قاله ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد. وقال سفيان الثوري: قرأ واصل الأحدب هذه الآية: ( وفي السماء رزقكم وما توعدون) فقال: ألا إني أرى رزقي في السماء ، وأنا أطلبه في الأرض ؟ فدخل خربة فمكث [ فيها] ثلاثا لا يصيب شيئا ، فلما أن كان في اليوم الثالث إذا هو بدوخلة من رطب ، وكان له أخ أحسن نية منه ، فدخل معه فصارتا دوخلتين ، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرق الموت بينهما. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون قال سعيد بن جبير والضحاك: الرزق هنا ما ينزل من السماء من مطر وثلج ينبت به الزرع ويحيا به الخلق. تفسير سورة الذاريات الآية 22 تفسير ابن كثير - القران للجميع. قال سعيد بن جبير: كل عين قائمة فإنها من الثلج. وعن الحسن أنه كان إذا رأى السحاب قال لأصحابه: فيه والله رزقكم ولكنكم تحرمونه بخطاياكم. وقال أهل المعاني: وفي السماء رزقكم معناه وفي المطر رزقكم; سمي المطر سماء لأنه من السماء ينزل. قال الشاعر:إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضاباوقال ابن كيسان: يعني وعلى رب السماء رزقكم; نظيره: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. وقال سفيان الثوري: وفي السماء رزقكم أي عند الله في السماء رزقكم. وقيل: المعنى وفي السماء تقدير رزقكم ، وما فيه لكم مكتوب في أم الكتاب.
فتنبت بإذن الله من كل زوج بهيج. كما قال- تعالى-: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً. وقال- سبحانه-: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ. قال القرطبي: قوله: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ الرزق هنا: ما ينزل من السماء من مطر ينبت به الزرع، ويحيى به الإنسان... أى: وفي السماء سبب رزقكم، سمى المطر سماء لأنه من السماء ينزل. وقال سفيان الثوري: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ أى: عند الله في السماء رزقكم. وقوله: وَما تُوعَدُونَ أى: وفي السماء محددة ومقدرة أرزاقكم. وما توعدون به من ثواب أو عقاب، ومن خير أو شر، ومن بعث وجزاء. تفسير قوله تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون. وما في محل رفع عطف على قوله رِزْقُكُمْ أى: وفي السماء رزقكم والذي توعدونه من ثواب على الطاعة، ومن عقاب على المعصية. فالآية الكريمة وإن كانت تلفت الأنظار إلى أسباب الرزق وإلى مباشرة هذه الأسباب، إلا أنها تذكر المؤمن بأن يكون اعتماده على خالق الأسباب، وأن يراقبه ويطيعه في السر والعلن لأنه- سبحانه- هو صاحب الخلق والأمر. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ ثم قال: ( وفي السماء رزقكم) يعني: المطر ، ( وما توعدون) يعني: الجنة.
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (60) اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها. قال الرازي في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: " أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً". الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد. قال الله تعالى في سورة "الذاريات": (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) القول الأقرب أن المراد بالآية أن الأرزاق من عند الله وهي مقدرة مكتوبة عند الله في السماء, وفي السماء كذلك ما توعدون من أمر الآخرة والجنة والنار. وفي السماء رزقكم وما توعدون - الآية 22 سورة الذاريات. والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية. اختلف المفسرون في المراد بقوله: (رزقكم) على قولين: القول الأول: أن المراد بالرزق المطر, فهو نازل من السماء. فجميع أرزاقهم منشؤها من المطر وهو نازل من السماء. (اقتصر عليه الماتريدي*, والبغوي*, وابن كثير*, وابن عاشور*) ومن إطلاق اسم الرزق على المطر قوله تعالى: (هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقاً). وقوله تعالى: (واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق) القول الثاني: أن المراد أن الأرزاق مقدرة مكتوبة عند الله وهي من عند الله.
