[4] ابن عباس من أشهر المفسرين إنّ بيان من هو ترجمان القران على أنّه عبد الله بن عباس رضي الله عنه، يدفع إلى الإشارة إلى أنّ ابن عباس من أشهر المفسرين في صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلّم، وذلك على الرّغم من كونه صغيرًا في العمر، فقد ثبت في سيرته أنّه لازم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- منذ صغره وأخذ منه ما أخذ من بحور العلم، وكذلك بعد وفاته -صلّى الله عليه وسلّم- لازم أبو بكرٍ الصّدّيق وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وقد ثبت في الصحيح من الحديث: "عن ابنِ مسعودٍ قالَ: لو أدركَ ابنُ عبَّاسٍ أسنانَنا ما عاشرَهُ منَّا رجُلٌ. وَكانَ يقولُ: نِعمَ تُرجَمانُ القرآنِ ابنُ عبَّاس "، [5] فبذل رضي الله عنه حياته بأكملها في علوم التفسير. [6] شاهد أيضًا: من أشهر المفسرين من الصحابة وفاة عبد الله بن عباس عاش ترجمان القران وحبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قرابة الثمانين عام، وقيل أقلّ من ذلك بعشرة أعوام، أي قرابة السبعين عام، وقيل أنّه توفيّ في السنة الثامنة أو السابعة والستين بعد الهجرة، أو في السنة الثامنة والخمسين للهجرة، والله أعلم بتاريخ وفاته الحقيقيّ، ولكن ممّا لا خلاف فيه أنّه -رضي الله عنه- قد روى ألف وستمئة وستين حديث، منها خمسة وسبعين حديثًا في الصحيحين، وكذلك تفرد له صحيح بمسلم بتسعة أحاديث، فيما تفرّد صحيح البخاري بمئة وعشرين حديثًا.
وفي يومِ طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه القرآن، فقال له: آقرأُ عليك وعليك أُنْزِلَ؟! قال النبي: « فإني أحبُّ أن أَسْمَعَه مِن غيري ». قال: فقرِأْتُ عليه سورةَ النساء ِ، حتى بلَغْتُ: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} [النساء:41] قال: « أَمْسِكْ ». فإذا عيناه تَذْرِفان ( البخاري). قال حذيفة رضي الله عنه: "إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْياً وَدَلاًّ وَقَضَاءً وَخُطْبَةً بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِيْنِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، لاَ أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ لَعَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ"، ولا عجب في ذلك لأنه رضي الله عنه كان ملازمًا للنبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة حتى إن أبا موسى الأشعري قال: "قدمتُ أنا وأخي من اليمنِ، فكنا حينًا وما نرى ابنَ مسعودٍ وأمَّه إلا من أهلِ بيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ من كثرةِ دخولِهم ولزومِهم له" (متفق عليه). وكان بن مسعود رضي الله عنه صاحب وساد النبي عليه السلام وسواكه ونعليه وطهوره في السفر. ومن أقواله: "من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن، فمن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله"، وقال أيضًا: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي".
اخترنا لك: تاريخ الفلسفة الإسلامية الصفات الجسمانية لابن عباس وعن أهم صفات الصحابي الجليل عبد الله بن عباس الجسمانية هي أنه كان أبيض ولكن لونه مائل للإصفرار. مقالات قد تعجبك: وكان وجهه صبوح وكان جميل الشكل والبنية لديه وفرة زيادة في الطول وكان وجهه مشرق كالبدر، فقد كان حسن الشكل والخلق. نشأة عبدالله بن عباس لقد نشأ الصحابي الجليل عبدالله بن عباس في عائلة كريمة و معروف نسبها. ولقد كانت خالة الصحابي عبدالله بن عباس هي ميمونة أم المؤمنين. لقد صلى خلف الرسول صلى الله عليه وسلم في حجرتها. كما صلى خلف الرسول صلى الله عليه وسلم بالرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم أوقفه بجواره إلا أنه رجع لخلف رسول الله. وحينما انتهت الصلاة سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك قال لا أحد يساوي النبي. ولقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس بالخير والبركة. حفظ عبدالله بن عباس القران الكريم قبل أن يكمل عامه العاشر. وعاشر عمره في كرم وتنقل ما بين المدينة والطائف وكذلك مكة المكرمة. وقد شارك في فتح مصر وشمال أفريقيا، نجح الصحابي الجليل عبدالله بن عباس في إقناع آلاف الكافرين للدخول للإسلام من خلال إثبات الحق.