عندنا للحرب فارس عندنا للحق حارس - YouTube
شعر أحمد بن سعيد البوسعيدي بالخطر الفارسي المرتقب، ورغم الصراع بين إمارة القواسم وإمامة عُمان، إلا أنهما اتحدتا لمواجهة العدو الأكبر بلاد فارس، وعندما اطمأن أمير عُمان لدعم إمارات الساحل (إمارة القواسم وإمارة بني ياس)، ارسل خطاباً إلى كريم خان زندي جاء فيه بما معناه "ليس لدي مال لك عندي، لكن لدي من المدافع والقنابل ما يكفي لتدمير بلادك". كان جواب إمام عُمان أحمد بن سعيد بمنزلة إعلان جديد للحرب على بلاد الفرس، وفي الجهة المقابلة من الخليج العربي كان كريم خان في غاية السعادة لأنه حصل على مبتغاه والذريعة التي كان يبحث عنها للدخول في حروب جديدة مع إمارات الساحل وإمامة عُمان، وأصدر أوامره على الفور بإعلان الحرب، واندفع أسطوله نحو مدينة لنجة (عاصمة إمارة القواسم في بر فارس) في جيش مهيب بلغ تعداد جنده أكثر من 6 آلاف جندي. م تكن مدينة لنجة القاسمية على علم بالتجهيزات الفارسية، وبمجرد أن سمع والي لنجة القاسمي الشيخ سعيد بن قضيب القاسمي القرع المخيف والمهيب لطبول الحرب الإيرانية، ارسل بن قضيب على فور طلب استغاثة عاجل إلى أمير إمارة القواسم في عاصمتها رأس الخيمة الشيخ راشد بن مطر القاسمي، فقرر بن مطر تجهيز حملة بحرية ضخمة تحت قيادته الشخصية تضاهي الحملة الإيرانية، كما قرر أيضاً إمام عُمان السيد أحمد بن سعيد البوسعيدي تجهيز حملة بحرية أخرى لمساندة القوات القاسمية.
ما قام به الشيخ صقر بن راشد القاسمي حاكم إمارة القواسم في إمارات الساحل يُعد حقاً مشروعاً له، فمن غير المعقول أن تقوم سفن الدول الأخرى بانتهاك شواطئ الآخرين بلا استئذان أو دفع رسم عبور! ونجح الشيخ صقر فعلاً في تعزيز خزانته بمورد مالي مشروع، ولكن الدولة البريطانية لم تعترف بالحقوق المشروعة لدول المنطقة في فرض رسوم العبور فأطلقت لقباً ظالماً وهو "ساحل القراصنة" على إمارات الساحل. د. عندنا للحرب فارسی. سالم حميد رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث نقلاً عن ميدل ايست اونلاين
انتهج الحاكم الجديد لإمارة القواسم الشيخ صقر بن راشد القاسمي سياسة والده القائمة على بناء قوة عسكرية مهيبة تفرض احترامها مع جميع دول المنطقة، كما قام بتعزيز علاقاته مع بقية الدول المجاورة، ولكن شاءت الظروف أن تتعكر العلاقات من جديد بين إمارة القواسم والدولة العُمانية لأسباب لا وجاهة لها! من جهتها كانت المملكة المتحدة تراقب القوة العسكرية لإمارة القواسم وتدرس تدميرها لما تشكله من تهديد على المصالح التجارية للمملكة المتحدة في الخليج العربي، وكانت الدولة البريطانية تتعمد استفزاز إمارة القواسم بدخول المياه الإقليمية التابعة للإمارة من دون استئذان، الأمر الذي دفع بأمير القواسم باستحداث قوات لخفر السواحل عام 1778. وتعتبر إمارة القواسم من أقدم دول المنطقة التي انشأت ما يعرف بمفهوم اليوم "خفر السواحل"، واعترضت تلك القوة العديد من السفن البريطانية التجارية واحتجزتها لانتهاكها المياه الإقليمية لإمارة القواسم، فثار المقيم السياسي البريطاني جون بيموت في مدينة بوشهر، مطالباً الشيخ صقر بن راشد بإعادة السفن البريطانية ولكن أمير القواسم رفض ما لم تقوم الحكومة البريطانية بدفع غرامة لانتهاك تلك السفن مياهه الإقليمية.