وقال أهل المعاني: وفي السماء رزقكم معناه وفي المطر رزقكم; سمي المطر سماء لأنه من السماء ينزل. قال الشاعر: إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا وقال ابن كيسان: يعني وعلى رب السماء رزقكم; نظيره: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. وقال سفيان الثوري: وفي السماء رزقكم أي عند الله في السماء رزقكم. وقيل: المعنى وفي السماء تقدير رزقكم ، وما فيه لكم مكتوب في أم الكتاب. وعن سفيان قال: قرأ واصل الأحدب وفي السماء رزقكم فقال: ألا أرى رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض! فدخل خربة فمكث ثلاثا لا يصيب شيئا فإذا هو في الثالثة بدوخلة رطب ، [ ص: 40] وكان له أخ أحسن نية منه فدخل معه فصارتا دوخلتين ، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرق الله بالموت بينهما. وقرأ ابن محيصن ومجاهد " وفي السماء رازقكم " بالألف وكذلك في آخرها " إن الله هو الرازق ". وما توعدون قال مجاهد: يعني من خير وشر. وقال غيره: من خير خاصة. وقيل: الشر خاصة. وقيل: الجنة; عن سفيان بن عيينة. الضحاك: وما توعدون من الجنة والنار. وقال ابن سيرين: وما توعدون من أمر الساعة. وقاله الربيع. قوله تعالى: فورب السماء والأرض إنه لحق أكد ما أخبرهم به من البعث وما خلق في السماء من الرزق ، وأقسم عليه بأنه لحق ثم أكده بقوله: مثل ما أنكم تنطقون وخص النطق من بين سائر الحواس; لأن ما سواه من الحواس يدخله التشبيه ، كالذي يرى في المرآة ، واستحالة الذوق عند غلبة الصفراء ونحوها ، والدوي والطنين في الأذن ، والنطق سالم من ذلك ، ولا يعترض بالصدى لأنه لا يكون إلا بعد حصول الكلام من الناطق غير مشوب بما يشكل به.
تفسير ابن كثير/سورة الذاريات ثم أراد أن يتعرف بهم فقال: قَوْمٌ مُنْكَرُونَ أي إنكم قوم لا عهد لنا بكم من قبل فعرفونى أنفسكم - من أنتم؟ واستظهر بعض العلماء أن هذه مقالة أسرّها في نفسه أو لمن كان معه من أتباعه وجلسائه من غير أن يشعرهم بذلك، لأن في خطاب الضيف بنحو ذلك إيحاشا له، إلى أنه لو كان أراد ذلك لكشفوا له أحوالهم، ولم يتصد لمقدمات الضيافة، ثم ذكر أنه أسرع في قرى ضيوفه فقال: فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ. وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ 12/11/1441هـ التكريم ليس عاماً لكل العاملين في التلفزيون ، بل هو لمن انجز شيئاً لهذه المناسبة أو ساعد في انتاج مادة لها ، فهل انجزتِ شيئا عن المناسبة ؟ قالت لا! لَهُ الْمُزْنُ تَحْمِلُ عَذْبًا زُلَالًا فَأَمَّا الْجَارِيَات يُسْرًا فَالْمَشْهُور عَنْ الْجُمْهُور كَمَا تَقَدَّمَ أَنَّهَا السُّفُن تَجْرِي مُيَسَّرَةً فِي الْمَاء جَرْيًا سَهْلًا وَقَالَ بَعْضهمْ هِيَ النُّجُوم تَجْرِي يُسْرًا فِي أَفْلَاكهَا لِيَكُونَ ذَلِكَ تَرَقِّيًا مِنْ الْأَدْنَى إِلَى الْأَعْلَى إِلَى مَا هُوَ أَعْلَى مِنْهُ فَالرِّيَاح فَوْقهَا السَّحَاب وَالنُّجُوم فَوْق ذَلِكَ وَالْمُقَسِّمَات أَمْرًا الْمَلَائِكَة فَوْق ذَلِكَ تَنْزِل بِأَوَامِر اللَّه الشَّرْعِيَّة وَالْكَوْنِيَّة وَهَذَا قَسَم مِنْ اللَّه عَزَّ جَلَّ عَلَى وُقُوع الْمَعَاد.
فكيف لو كنتَ متعلِّمًا؟ فأجابه: لو كنت كذلك، لكنت ما أزال آذنًا في المدرسة، أكنسها وأُنظِّفها. إن الأمر المؤلم يبدو في أول الأمر شرًّا، ويكون في حقيقة أمره خيرًا كبيرًا، وهكذا يتَّضِح أن الرزق مقسوم مكتوب للإنسان وهو في بطن أمه. فلنؤمن بهذا ولنتوكَّل على الله، وصدَق الله العظيم: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ﴾ [الذاريات: 22]، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ((لو توكَّلتُم على الله حقَّ التوكل، لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصًا، وتروح بِطانًا))؛ رواه أحمد 1: 30 والترمذي 2344، وغيرهما بسند صحيح. والحمد لله رب العالمين.
هذه التدابير العلية التي لا شركة فيها لأي قدرة غير القدرة الإلهية، قال الله فيها: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ). وبعدما ينزل إلى الأرض يحاسبك على ما عملت به، ماذا فعلت في هذا النَفَس؟ ماذا فعلت في هذا الطعام؟ ويرجع إليه، وبين هذا وذاك: (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) (5السجدة)، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ بَابَانِ بَابٌ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ، وَبَابٌ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ) [1]. إذا كان رجلاً صالحاً فعند موته تبكي هذه الأبواب المتصلة بين السماء والأرض، وكذلك موضع سجوده وتسبيحه. وإذا كان جاحداً أو منكراً أو فاسداً: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ) (29الدخان).