وقد تقدم في الفاتحة. وهكذا ينبغي للإنسان أن يذكر نفسه وغيره فيخوف ويرجي ، ويكون الخوف في الصحة أغلب عليه منه في المرض. وجاء في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج على الصحابة وهم يضحكون فقال: أتضحكون وبين أيديكم الجنة والنار فشق ذلك عليهم فنزلت الآية. ذكره الماوردي والمهدوي. ولفظ الثعلبي عن ابن عمر قال: اطلع علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة ونحن نضحك فقال: مالكم تضحكون لا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع القهقرى فقال لنا: إني لما خرجت جاءني جبريل فقال يا محمد لم تقنط عبادي من رحمتي نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم. نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي. فالقنوط إياس ، والرجاء إهمال ، وخير الأمور أوساطها. ﴿ تفسير الطبري ﴾ وقوله ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: أخبر عبادي يا محمد، أني أنا الذي أستر على ذنوبهم إذا تابوا منها وأنابوا، بترك فضيحتهم بها وعقوبتهم عليها، الرحيم بهم أن أعذّبهم بعد توبتهم منها عليها.
أيها المسلمون ومن عجيب هذه الآية ،أن الله سبحانه وتعالى نسب فيها الرحمة لنفسه ،بينما لم ينسب العذاب لنفسه ، فسبحان من وسعت رحمته الذنوب كلها. فهذه الآية تنادي كل من طرق باب التوبة ،وتقول له: فضل الله واسع ،، ورحمته سبقت غضبه ،، فالله غفور رحيم. وفيها أيضا دعوة إلى التوازن: فالعبد المؤمن يسير بين الخوف والرجاء ،يرجو رحمة الله ، ويخشى عذابه ، وهذا هو المنهج القرآني في كثير من آياته ، فينبغي علينا كمسلمين أن نأتم بالمنهج القرآني ، وأن نجمع بين الأسلوبين في حياتنا ، وفي تعاملنا مع الناس, فلا تكون الحياة دائماً ترف ودلال, ولا تكون دائماً منع وعقاب ، فالتوازن مطلوب ما دام في ظل الشرع. تفسير قوله تعالى: نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم. ومن اللطائف ، قال بعضهم: في هاتين الآيتين تَرجيحًا لجانب الرحمة على جانب العذاب مِن وجهين: الأول: أنَّهُ جَعَلَ الرحمة مُقدمةً على العذاب ؛ فَصَدَّرَ بها الخطاب.
فالقنوط إياس ، والرجاء إهمال ، وخير الأمور أوساطها. شرح المفردات و معاني الكلمات: نبئ, عبادي, الغفور, الرحيم, تحميل سورة الحجر mp3: محرك بحث متخصص في القران الكريم Wednesday, April 27, 2022 لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب
معاشر المؤمنين الكرام، اطلبوا الكرامة في التقوى، والأنس في كتاب الله، والغِنى في القناعة، والنجاة في الصدق، والراحة في ترك الحسد، والسلامة في حفظ اللسان، وثِقَلَ الميزان في حسن الخلق. واعلموا أن قيمة كل امرئ ما يحسنه، ومن كان يومه مثل أمسِه فهو في نقصان، ومن جار على شبابه، جارت عليه شيخوخته، ومن شغل نفسه بغير المهم، ضيع المهم وفوت الأهم. النعيم لا يدرك بالنعيم، ومن أراد الراحة فعليه أن يترك الراحة، ومن أراد ألَّا يتعب فعليه أن يتعب، ومن طلب العلا سهر الليالي، وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى، واعلم أنك لن تتقدم دون أن تتعلم، ولن تتعلم دون أن تتألم، ولن تنجح دون أن تفشل، وإذا كانت الروح هي التي تعمل، فإن الجسد لا يتعب.