وقال أحمد: حدثنا علي بن بحر: حدثنا علي بن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبدالله بن الزبير. مُداخلة: عندنا: علي بن بحر، قال: حدثنا محمد بن سلمة. الشيخ: ما عندكم: علي؟ الطالب: لا، ما عندنا، عندنا: محمد بن سلمة. الطالب: كذلك في نسخة "الشعب": محمد بن سلمة. الشيخ: ما في: علي؟ الطالب: في بعض النُّسخ، في نسخٍ فيها: علي. الشيخ: حطّ على "علي بن محمد" نسخة: حدثنا محمد بن سلمة. لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم. يُراجع "المسند". حدثنا علي بن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال: أتى الحارث بن خُزيمة. الشيخ: كذا عندكم: عن عباد فقط؟ ما قال: عن أبيه؟ الطالب: عن أبيه عباد بن عبدالله بن الزبير. الشيخ: والذي بعد عباد؟ الطالب: ما في شيء. الشيخ: وأيش عندكم بعد عباد؟ الطالب: كذلك أحسن الله إليك. الشيخ: ما عندكم زيادة؟ الطالب: ما في. الشيخ: نعم. قال: أتى الحارثُ بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر براءة: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى عمر بن الخطاب، فقال: مَن معك على هذا؟ قال: لا أدري، والله إني لأشهد لسمعتُها من رسول الله ﷺ، ووعيتها، وحفظتها.
وكذلك لم يقل "منكم" تأكيداً على قرب الصلة وعمقها، كالتصاق النفس بالنفس، ولهذا؛ فحري بالناس أن يتبعوه وهو كذلك من قلبهم وأشرفهم وأصدقهم يعرفون سمو أخلاقه وعظيم نسبه. وما أروع تلك القراءة التي نقلها أبو حيان الغرناطي في التفسير المحيط عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، وهي: بفتح الفاء ﴿ من أنفَسكم ﴾ من النفاسة، كدرة ثمينة لا تبارى في نفاستها وعظمتها تحمل الخير، رسالة الحق الجديرة بأن تتبع، والتي يرتبط صاحبها بوشائج عميقة مع قومه؛ فهو من بينهم وهو قد حاز شرف النسب، وشهد له معاصروه بحسن الخلق وتكامل الآداب. لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه. أما الضمير في ﴿ من أنفسكم ﴾ فهو إما عائد على العرب أو على البشر جميعهم، والقول الأول يقول به جمهور المفسرين، كما يقرر الرازي في الكبير، كقوله تعالى: ﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ﴾ ، والثاني يستدل به آخرون بقوله تعالى: ﴿ أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم ﴾. ثم تمضي الآية الكريمة، تبين ملامح شخصية هذا النبي، النفيس نسباً وخلقاً، فمن بعد أن استفاضت سورة التوبة كلها في ذكر أحوال المنافقين، والمشقة واللأواء التي أصابت المؤمنين طوال طريقهم، ومنه ما كان في غزة تبوك (العسرة) واستفاضت أيضاً في ذكر "التكاليف الشاقة (التي لا تتوفر القدرة على القيام بها) إلا لمن خصه الله بوجوه التوفيق والكرامة، ختمت "السورة بما يوجب سهولة تحمل تلك التكاليف"، كما قال الرازي.
الشيخ: عبدالرزاق بن عمر. س: ما صحّة سند الحديث؟ ج: فيه نظر..... وقد رواه ابنُ عساكر في ترجمة عبدالرزاق بن عمر، هذا من رواية أبي زرعة الدّمشقي عنه، عن أبي سعدٍ مدرك ابن أبي سعد الفزاري، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدَّرداء: سمعت أبا الدَّرداء يقول: ما من عبدٍ يقول: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلتُ وهو ربّ العرش العظيم" سبع مرات، صادقًا كان بها، أو كاذبًا، إلا كفاه الله ما أهمّه. وهذه زيادة غريبة. ثم رواه في ترجمة عبدالرزاق أبي محمد، عن أحمد بن عبدالله بن عبدالرزاق، عن جدِّه عبدالرزاق بن عمر بسنده، فرفعه، فذكر مثله بالزيادة، وهذا مُنكر، والله أعلم. آخر سورة براءة، ولله الحمد والمنَّة. س: أحسن الله إليك، أما جاء هذا الأثر مرفوعًا إلى النبي ﷺ دون زيادة: "سبع مرات"، "حسبي الله" من أذكار المساء؟ ج: ما أعلم. «لقد جاءكم رسول من أنفسكم...» - جريدة الأمة الإلكترونية. س: سند هذا الذكر؟ ج: فيه عبدالرزاق هذا، وهو مجهول..... ، يُروى عن أبي الدَّرداء موقوفًا. س: هذا ما يكون فيه نكارة؟ يقول: صادقًا أو كاذبًا؟ ج: لا، هذه الزيادة غلط. مُداخلة: في "سنن أبي داود": عبدالرزاق بن مسلم الدّمشقي، وليس عبدالرزاق بن عمر، في أصل السنن. الشيخ: إيه. الطالب: هو واحدٌ، بارك الله فيكم، هو عبدالرزاق بن عمر بن مسلم، الدمشقي، العابد، عن مبشر بن إسماعيل، وعنه أبو حاتم، وقال: كان فاضلًا، مُتعبدًا، صدوقًا.
فتوجه إليها وأخذ لها من قتام الأرض ودعاها حتى جاءت واستجابت، وشدّ عليها رحلها، وإني لو أطعتكم حيث قال ما قال لدخل النار. رواه البزار، ثم قال: لا نعلمه يُروى إلا من هذا الوجه. قلت: وهو ضعيفٌ بحال إبراهيم بن الحكم بن أبان، والله أعلم. الشيخ: في متنه نكارة؛ لأنَّ قوله ﷺ: قد أحسنَّا إليك؟ ليس من عادته أن يقول للناس هكذا: أحسنا إليك. وهذا فيه مثلما قال المؤلف غرابة. والحكم أيضًا هو كذلك..... فيه كلام، انظر: "التقريب" إبراهيم بن الحكم، والحكم بن أبان، هو وأبوه. الطالب: في "الخلاصة" بارك الله فيك: إبراهيم بن الحكم بن أبان، العدني، عن أبيه، وعنه ابن راهويه وجماعة، قال ابنُ معين: ليس بشيء. وقال الجوزجاني: ساقط. "تفسير ابن ماجه". الشيخ: انظر: الحكم بن أبان، أبوه. المقصود أنَّ المتن مُنكر، والحديث ضعيف، نعم. حطّ عليه حاشية: في سنده إبراهيم بن الحكم، وهو ضعيفٌ. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 129. الطالب: الحكم بن أبان، العدني، أبو عيسى، العابد، عن طاوس وعكرمة، وعنه ابنه إبراهيم وابن عيينة وغيرهما، قال العجلي: ثقة، صاحب سنة، كان إذا هدأت العيون وقف في البحر إلى ركبتيه يذكر الله تعالى حتى يُصبح. قيل: مات سنة أربعٍ وخمسين ومئة. الشيخ: نعم، حطّ عليه حاشية: سنده ضعيف؛ لضعف إبراهيم بن الحكم، سنده ضعيف، ومتنه مُنكر.