والنبوة والنباوة: الارتفاع، ومنه قيل: نبا بفلان مكانه، كقولهم: قض عليه مضجعة، ونبا السيف عن الضريبة: إذا ارتد عنه ولم يمض فيه، ونبا بصره عن كذا تشبيها بذلك. تصفح سورة يونس كاملة
{ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} [البقرة: 33]. { فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} [التحريم: 3]. { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} [يونس: 53] فالإنباء إفعال ويدلّ على نسبة الفعل الى الفاعل وقيامه به. والتنبئة تفعيل ويدلّ على جهة وقوع الفعل ونسبته الى المفعول به ، فالنظر في الأفعال الى جهة الصدور ، وفي التفعيل الى جهة الوقوع. وهذه الجهات ملحوظة في هذه الآيات الكريمة وفي سائر موارد الاستعمال. و أمّا صيغة الاستفعال: فتدلّ على الطلب والسؤال. فظهر أنّ التعبير بمادّة النبأ أو الخبر ، كلّ منها في مورد متناسب. __________________________________ - مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر. ١٣٩ هـ. - صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ.
Afraid not. كلمات شبيهة ومرادفات
وثانيا- إنّ الإخبار عن اللّه تعالى بنحو الإطلاق لا يفيد مقاما رفيعا خاصّا إلّا في جهة كونه مخبرا من حيث هو ، وهذا بخلاف مادّة النبو فانّها تدلّ على ارتفاع في الشيء ورفعة مطلقة. وثالثا- إنّ مفهوم النبأ لا يستقيم إرادته في بعض الموارد ، كما في: { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 79] فانّ النبي إذا كان بمعنى المخبر عن اللّه تعالى ، فكيف يتصوّر في تلك الحالة الّتى يعترف بكونه واسطة إخبار وأنّه عبد للّه: أنّ يدّعى الوهيّة ويدعو الناس الى عبوديّته ، وهذا بخلاف مقام العلوّ والرفعة الذاتيّة ، فيتصوّر فيه هذه الدعوة ، مضافا الى سبقها في العبريّة. { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ} [المائدة: 27]. { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} [يونس: 71]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ} [الحجرات: 6]. { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران: 44]. { نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ} [طه: 99]. { تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا} [الأعراف: 101] يراد حكاية من مجارى الأمور الماضية وتلاوة ممّا سبق من الأحاديث والقضايا الجارية.
ويحكم، إن هذا الكلام لم يخرج عن إل، فأين كان يذهب بكم. راجع: إعجاز القرآن ص 157) أي: الله. والنبأة الصوت الخفي. نبي: النبي بغير همز، فقد قال النحويون: أصله الهمز فترك همزه، واستدلوا بقولهم: مسيلمة نبييء سوء. وقال بعض العلماء: هو من النبوة، أي: الرفعة (انظر: اللسان (نبأ) ؛ والحجة في القراءات للفارسي 2/90؛ والقول البديع ص 29)، وسمي نبيا لرفعه محله عن سائر الناس المدلول عليه بقوله: ورفعناه مكانا عليا [مريم/57]. فالنبي بغير الهمز أبلع من النبيء بالهمز؛ لأنه ليس كل منبإ رفيع القدر والمحل، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لمن قال: يا نبيء الله فقال: (لست بنبيء الله ولكن نبي الله) (الحديث عن أبي ذر قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيء الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لست بنبيء الله، ولكني نبي الله) أخرجه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي وقال: بل منكر لم يصح، وفيه حمران بن أعين ليس بثقة، وهو واه. انظر: المستدرك 2/231. وقال ابن عمر: ما همز رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا الخلفاء، وإنما الهمز بدعة ابتدعوها من بعدهم) لما رأى أن الرجل خاطبة بالهمز ليغض منه.