي؛ لأني أريد أن أشعر بالسعادة، كلمات أتقن جيدًا لفظها؛ لأني أبغي من ذلك بكاء الشوق لك يا رسول الله، وقفة أعرف عن بعدٍ كيف أتفنَّن في ترديد النشيد، وكلي ثقة في أن الحظوة الكبرى أننا نذكرك ونصلي ونسلم عليك، ونعيد مرة تلو المرة كتابات عنك، ولو بالنشيد عن شخصك الكريم والرائع، يا حبيبي يا رسول الله. أشتاق بالمرة لطَيْبةَ مدينتك، بل قصرك، حنيني إلى تلك الخطوات إلى مسجدك لأصلي وأسلم عليك بحرارة الدموع؛ لأني في شوق كبير لك يا أعظم خلق الله، يا حبيبي يا رسول الله. السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيبي يا نبي الله. أضيقُ ذرعًا بدنيا أَنْهكتني بحثًا عن الإنصاف والعدل ولب الحياة الجميلة، فكلي رغبة في أن أرى ما تعبت لأجله ليحافظ عليه بسواعد أبناء أمتك، لكني أحزن حزنَ الأسى لما أرى مشاهد الاقتتال بين أبناء أمتك، وأسكن سكون الألم لَمَّا يُشرَّد أطفال أمتك جوعًا وحرمانًا بسبب الحرب هنا وهناك.
تأكيد الميثاق العبادة صلة بين العبد والمعبود، وهي تتحقّق من خلال أساليب عديدة وحالاتٍ متعدّدة ووسائل مختلفة.. مرّةً من خلال الصلاة والصيام والحجّ، ومرّةً أخرى من خلال الأخلاق الطيّبة، ومرّةً ثالثة من خلال الاعتقادات المترجَمة إلى مواقف وحالاتٍ روحيّة قلبيّة: كحُسن الظنّ بالله تبارك وتعالى، والرضى بقضائه، وشكره على نعمائه بل وعلى حسن بلائه، والتعظيم لأوليائه، من الأنبياء والمرسلين، والأوصياء والأئمّة الهادين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وتعظيم الأولياء يتحقّق من خلال إجلال مقامهم في القلوب، وتشييد قبورهم الطاهرة ومراقدهم النيّرة، وزيارتهم والتوسّل إلى الله عزّوجلّ بهم، وصلتهم بالسلام والإكرام، ففي ذلك صلّة مع الله عزّ شأنه. ومن هنا ـ أيّها الإخوة الأحبّة ـ جاء التأكيد على الزيارة، زيارة النبيّ وآله صلواتُ الله عليه وعليهم، كذا زيارة الأنبياء والرسل والأولياء، حتّى يتأكّد الميثاق العقائدي على التوحيد وطاعة الله عزّوجلّ، والمُضيّ على نهج الدين القويم، والارتقاء في مجال الروح والنفس، وإحكام التمسّك بالولاية الإلهيّة مِن خلال ولاية محمّدٍ وآل محمّد صلواتُ الله عليه وعليهم. شذرات نورانيّة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن زارني بعد موتي كان كمَن هاجَرَ إليّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسلام فإنّه يَبلغُني » ( كامل الزيارات لابن قُولويه:14 / ح 71، المزار للشيخ المفيد:146، تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي 3:6 / ح 1).
فإما أن نصحو من الوهمِ ونعي جيدًا أننا مُكلَّفون بالحفاظ على الأمانة، وإما أن نكمِل سُباتنا العميق دون استيقاظ، أو حتى مجرد رغبة في استفاقة طفيفة، هو الخيار بين أن نكون أو لا نكون، بين أن نبدو متلاحِمِين وصامدين ومُعلِين لشأن الإسلام عاليًا رغم أنف الأعداء والحاقدين، وبين أن نركَن للضعف ولتكالب الأمم علينا. لا وجود لوساطة ثالثة بين هذين الخيارين؛ لأننا نختار اختيارًا واحدًا واضحًا، ولا نأخذ جزءًا من هذا وجزءًا من ذاك لنشكل خيارًا هشًّا. ليبقى القرار خيارنا، وتبقى العزيمة عزيمتنا، ويبقى التغيير أملنا، وإلا فلا أحد من دوننا سيحمل الهم عنا، ثم لسنا من النوعِ الذي سينظرُ حلولاً مستوردة وسواعدَ منقذة؛ لأن القرار والمنجل، والفأس والدرهم هي في توحُّدنا، وكذلك نملك ما لا يملكه غيرنا، نملك الرسالة المحمدية الراقية والصالحة في كل مكان وزمان، فلمَ نُضيِّع معالمنا بإرادتنا؟ فلتأخذنا الأنفة قليلاً غيرةً على ميراث السعادة والفلاح والتقدم، ميراث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. اللهم صل وسلم وبارك على حبيبي محمد، وعلى آله وصحبه ومَن تبعه إلى يوم الدين
يحق لك أخى المسلم الإستفادة من محتوى الموقع فى الإستخدام الشخصى غير التجارى المشاهدات: 322, 210, 549