كما جاء عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيامُ جُنَّةٌ وحِصْنٌ حصينٌ مِنَ النارِ" رواه أحمد وحسنه الألباني. ومن هنا يمكنكم التعرف على: حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج فضل يوم الجمعة قبل أن نعرف حكم صيام يوم الجمعة، يجب أن نعرف فضائل هذا اليوم العظيم الذي اختصه الله عز وجل بأمور، وهي تتمثل فيما يلي: فمنها أنه جعله أفضل الأيام وخيرها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة" رواه مسلم 854. كما جعل الله عز وجل يوم الجمعة مما تتميز به هذه الأمة عن الأمم السابقة، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ" رواه مسلم 856.
المفتي: لم يدع النبي على أهل مكة من الذين آذوه ولم ينتقم منهم بل كان قارئًا للمستقبل ومستبصرًا النور القادم وأوضح مفتي الجمهورية كيف تعامل صلى الله عليه وسلم مع من آذَوه وأخرجوه وظاهروا على إخراجه وإيذائه، فلم ينكِّل بأهل مكة عندما فتحها، فقط سألهم: «ما ترون أني فاعل بكم؟» فأجابوه: "خيرًا، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم"، فقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء»، فهذا هو قمة العفو مع المقدرة، لم يعتب ولم يمنَّ عليهم بالعفو، بل عفا وسامح ودعا بالرحمة والمغفرة، ليكون مثالًا لمن يأتي بعده؛ لأن أفعاله وأقواله أصبحت تشريعًا ودستورًا للمسلمين وغيرهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأضاف مفتي الجمهورية أن رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظهرت في كل أمور حياته، ولعلَّ من أبرزها ما قاله عن أهل مكة الذين آذَوه وعذبوا أصحابه، ومع ذلك لم يدع عليهم، بل كان قارئًا للمستقبل ومستبصرًا النور القادم، فقال لسيدنا جبريل: "بل أرجو أن يُخرج اللهُ من أصلابهم مَن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا". حديث إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وردًّا على سؤال عن معنى تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ"، ولماذا بعض الناس يرتكبون المعاصي مع كون الشياطين مصفدة؛ قال فضيلته: "وصُفِّدت" ذهب بعض العلماء إلى معنى ظاهر فيها هذا في حق الصائمين الذين حافظوا على شروط الصوم وراعَوْا آدابه، وقيل: الْمُسَلْسَل بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم.
السؤال: لو سمحت هل تستطيع أن تخبرني هل يجوز لنا نصوم صيام التطوع يوم الجمعة ؟. الإجابة: الحمد لله. ثبت في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ » رواه البخاري (1849) ومسلم (1929). وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ إِلا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ » ( الصيام /1930).
وبهذا يجوز صوم يوم الجمعة والسبت قضاء أو نذرا، ولا بأس في ذلك حسبما قال بعض العلماء. اقرأ أيضا: فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وفضل الإكثار من الصلاة على محمد إن صيام التطوع مستحب فمن صام نافلة فعليه أن يختار الأيام المباركة مثل الإثنين والخميس من كل أسبوع التي كان يحرص رسول الله محمد على صيام هذين اليومين، وحاول أن تبتعد عن صيام أي يوم جمعة إلا لو كنت قادرا على صيام يوم قبله أو يوماً بعده، لأنه كما قولنا أنه يكره صيام يوم الجمعة تطوعا منفردًا، والنهي في صيام يوم الجمعة منفردا في التطوع ليس نهي تحريم ولكن النهي للكراهة.