أبو بكر الرازي
ذكر الخدر و هو معروف و لكن الصيغة المستعملة حديثا هي تخدّر, ذكر الرعشة و المستعمل حديثا هو الرجفة و الإرتجاف, أمّا الرعشة فتستعمل لمرحلة جنسية معيّنة. ذكر عسر الحسّ و المستعمل اليوم هو اضطراب أو خلل الحسّ, و يعرف عسر الحسّ اليوم بأنّه نوع من الآلام المزمنة بسبب تلف في الجهاز العصبي المركزي… ذكر الاختلاج و هو مستعمل اصطلاحيا كما هو و يعني به انقباضات و تشجنّجات لا إرادية لمجموعة من العضلات بشكل متكرّر…. و يمكن أن يكون صرعيا راجع لاضطرابات الدماغ و هو في سياق موضوع كتاب الرّازي … ذكر علل الحس و الحركة و يأتي مزيد في ذات الصفحة شرح مثير للمفاهيم العلمية بخصوص تشريح و وظيفة و أنواع الأعصاب….
تم ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية بعد ذيوع صيته وشهرته، وقد أُصدر هذا الكتاب للمرة الأولى بنسخة مكتوبة بخط صغير نسبياً عام 1674 ميلادي بأمر من السلطان "سليمان الأول" شاه إيران لكبير أطبائه "محمد رضا حكيم". كلّ من نظر في الدنيا وأدرك منها شيئاً، ولو أقلّ القليل صفت نفسه من الكدر ولو أنّ العامّة لم تغفل عن البحث لوجدت خلاصها، ولو بإدراكها القليل من ذلك. أبو بكر الرازي نبذة عن أبو بكر الرازي مؤلف الكتاب وُلد الرازي بمدينة الري الواقعة في دولة إيران في عام 250 هجرية الموافق عام 864 ميلادي. عُرِفَ من صغره بحب العلم والشغف به؛ فتوجه إلى إلى تعلم الموسيقى والرياضيات والفلسفة من صغره. كتاب الحاوي في الطب. وقد عُرف بذكائه الشديد وذاكرته القوية، فقد كان يحفظ كل ما يقرأ أو يسمع فاشتهر بذلك بين أقرانه وتلاميذه. ولما بلغ عمره ثلاثين عامًا، توجه إلى دراسة الطب والكيمياء، فحازمن تلك العلوم الكثير. كما أنه لم يكن يترك القراءة والبحث والنسخ أبدًا، وكان كل وقته مقسّم بين القراءة والبحث وكذلك إجراء التجارب والكتابة وتصنيف التصانيف. ويُروى أنه كان حريصًا أشد الحرص على القراءة، فكان يضع سراجه في مشكاة على الحائط الذي يواجهه ليضيء به المكان، ثم ينام في فراشه ممسكًا بكتاب حتى إذا ما غلبه النعاس فيسقط الكتاب عليه فيستيقظ مرةً أخرى ليواصل القراءة ثانيةً.
وَجُمْلَة فَإِن الْأَمر كلَّه مُعَلّق إِمَّا بِأَن الدِّمَاغ مثنّى وَفِيه أَيْضا شكّ كَيفَ تحدث الآفة بِبَطن الدِّمَاغ وَيبقى الآخر وَكَذَلِكَ الْحَال فِي النخاع أَولا تكون الآفة تحدث فِي جرم الدِّمَاغ نَفسه وَفِيه أَيْضا شكّ فليبحث عَن ذَلِك بحثا شافيا فِي البحوث الطبيعية. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ ابقراط فِي كتاب المفاصل أَنه لَيْسَ يصير إِنْسَان بِسَبَب زَوَال الخرز إِلَى دَاخل مفلوجاً فإمَّا بِسَبَب زوالٍ إِلَى جانبٍ فَيكون فالجاً يبلغ الْيَدَيْنِ وَلَا يتَجَاوَز أَكثر من ذَلِك.
الفالج شقٍ ٍ واحدٍ وَالْوَجْه صَحِيحا لَا قلبة بِهِ نقض هَذَا القَوْل وَمن الشنيع أَن يكون نصف النخاع الشوكي عليلاً فَبَقيَ أَن تكون منابت العصب بهَا الْعلَّة وإليها يَنْبَغِي أَن يكون الْقَصْد بالعلاج وَمن البديع أَيْضا أَن يعتل ابْتِدَاء منبت عصب الْيَد وَالرجل فِي حالةٍ وَاحِدَة فلتحرز ذَلِك.
يَنْبُوتْ: (خرنوب المِعزى عند أهل الشَّام): باردٌ يابس يمنع الخِلفة إذا شُرِب ماؤه. الكتَّان: هو جيِّد لتسكين الوَجَع واللَّذع. أَسْتُرْغَار: (نبات ينبُت في خراسان): المُحلَّل منه لا يخلو من إسخان، وهُوَ يُجَشِّئ ويُهيِّج شهوَة الطَّعام. البيش (نبات ينبُت في بلاد الصين بقرب السِّند): من شرب البيش، أخذهُ الدُّوار والصَّرَع وتجحظ عيناهُ، فينبغي أن يتقيَّأ مرَّاتٍ بعد أن يُسقى في كُلِّ يوم طبيخ بزر السلجم بسمن البقر العتيق، فإذا قُيِّئ مرات طُبِخ البلوط بالشَّراب، وسُقِيَ منه أربع أواقٍ مع نصف درهم من دواء المِسْك، وقد يُسحَق فيه قيراط مسك فائق، ومما يعظُم نفعهُ سمن البقر والبازهر الأحمر والأصفر الخالص المُمتَخن وترياق الأفاعي والمثرُديَطُوس. الحَزاه (اسمٌ لنبتةٍ حَزريَّة الوَرَق إلى البياض حَزري الشَّكل إلى الطُّول تنبت في بابل): يُسخِّن المعدة، ويهضم الطَّعام، ويطرد الرِّياح الغليظة، ويَنفَع أصحاب البلغم، وأصحاب الجشأ الحامض؛ فإن أخذهُ المُحرورون؛ فليشربوا عليه سويقاً وسُكَّراً. مؤلف كتاب الحاوي في الطب. الأفيون: يقتل منه وزن درهمين فصاعداً ومن سُقِيَهُ عرَضَ له الكُزاز والسُّبات، وربما عرضت له خِلُول شديدة في بدنه، وشُمَّ من نكهته رائحة الأفيون، وربَّما شُمَّ من رائحة بدنهِ كُلَّها إذا حكَّهُ، وربما غارت عيناه، وانعقد لسانه، وتكمَّدَت أطرافهُ وأظفارهُ مجموعة من مساهماته البارزة:- أول مبتكر لخيوط الجراحة، وقد ابتكرها من أمعاء القطَّة، والتي اعتمدت لغاية القرن العشرين.