وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها} [رواه مسلم (((((( تنويــــــــــــــــــــــــــــه)))))] الإخوة الأكارم للأمانة ونسبة الفضل لأهل الفضل فإن المواضيع المنشورة من إختيار وإعداد والدي فضيلة الشيخ الداعية المسدد مهدي بن سعيد بن معوضة آل سعد القحطاني وبإستشارته وفقه الله ونفع به ونفعني وإياكم بما نقرأ وبما نقول ونسمع من خير والله الموفق,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ولذلك عليك كما انتصرت في المعركة الأولى أن تعلمي أن الذي نصرك في الجبهة الأولى قادر على أن ينصرك في الجبهة الثانية، ثقي وتأكدي أن الله جل جلاله إذا لم يكن يُحبك ما يسر لك أمر التوبة، وكما لا يخفى عليك قوله جل وعلا: {إن الله يُحب التوابين ويحب المتطهرين} والنبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا أن الله يفرح فرحًا عظيمًا بتوبة العبد إذا رجع إليه، وضرب على ذلك أمثلة، أعتقد أنها لا تخفى عليك من مدى فرح الله تبارك وتعالى برجوع عبده إليه. اعلمي - ابنتي الكريمة الفاضلة – أنك بما أنك انتصرت على الشيطان في المعركة الأولى، وهي معركة الظاهر والوقوع في الحرام الذي أشرت إليه، فإنه بدأ يستعمل معك سلاحًا آخر، وهو سلاح القلب، بأن يُشعرك بأنه لا يمكن لمثلك أن تكون صالحة، وأنك شيطانة في صورة إنسان، وأن ثقة الناس فيك في غير محلها، وأنك لن تري خيرًا، كل ذلك وارد ومتوقع من شيطان رجيم عدوٌ لعين للإنسان، بيّن الله صور ذلك. لذلك الذي أتمناه أن تنتصري عليه كما انتصرت في المرحلة الأولى، وذلك بأن تعلمي أن الله تبارك وتعالى يُحبك، وأن من علامات محبته أنه أعانك على التوبة، فاثبتي عليها، وقاومي كل رغبة في العودة مرة أخرى إليها، وابدئي في مشروع حفظ القرآن الكريم مرة أخرى، واجتهدي في ذلك، وحاولي أن تنظمي وقتك تنظيمًا دقيقًا، وأن تعلمي أن الله تبارك وتعالى لا يضيع أهله أبدًا، ثقي وتأكدي من ذلك، وكم أتمنى أن تتذكري قصة هذا الرجل الذي قتل مائة نفس، فلما علم الله منه صدق توبة أدخله الله الجنة، والقصة معروفة ومشهورة.
ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا. كيف اتوب من الذنوب والمعاصي. ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً. رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال: { الندم توبة} [رواه حمد وابن ماجة وصححه الألباني]. خامساً: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل. سادساً: ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول الرسول: { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه} [رواه البخاري]. سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، وقال: { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر} [رواه أحمد والترمذي وصححه النووي].
أن يتذكّر التائب سوء منقلب الذنوب، وبغض الله تعالى، وسخطه عليها، وعلى أصحابها، فبذلك يكون المرء أقرب إلى توبته، فلا يميل إلى إبطالها بإتيان المعاصي مجدداً. أن يتذكّر التائب فضل التوبة والتوّابين ، فذلك يُشجّعه على الثبات، وحثّ الخطى على الاستقامة. كيف أتوب إلى الله - اكيو. أن يتذكّر المسلم أنّه سيقف يوم القيامة فرداً بين يدي الله تعالى، وأنّ الله تعالى سيحاسبه على ذنوبه، فهذا يشعر التائب بالخجل، والندم على ذنوبه، ويجعله أقرب إلى التوبة، وتيسير طريقها. أن يُكثر التائب من تلاوة القرآن وحفظه، فهو الحافظ للجوارح والقلب من الزيغ والحرام. أن يُكثر التائب من مجالسة الأخيار، والصحبة الصالحة، فهي المعينة والمذكّرة بالخير والفضائل، وتنهى عن الفحشاء والمنكر. فضل التوبة وأهلها للتوبة فضائل عظيمةٌ ترفع أهلها في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي ذكرٌ لجانبٍ من فضائل التوبة المذكورة في القرآن الكريم والسنة الشريفة: [١٠] جالبةٌ لمحبة الله سبحانه، فقد قال الله تعالى: (إِنَّ اللَهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ). [١١] سببٌ لفلاح أهلها، كما قال الله سبحانه: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
بتصرّف. ↑ عمر عبد الكافى شحاتة، دروس الدكتور عمر عبد الكافي ، صفحة 5، جزء 2. بتصرّف. ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة ، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 228، جزء 4. بتصرّف. ↑ صالح بن غانم بن عبد الله بن سليمان بن علي السدلان (1416 هـ)، التوبة إلى الله – معناها، حقيقتها، فضلها، شروطها (الطبعة الرابعة)، الرياض: دار بلنسية للنشر والتوزيع، صفحة 55. بتصرّف. ↑ عبد الله حماد الرسي، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي ، صفحة 11، جزء 7. بتصرّف. ↑ صالح بن غانم بن عبد الله بن سليمان بن علي السدلان (1416 هـ)، التوبة إلى الله – معناها، حقيقتها، فضلها، شروطها (الطبعة الرابعة)، الرياض: دار بلنسية للنشر والتوزيع، صفحة 52. بتصرّف. ↑ سورة الرعد، آية: 28. ↑ عائض بن عبد الله القرني، دروس الشيخ عائض القرني ، صفحة 12، جزء 255. بتصرّف. ^ أ ب ت " كيف أتوب ؟"، ، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2020. كيف أتوب من الذنوب التي لا أذكرها؟. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن معاذ بن جبل وأبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 3160، حسن. ↑ محمد عبد المقصود، مشاهد يوم القيامة ، سوريا: دار التقوى، صفحة 262. بتصرّف. ↑ محمد بن جميل زينو (1997)، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (الطبعة التاسعة)، الرياض: دار الصميعي للنشر والتوزيع، صفحة 305، جزء 2.